أعظم مشاريع القرن العشرين.. خبراء: السد العالي حمى مصر من الجفاف والفيضانات وزاد الزراعة إلى 7.9 مليون فدان

19-2-2024 | 14:43
أعظم مشاريع القرن العشرين خبراء السد العالي حمى مصر من الجفاف والفيضانات وزاد الزراعة إلى  مليون فدانالسد العالي
أحمد مسعد
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

- خبراء: "السد العالي" ضاعف من مساحة مصر الزراعية وغطى تكاليف إنشائه في عام ونصف العام فقط

موضوعات مقترحة

-  في مسابقة عالمية.. السد العالي يحصل على ترتيب ثامن أعظم مشروع في العالم أفاد البشرية خلال القرن العشرين

- دور كبير للسد العالي في التنمية الزراعية والصناعية.. ساهم في زيادة الرقعة الزراعية من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان وأنار الريف المصري وأمن الكهرباء للمصانع

 

احتفلت المحروسة منذ أيام قلائل بمرور 64 عاماً على قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوضع حجر الأساس للسد العالى، وذلك يوم 9 يناير1960 من كل عام.

يظل مشروع "السد العالى" ملحمة مصرية عظيمة يفتخر بها كل مصرى؛ وهو شاهد على  العبقرية الهندسية المصرية التى شيدت هذا الصرح العظيم وقامت على إدارته منذ إنشائه حتى الآن بسواعد أبنائها المصريين.

وكان هدف المصريين من بناء السد العالى هو حجز مياه الفيضان للاستفادة منها، وتخزينها، فضلاً عن توليد طاقة كهربائية، حيث كان يعانى المصريون من غرق المحاصيل الزراعية وتلفها، وقت زيادة منسوب الفيضان، وفى سنوات أخرى ينخفض منسوبه وتقل المياه وتبور الأراضى الزراعية.

وبعد بنائه حدثت نقلة كبيرة فى التنمية فى مصر، حيث انتقلت مصر على إثره من الزراعة الموسمية إلى الزراعة الدائمة، وأسهم فى استصلاح وزيادة مساحة الأراضى الزراعية.

أعظم مشروع

 وقال الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، إن مشروع إنشاء السد العالى يُعد أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين، وقد حمى مصر من الجفاف والفيضانات على مدى عشرات السنوات.

 وأشار سويلم، إلى أن المشروع يمثل عملاً ضخماً ويرسخ نموذجاً لقدرة الشعب المصرى على البناء والعمل، عندما استطاعت السواعد المصرية بناء السد العالى بكل إصرار وعزيمة..

وكان الدكتور هانى سويلم وزير الرى والموارد المائية قد زار محافظة أسوان لمدة ثلاثة أيام، تفقد فيها عدداً من المشروعات بالمحافظة، حيث تضمنت جولته التفقدية ماكينة الجسات بالسد العالى، التى تعد أحد أدوات متابعة ومراقبة الحالة الفنية للسد العالى، والتى تساهم فى تنفيذ أعمال الصيانة الدورية المطلوبة لجسم السد.

والتقى الوزير فى ثالث أيام زيارته محطة كهرباء السد العالى لمتابعة أعمال التشغيل والصيانة الدورية، بالمهندسين والعاملين بالمحطة، مشيداً بمجهوداتهم المبذولة فى تشغيل وصيانة المحطة بـكفاءة عالية، مؤكداً على استمرار التعاون والتنسيق بين أجهزة وزارة الموارد المائية والرى، ممثلة فى الهيئة العامة للسد العالى وخزان أسوان، وأجهزة وزارة الكهرباء، فيما يخص إمرار التصرفات المائية من محطة الكهرباء.

كما وجه الوزير، بالمتابعة المستمرة لتحديث صلاحية المواد والأدوات المستخدمة فى أعمال صيانة السد العالى بشكل دورى، وتوفير أى أدوات ومعدات مطلوبة لأعمال الصيانة الجارية.

ترويض النهر

ومن جهة أخرى أكد الدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والمياه بجامعة القاهرة، أن الحقائق والأرقام تؤكد أن السد العالى هو أعظم مشروع فى تاريخ مصر، وفى مسابقة عالمية حصل السد العالى على ترتيب ثامن أعظم مشروع فى العالم أفاد البشرية خلال القرن العشرين، وهو الذى غطى تكاليف إنشائه فى عام ونصف فقط.

وأوضح شراقى، لـ "الأهرام الزراعى"، أن السد العالى حصن الأمان أمام فيضانات النيل التى اعتادت أن تدمر الأخضر واليابس فى مصر مثل فيضان 1964 وهو آخر فيضان شهدته مصر قبل السد العالى، وفيضانات 1915 - 1916، 1879 المسجل على جدار معبد الكرنك بارتفاع نحو مترين من أرض المعبد الحالية، حيث تعد الفيضانات المسئولة الأولى عن تدمير بعض الأماكن الأثرية فى مصر.

وأضاف الخبير المائى: أنه لولا السد العالى لشهدت مصر هذه الأيام كارثة محققة ودماراً شديداً فى معظم المحافظات المصرية، وحمى مصر فى عام 1998 حين زاد إيراد النهر بنحو 32 مليار م3 ليصل إلى 122 مليار م3، واستمرت هذه الفيضانات لمدة ثلاثة أعوام أدت إلى تكوين 5 بحيرات فى منخفضات توشكى صرف إليها عن طريق مفيض توشكى مجموع 40 مليار م3، ومثيلها فى البحر المتوسط لحماية السد العالى.

وأشار إلى أن حرم منطقة الفيضان فى القاهرة كان مسجد عمرو بن العاص شرقاً إلى أهرامات الجيزة غرباً، ويعد البناء فى تلك المنطقة خطورة شديدة، الآن وبعد أن اطمأن الجميع غزا البناء شواطئ النيل حتى أصبح من الصعب أن تراه إلا عند عبوره، مؤكداً أن ما حدث فى السودان العام الماضى من سيول وفيضانات يزدنا إجلالاً وفخراً بمصرية السد العالى.

تغيير المشهد

وقال الدكتور بيتر هانى، أستاذ مساعد بقسم الرى والهيدروليكا - هندسة عين شمس وخبير قطاع المياه بالغرفة الألمانية: نهر النيل غيّر تماماً هذا المشهد وضمن حصة سنوية مقدارها 55.5 مليار متر مكعب من المياه، تصرف سنوياً حسب نظام متبع للرى والزراعة وهو ما غير وجه الأرض فى وادى النيل تماماً، بل غير مصير شعب بأكمله لأن مصر تحولت من بلد خاضعة لمشيئة نهر إلى بلد مروضة تماماً لذلك النهر واستطاعت توظيفه تماماً من أجل التوسع الزراعى وتوليد الكهرباء ومن أجل انتظام الملاحة النهرية طوال العام .

وشدد هانى، على دور السد العالى فى التنمية الزراعية والصناعية، فقد أسهم فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بمصر من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان، وساعد على زراعة محاصيل أكثر استهلاكاً للمياه مثل الأرز وقصب السكر، كما أدى إلى تحويل المساحات التى كانت تزرع بنظام الرى الحوضى إلى نظام الرى الدائم.

وأشار  خبير الموارد المائية، إلى أن محطته الكهربائية أصبحت وقتها الأضخم فى إفريقيا بإنتاج 2500 ميجا وات من الكهرباء سنوياً، ساعدت فى إنارة الريف المصرى كله فضلاً عن المدن، وأمنت الكهرباء للمصانع التى أنشئت بعد ثورة يوليو وكان من بينها مصانع الحديد والصلب والألومنيوم والأسمدة والفوسفات التى تحتاج إلى طاقة كثيفة، كما ساهم حجزه للمياه فى ضمان التشغيل الكامل المنتظم لمحطة خزان أسوان بتوفير منسوب ثابت على مدار السنة، وزادت الثروة السمكية عن طريق بحيرة السد العالى وتحسنت الملاحة النهرية طوال العام.

فيضان الخير

وقال الدكتور ضياء القوصى، مستشار وزير الرى الأسبق، إن خزان السد العالى يمتلئ كل عام نتيجة الفيضان، حيث يستقبل السد كل الكميات الواردة من الهضبة بحسب السعة المحددة له، والباقى يتم تمريره فى فروع نهر النيل.

وأضاف القوصى: أن مستوى الفيضان سواء متوسط أو فوق المتوسط يمثل خيراً لدولة تعانى من الشح المائى، حيث تعتمد مصر فى أكثر احتياجاتها المائية عبر نهر النيل، لافتاً إلى أن مياه الفيضان تتم الاستفادة منها فى شحن الخزان الجوفى فى وادى النيل والدلتا.

وأشار إلى وجود لجنة فى حالة انعقاد مستمر، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع إيراد النهر ومتابعة الموقف المائى والتعامل مع الأمطار الغزيرة.​

جدير بالذكر أن قرار بناء السد العالى اتخذ فى عام 1953 بتشكيل لجنة لوضع تصميم للمشروع، وتم وضع تصميم السد العالى فى عام 1954 تحت إشراف المهندس موسى عرفة والدكتور حسن زكى بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة، وقد لجأت مصر آنذاك لتأميم قناة السويس فى عام 1956 لتوفير الموارد المالية اللازمة لبناء السد العالى، ليتم توقيع اتفاقية بناء السد العالى فى عام 1958 ووضع حجر الأساس فى عام 1960.

وبدأ بناء السد فى عام 1960 وقد قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتى، حيث عمل فى بناء السد 400 خبير سوفييتى واكتمل بناؤه فى 1968،حيث ثبّت آخر 12 مولد كهربائى فى 1970 وافتتح السد رسمياً فى عام 1971.

ويصل طول السد العالى عند القمة 3830 متراً، منها 520 متراً بين ضفتىْ النيل ويمتد الباقى على هيئة جناحين على جانبى النهر، ويبلغ ارتفاعه نحو 111 متراً فوق منسوب قاع نهر النيل، ويصل عرضه عند القمة نحو 40 متراً، أما حجم جسم السد فيبلغ 43 مليون متر مكعب من إسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلال السد تدفق مائى يصل إلى 11 ألف متر مكعب من الماء فى الثانية الواحدة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة