على هامش احتفال اليابان بالعيد الوطني

18-2-2024 | 17:29

كل التهنئة لليابان الصديقة بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني، ولجلالة الإمبراطور ناروهيتو بعيد ميلاده السعيد. والتهنئة موصولة –بطبيعة الحال- لأسرة السفارة بالقاهرة، وعلى رأسها سعادة السفير- النشيط وحبيب المصريين- أوكا هيروشي.

لأن اليابان كانت –وما تزال- صديقة مخلصة، وسخية في دعمها لمصر، فقد وجب على محبيها من المصريين أن يبادلوها مشاعر التقدير والامتنان، بل والمساندة في هذه المرحلة الصعبة، بالذات، حيث تواجه طوكيو تحديات داخلية وخارجية هائلة.

اقتصاديًا: فقدت اليابان مكانتها كثالث أكبر اقتصاد في العالم، بل، من المتوقع أن تتراجع إلى المرتبة الخامسة في وقت لاحق، بعد صعود ألمانيا والهند، للمرتبتين الثالثة والرابعة فيما تحتفظ الولايات المتحدة والصين بالصدارة.

في عام 2023، المنصرم، وصل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لليابان إلى 4.2 تريليون دولار على أساس متوسط سعر الصرف، وتجاوز الناتج المحلي الإجمالي الأولى لألمانيا نظيره في اليابان ليصل إلى ما يقرب من 4.5 تريليون دولار.

الاقتصاد الياباني حافظ على مكانته، كثاني أكبر اقتصاد في العالم لعقود، بدءًا من عام 1968، حتى تفوقت عليه الصين في عام 2010، ولتصبح اليابان في المركز الثالث، وها هي ألمانيا - التي يبلغ عدد سكانها ثلثي تعداد اليابان تقريبًا - تزيح بلاد الشمس المشرقة إلى المرتبة الرابعة في 2023.

في الوقت نفسه، ارتفع سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوياته خلال 3 أشهر فوق 150.50 ين، الأربعاء الماضي، وتزايدت التوقعات بفجوة أوسع في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان، بعد ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية طويلة الأجل.

نائب وزير مالية اليابان السابق، ساكاكيبارا إسوكي، صرح بأن ضعف الين كان مفيدًا لليابان خلال الفترة التي اعتمدت فيها على الصادرات، ومن الصعب تحقيق تصحيح لضعف الين من خلال التدخل في السوق، وأعرب عن توقعه بأن يرتفع سعر صرف الين تدريجيًا، ليصل إلى 130 ينًا للدولار اعتبارًا من الصيف المقبل وحتى نهاية عام 2024، وقد يرتفع –أيضًا- إلى مستوى 120 ينًا مقابل الدولار.

سكانيًا: توقع معهد اليابان للأبحاث أن يسجل عدد المواليد انخفاضًا قياسيًا، منذ بدء حفظ السجلات عام 1899، ليبلغ 726 ألفًا عام 2023، ومتراجعًا بنسبة 5.8% عن عام 2022، وتوقع أن ينخفض عدد الأطفال لكل امرأة إلى 1.20 متجاوزا الرقم القياسي في الانخفاض لعام 2022 والذي بلغ 1.26.

في الوقت نفسه، أشارت توقعات المعهد إلى انخفاض عدد الزيجات إلى 476 ألف حالة زواج عام 2023، بانخفاض نسبته 5.8%، ويرى كبير الباحثين في المعهد، فوجينامي تاكومي، أن التوظيف غير المستقر أثناء جائحة كورونا تسبب في عزوف اليابانيين عن الزواج، أو تأجيله، مما أثر-بطبيعة الحال-على عدد المواليد.

سياسيًا: أظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية، NHK، أن نسبة التأييد لحكومة رئيس مجلس  الوزراء، كيشيدا فوميئو، تبلغ 25%، وبلغت نسبة عدم التأييد 58%. ومن غير المؤيدين، قال 45% إنهم يعلقون آمالا ضئيلة على سياسات الحكومة، وقال 27% إن الحكومة تفتقد القدرة على تطبيق سياساتها، بينما قال 11% إنهم لا يثقون في كيشيدا.
وكشف الاستطلاع عن أن عشرات من المشرعين من حزب كيشيدا الليبرالي الديمقراطي أخفقوا في التبليغ في تقارير تمويلاتهم السياسية عن أموال حصلوا عليها من حفلات جمع تبرعات أقامتها فصائلهم السياسية.

وردًا على سؤال حول تعامل كيشيدا مع فضيحة التمويلات السياسية، قال 1% إنهم يثمنون موقفه بشكل كبير بينما قال 22% إنهم يثمنونه إلى حد ما، بينما قال 36% إنهم لا يثمنونه كثيرا، وقال 33% إنهم لا يثمنونه أبدًا.

حسب كبير المحللين في وكالة الأنباء اليابانية جيجي برس، ماتسوياما تاكاشي: "يواجه الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني الحاكم أزمة كبيرة بعد اتهامه بالتورط في مخالفات مالية جدية، وهو ما يعيد للأذهان قضية فضيحة "ريكروت" التي حدثت في نهايات الثمانينات، مما يضع الحزب في موقف محفوف بالمخاطر. 

هذه الأزمة تأتي في وقت يعاني فيه كيشيدا فوميئو من تدني مستويات الدعم الشعبي، مما يضاعف من تحديات الحزب في الحفاظ على مكانته. علما بأن فترة ولاية كيشيدا- كزعيم للحزب الليبرالي الحاكم- ستنتهي في سبتمبر المقبل".

من المرجح أن تضم قائمة المتنافسين الرئيسيين على زعامة الحزب الياباني الحاكم شخصيات شعبية ومستقلة نسبياً، يمكنها تسويق نفسها كعوامل للتغيير. 

والأكثر شهرة في السباق، هم: وزير الدفاع الأسبق، إيشيبا شجيرو، وزير البيئة السابق كويزومي شينجيرو، ووزير التحول الرقمي كونو تارو (وهوعضو ذو رأي مستقل ويتمتع بقاعدة دعم واسعة نسبيًا في الحزب).

خارجيًا: أكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، هاياشي يوشيماسا، أن كيشيدا والحكومة اليابانية يبذلان جهودًا لعقد قمة مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، لحل القضايا العالقة مع بيونج يانج، مثل الأسلحة النووية والصواريخ، وعمليات الاختطاف، على أساس إعلان عام 2002.

من جانبها، ذكرت كيم يو جونج، شقيقة الزعيم كيم، إن زيارة كيشيدا لبيونج يانج ممكنة، ما لم تجعل طوكيو قضية الاختطاف عقبة أمام تطوير العلاقات الثنائية. وقالت: "لن يكون هناك سبب لعدم تحقيق التقارب بين بيونج يانج وطوكيو، وقد تتحقق يوما ما زيارة كيشيدا، إذا لم تضع اليابان حجر عثرة في الطريق المستقبلي لترميم العلاقات الثنائية، مثل قضية الاختطاف، التي سويت بالفعل"!

في عام 2002، وقعت اليابان وكوريا الشمالية إعلانا تاريخيًا يلزمهما بالتطبيع المبكر للعلاقات الثنائية، وجاء التوقيع في أثناء أول زيارة تاريخية لكوريا الشمالية قام بها رئيس مجلس وزراء اليابان آنذاك، جونيتشيرو كويزومي، وأدى التوقيع إلى قيام كوريا الشمالية بإعادة خمسة مختطفين يابانيين إلى بلادهم.

تدعي اليابان أن بيونج يانج اختطفت 17 يابانيًا في السبعينيات والثمانينيات، ولا يزال هناك 12 منهم في كوريا الشمالية، بعدما أعادت الخمسة مختطفين. وقد اعترفت كوريا الشمالية بخطف 13 يابانيًا لتدريب جواسيسها على اللغة والثقافة اليابانيتين، وعندما أعادت الخمسة مختطفين، ادعت أن الثمانية الآخرين توفوا!!

بقيت الإشارة إلى تحديات خارجية أخرى تواجه طوكيو مع موسكو نتيجة للخلافات حول ملكية جزر اليابان الشمالية، وكذلك مع بكين، نتيجة للتوتر في مضيق تايوان.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: