حلول الطاقة بين يديك.."1 - 2"

18-2-2024 | 19:18

تتراوح الأزمات، بأنواعها، وتتعرض للمد والجذر، باستثناء أزمة الطاقة.. فهي مستمرة ومتواصلة، متداخلة في كافة الأزمات، حيث حركة الحياة لابد لها من طاقة تحركها لكي تستمر.

لم يتوقف العالم عن البحث لحلول تلك الأزمة التي ستبقى ما بقيت الحياة، ولنعترف أننا في أزمة طاقة، ولكن بإمكاننا أن نعمل على تناقص حدة هذه الأزمة من خلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة، وهي الشمس والهواء والمياه، وهي موارد طبيعية لا تنضب وهي ملك أيدينا وتحت أقدامنا وفي هوائنا وسمائنا، وأرضنا، وعلى أسطح منازلنا.

لدينا 14 مصدرًا للطاقة الجديدة والمتجددة، كما تقول التعريفات الدولية، وتبدأ هذه المصادر من الطاقة الشمسية، والرياح، وطاقة المياه، وصولا للماشية التي تجر العربات.

وإذا كنا في السابق نتحدث عن طموحات ومؤشرات، ونسعى للبحث عن سبل لتحول محلي نحو نظم الطاقة المتجددة، إلا أننا اليوم نمتلك إرادة رسمية نحو نشر نظم الطاقة الشمسية، ومجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في مصر، وبرامج التطوير الوطني لنظم الطاقة الشمسية، وتطوير عمليات التوسع في استخدام السخانات الشمسية للمياه والإنارة والري والعمليات الصناعية، ضمن الإستراتيجيات والأهداف الوطنية والعالمية للتنمية المستدامة، بل هناك توقعات لأن تتحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة الجديدة والمتجددة، وخاصة "الهيدروجين الأخضر"، بأن نقوم بإنشاء بنية تحتية لإنتاجه أو استقباله من الدول المحيطة، وتوزيع هذا الهيدروجين على أوروبا ودول أخرى.

مصر القديمة، كان لديها خلية شمسية أساسية قبل أكثر من 4500 سنة، باستخدام أدوات بسيطة فقط، حيث تمكن قدماء المصريين من استخدام الزجاج البركاني "سبج"، وهو نوع من الزجاج يتكون فى الغالب من السليكون، وهو مكون أساسي لبناء خلايا شمسية بسيطة باستخدام الأسلاك النحاسية المرسومة يدويًا.

وتحقق البروفيسور آنا كومار من جامعة جونز هوبكينز بولاية بالتيمور الأمريكية، نحو الكشف، بعد أن عثر على قطع من "حجر السبج" على بعد مئات الأمتار من أهرامات الجيزة.

وتتركز أهمية الطاقة المتجددة وخاصة الشمسية، مع تزايد ارتفاع أسعار الكهرباء، قبل رفع نسبة من الدعم مؤخرا، عن الكهرباء، وانعكس ذلك على زيادة الوعي بأهمية هذه الطاقة، فقد تزايد عدد الشركات التي تقدم خدمة تركيب الألواح الزجاجية المستقبلية للطاقة الشمسية ليصل الى حوالي 280 شركة، ويتوقع المهندس إيهاب إسماعيل نائب رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بوزارة الكهرباء، الوصول إلى استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بنسبة 50% من استخدامات الطاقة في مصر عام 2040، حيث يستخدم هذا القطاع نسبة 3% من مساحة مصر، بواقع "13 ألفًا و680 مترًا من الجمهورية.

ويكشف خبراء أنظمة الطاقة الشمسية عن نمو ملحوظ في حجم الطلب على استخدام الطاقة الشمسية في السوق المحلي، ويسعون للسيطرة على التغير والتطور السريع في التكنولوجيا الخاصة بالخلايا الشمسية "رقائق السيليكون"، فكل عامين هناك تغير في التكنولوجيا.
 
ونتساءل: إلى أين وصلت مبادرة مجلس الوزراء للمباني الحكومية منذ سنوات، وهي ضمن مبادرات واقتراحات لتطوير وتنفيذ المشروعات التطبيقية الخاصة بالنظم الشمسية الموزعة لإنتاج الطاقة، حيث تستطيع الوزارات والهيئات أن تحدث نقلة هائلة في مجال توظيف الطاقة الشمسية، وكذلك وزارات عديدة مثل التعليم بتزويد مكتبات المدارس بالنظم المزدوجة للخلايا الشمسية واللمبات المرشدة، وباقي الوزارات والهيئات والمؤسسات..؟
كانت إجراءات وشروط تركيب محطة طاقة شمسية في السابق، تأتي ضمن المعوقات لتركيب الطاقة الشمسية في المنازل، وحاليًا هناك توجه للدولة، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي، لتحقيق الاستدامة، والحد من انقطاعات التيار الكهربائي، وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو توجه يحمل مؤشرات إيجابية، بعد أن أعلنت الشركة القابضة لكهرباء مصر، تفاصيل تركيب محطة طاقة شمسية في المنزل والشروط الواجب توافرها، حيث تعد الطاقة الشمسية هي طاقة متجددة صديقة للبيئة تعتمد بالكامل على ضوء الشمس، وتشكل الألواح الشمسية العنصر الأساسي في منظومة الطاقة الشمسية.
المهندس  رفعت جعبور رئيس إحدى الشركات الوطنية لأنظمة الطاقة الشمسية، يوضح أن حجم الطلب على استخدام الطاقة الشمسية في السوق المحلية في نمو مستمر، ونسعى للسيطرة على التغير السريع في التكنولوجيا الخاصة بكل عامين هناك تغير في التكنولوجيا.

ويرى الخبراء أن مبادرة رئيس الجمهورية "التحضر للأخضر- GO Green"، وتوسع العاصمة الجديدة في الاعتماد على الطاقة الشمسية ساهم في تقليل حدة أزمة الكهرباء، ويبشرون بالدخول بقوة إلى عالم الطاقة الخضراء لأنظف والارخص.

إلا أن الجانب الآخر لاستخدام الطاقة الشمسية، يطل برأسه، حيث عمر الخلايا الشمسية لا يزيد علي 25 عامًا، مع نهاية العمر الافتراضي لتلك الخلايا، فما العمل، خاصة بعد أن توقعت “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة  - IRENA"، أنه بحلول عام 2050 ، يمكن أن تكون أنظمة الطاقة الشمسية مسئولة عما يصل إلى 78 مليون طن من النفايات.. هذا الجانب الآخر هو حديث الأسبوع المقبل بإذن الله.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة