"القوة الناعمة" في العلاقات المصرية - السعودية

15-2-2024 | 15:17

ستظل العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية نموذجًا يحتذى للتعاون البناء والشراكة المثمرة التي تحقق صالح الشعوب، ومنذ أول زيارة للملك المؤسِّس عبدالعزيز آل سعود لمصر، عقب توحيد المملكة عام 1946 والعلاقات المصرية - السعودية لم تشهد سوى العمل المشترك البناء، والسعي المشترك الوثاب من أجل دعم التعاون المشترك وقضايا الأمة ورفعة شأنها، وهو ما جسده الملك المؤسس بعبارته التاريخية الشهيرة: "لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب".

وعلى مر هذه العقود من التعاون والترابط التاريخي سارت العلاقات المصرية - السعودية بخطى ثابتة تحقق مصالح الشعبين والأمة كلها عبر رؤية مشتركة مخلصة، إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو في مصر، وتولي الرئيس السيسي الحكم لتشهد العلاقات المصرية - السعودية المزيد من الترابط، والمزيد من التعاون تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان.

 وفي مقولته الشهيرة "لن ترونا إلا معًا"، جسد الرئيس السيسى عام 2015 عمق العلاقات المصرية - السعودية، وعبر بهذه الكلمات الأربع عن مشاعر كل مواطن مصري وسعودي يعتز بهذه العلاقات، ويفخر بما وصلت إليه من تعاون وتآزر شمل كل المجالات وجميع الملفات الثنائية والإقليمية والدولية.

وفي إطار هذا التطور المستمر في العلاقات المصرية - السعودية تجيء زيارة المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية الحالية لمصر، والتي جسدت في موضوعها وملفاتها ما يمكن تسميته بـ "القوة الناعمة" في العلاقات المصرية - السعودية، إذ إن لقاءاته مع المسئولين في وزارة الثقافة، وعلى رأسهم الوزيرة نيفين الكيلاني، وكذلك مسئولو الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وعلى رأسهم السيد عمرو الفقي الرئيس التنفيذي، والعضو المنتدب للشركة، كشفت عن العديد من الفعاليات والاتفاقيات التي تمثل في مجملها نقلة نوعية في العلاقات الثقافية والفنية، بل والرياضية، وهو ما يجسد شمولية العلاقات بين البلدين. 

فقد تم الاتفاق على إطلاق ليالي الأوبرا في السعودية بفرق مصرية، وليالي السعودية في الأوبرا المصرية بفرق سعودية، كما سيكون هناك عروض مسرحية مشتركة بين مصر والسعودية، إلى جانب عمل مشترك بين الجانبين في مجال الدراما، وإطلاق من 15 لـ 20 مسرحية كل موسم للرياض، كما تم اقتراح إطلاق مسلسل مصري - سعودي إلى جانب حفلة مصرية - سعودية بمدينة العلمين.

ولعل استضافة الرياض لنهائي كأس مصر بين الناديين الكبيرين الأهلي والزمالك لأول مرة يوم الثامن من مارس القادم، وما يصاحب ذلك من مهرجان ضخم وفعاليات جماهيرية كبرى، يجسد أيضًا حجم التطور الكبير في العلاقات، وحرص المسئولين في البلدين على استخدام كل عناصر التعاون التي تدعم العلاقات بين الشعبين الشقيقين.

المؤكد أن هذه الروابط القوية بين الشعبين كانت الصخرة التي تحطمت عليها كل محاولات الوقيعة بين البلدين، خصوصًا من جماعة الإخوان الإرهابية التي دأبت على إفساد هذه العلاقات؛ من خلال بث الأكاذيب والشائعات، بل تزيدها قوة ومتانة وتطور..

 "ولن ترونا إلا معًا"

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة