العلاقة بين الكاتب والقارئ؛ علاقة تقوم على الود الشديد؛ فكلاهما يتوصلان؛ وكلاهما ينشدان التلاقي؛ الكاتب يكتب حتى يصل للقارئ ما يريد؛ والقارئ يرسل للكاتب ملاحظاته؛ وتلك جل العلاقة بين الطرفين؛ وهي تبادل الرؤى؛ لتعم الفائدة.
الأسبوع المنقضي؛ وصلني عبر البريد الإلكتروني رسالة من "سيدة فاضلة" تروي لى واقعة غريبة؛ ولكنها كاشفة لعدة أشياء؛ أما الواقعة؛ فقد كانت تشتري مستلزمات بيتها من البقالة من أحد الماركتات الكبيرة؛ وبعد أن وصلت للكاشير لتدفع ثمن ما اشترته؛ شكت له عدم وجود سكر وأبدت امتعاضها من ذلك الحال؛ فما كان من الرجل إلا أن أخرج لها من مكان قريب منه عدد 3 كيلو من السكر؛ نظرًا لشرائها بضاعة بمبلغ كبير؛ ويبدو أنه ظن بها احتياجها الحقيقي للسكر؛ وأنها لن تأخذه لتتاجر به.
المشهد انتهى؛ ولكنه كما قلت كان كاشفا لعدة أمور؛ أولها؛ أن السكر متوافر؛ ولكن توزيعه يتم بمنطق الهوى؛ فقد كان من الممكن عدم بيع السكر للسيدة؛ بنفس المنطق الذى باع به؛ أما الجيد في الموضوع أنه باع السكر بسعره الرسمى!
وذلك يبين لنا أن هناك وفرة بالمنتجات التى تشكو الناس ندرتها بالأسواق؛ ولنا في الأخبار المنتشرة التى وضحت القبض على عدد من التجار التي تٌخزن السكر بكميات كبيرة جدا؛ حتى تبيعه بسعر أكبر بكثير من سعره الرسمي لتحقيق أرباح كبيرة؛ وهنا أثمن ما تفعله الجهات المختصة التى تحارب أمثال هؤلاء التجار عديمي الضمير؛ وأعضد مسعاهم بتشديد الرقابة؛ فالناس في مأزق بسبب ندرة وجود تلك المنتجات.
هذا كان المشهد الأول؛ أما الثاني؛ فهو أيضًا مشهد مؤسف للغاية؛ فبعد تضحيات كبيرة؛ من أجل تطوير شبكة طرق مبهرة؛ يأتي ضعاف النفوس؛ ليلقوا ببعض المخلفات على جنبات بعضها في غفلة من الزمن؛ دون رقيب أو حسيب؛ لتتحول تلك الجنبات لنقط خطيرة من شأنها أن تتسبب في كوارث لا ناقة لنا بها.
لأنها تعرض مرتادي الطرق لحوادث خطيرة؛ قد تؤدي بأرواح الناس للهلاك؛ وكل ذلك بسبب تهاون البعض وعدم احترام الطرق ولا احترام القوانين المنظمة لها.
ولا أعرف كيف يتم ضبط هؤلاء الخارجين على القانون؛ حتى يكونوا عبرة لغيرهم؛ ولكن من الضروري البحث عن حل رادع لهم؛ لإيقاف تلك المهازل؛ إما بإنشاء قانون لتجريمها بعقوبة رادعة؛ أو بوجود دوريات متنقلة لسيارات الشرطة تجوب الطرق بشكل منظم؛ حتى لا يقدم أحد على فعل ما يقوده للحساب.
المشهد الثالث؛ هو المواقف العشوائية التى يقيمها بعض سائقي سيارات السرفيس؛ في بعض النقط المتفرقة؛ والتي من شأنها إحداث بعض الزحام غير المبرر؛ ومن ثم تحدث اختناقات مرورية؛ نحن بكل تأكيد في غنى عنها تمامًا؛ بل نستطيع تلافيها.
ذلك الزحام يشاهده الناس؛ ويتساءلون لماذا السكوت عنه؟ لماذا نهدر أموالنا وطاقاتنا في تعزيز شبكات الطرق؛ ونسمح لحزمة قليلة من السائقين بتكدير الصفو العام؛ أعتقد أنها أسئلة مشروعة؛ كما أعتقد أن إجاباتها ليست بالعسيرة.
أما المشهد الأخير فهو خاص بأسوار المدارس الحكومية؛ التي كانت تزينها عبارات شديدة الروعة؛ مثل العقل السليم في الجسم السليم؛ الآن تم استبدالها بإعلانات مستفزة؛ من غير اللائق وجودها على أسوار مدارس أولادنا؛ وبات عليهم مشاهدة تلك الإعلانات كل يوم بدون داع على الإطلاق؛ فهل من تحرك يعيد لتلك الأسوار بريقها ورونقها؟
،،، هذا والله من وراء القصد
[email protected]