Close ad

الغضب في تكساس.. والحرب عند العرب

7-2-2024 | 12:04
الأهرام العربي نقلاً عن

أمريكا تنزلق إلى غضب متصاعد، تستعيد ذاكرة رواية «الصخب والعنف» للروائى الأمريكى الشهير «وليم فوكنر».

شرارة الغضب تتطاير من ولاية تكساس، الأكبر بعد ألاسكا، تزحف إلى خمس وعشرين ولاية أخرى، تتضامن مع  جريج أبوت حاكم تكساس، أبوت « بطل قعيد محبوب»، يتمرد على قانون الرئيس جو بايدن حول مسألة الهجرة  من المكسيك المجاورة.

التمرد فى تكساس يستدعى أشباح الحرب الأهلية، وانزلاق الولايات المتحدة إلى التفكك، واستقلال الولايات كجمهوريات مستقلة، تستطيع الإقامة كدولة عظمى بمفردها، فتكساس وحدها تمتلك 42 فى المائة من صناعة البترول فى أمريكا، و27 في المائة من الغاز، غير مراكز الفضاء، وعلى رأسها وكالة «ناسا» لعلوم الفضاء، وتملك خطوطا للسكك، تمتد إلى آلاف الكيلومترات، يضاف إلى ذلك الأفكار الإبداعية، والجامعات المرموقة، والمطارات العملاقة، والأنهار الكبرى، والتصنيع الزراعى الثقيل، وغياب البطالة، فنصف السكان غارقون فى العمل المستمر.

تكساس دولة داخل الدولة، تتمتع بقوانين مرنة، تعد واحدة من أكبر مراكز الاقتصاد العالمية، والتلويح بانفصالها، يجر معها ولايات أخرى ترغب في الانفصال.

تبدو بعض النبوءات القديمة قابلة للتحقق على أرض الواقع، فالولايات المتحدة الأمريكية توصف لدى محبيها، ومناهضيها، بأنها أكبر شركة عالمية عملاقة فى التاريخ، والشركات تفلس، وتغير نشاطها، أو تتلاشى. وقد لا توصف  أمريكا بالدولة العادية أو الإمبراطورية  أو الأمة المتجانسة، كما جرى العرف مع أمم أخرى بائدة أو راهنة.

كادت  قوات تكساس العسكرية تصطدم بالقوات الفيدرالية عند الأسلاك الشائكة بين الولاية والمكسيك، لولا أن المقاتلين من نفس الولاية!

يرى بعض العالمين ببواطن السياسة الأمريكية، أن الغضب لن يصل إلى احتراب أهلى، ولن يصل إلى لحظة التفكيك المخيفة، لكنه يشكل خطرا على موقع أمريكا على المستوى الدولى، فما العمل؟

قد يكون العمل الذي تفكر فيه واشنطن خطيرا، فترحيل الغضب الداخلى إلى الخارج يتطلب عدوا، ومادام اندلاع حرب أهلية مستحيلا فى المدى المنظور، فإنه يمكن أن تجعل الغضب الداخلى يستشرى خارج الولايات المتحدة، من خلال صناعة حرب على أراضي الغير، إما بغزو أو توسيع رقعة الحرب فى أماكن مناهضة كالصين وروسيا، وهذا أمر مستحيل ومستبعد، فتلك القوى تمتلك أسلحة الردع النووية، وتكفي أوكرانيا لإشغال روسيا، وتكفى تايون لإشغال الصين، ولا يوجد فى سيناريو تحويل الغضب إلى خارج الأراضى الأمريكية سوى إقليم الشرق الأوسط، والمسرح جاهز للاستخدام.

الشرارة من غزة، والأعداء جاهزون، والمسرح فسيح، والحلفاء يصدقون ما ترويه أمريكا، والأيام المقبلة حبلى بالسيناريوهات الإعلامية، والتحليلات السياسية عن ضرورة إعادة ترتيب الشرق الأوسط، وتخليصه من “الجماعات الإرهابية”، تلك الجماعات التي نشأت على حواف التجربة الأمريكية فى الشرق الأوسط، من غزو العراق، إلى صناعة الربيع العربى، إلى الحرب على غزة، إلى ظهور الغواصات النووية وحاملات الطائرات فى البحار العربية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: