Close ad

معركة التدفقات الدولارية.. صادرات الجلود تفتح أبواب الأمل في جلب 2 ملياردولار.. ومصدرون يكشفون خطة التحرك

4-2-2024 | 17:30
معركة التدفقات الدولارية صادرات الجلود تفتح أبواب الأمل في جلب  ملياردولار ومصدرون يكشفون خطة التحركصناعة الجلود
إيمان البدري

تعد صناعة الجلود أحد القطاعات الواعدة التي يمكن التعويل عليها في معركة التصدير التي تخوضها الدولة من أجل زيادة التدفقات الدولارية إذ يتطلع المجلس التصديري للجلود إلى تعظيم حجم صادرات القطاع مع مختلف الدول لتسهيل حركة التجارة البينية وأيضاً من خلال اقتحام الأسواق الجديدة والواعدة، من خلال تحقيق أهداف القيادة السياسية وسياسات الدولة لدعم وتحديث الصناعة الوطنية وزيادة الصادرات.

موضوعات مقترحة

ووفقا للخبراء يعتبر قطاع الجلود لديه القدرة على رفع  صادراتها من المنتجات الجلدية من 120 مليون دولار إلى 2 مليار دولار وذلك في حالة إنتاج مستلزمات الإنتاج في مصر لتوفير ما يتم إنفاقه على الاستيراد، مع توفير المجازر الآلية لضمان كفاءة الجلود وعدم إهدارها وعدم تصدير الجلود الخام بل تصنيعها والاستفادة من مشتقاتها حتى نتمكن من جذب المستثمرين لهذا القطاع في مصر، مع  توفير  الكيانات للتدريب لاكتساب الخبرة مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية لفترات زمنية محددة لمواكبة أحدث خطوط الموضة المطلوبة عالميا.

زيادة تصدير المنتجات الجلدية 

بداية يقول المهندس محمود محمد سرج ، رئيس المجلس التصديري للجلود، وعضو هيئة المكتب بمجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، إن قطاع المجلس التصديري للجلود يضم قطاعين الدباغة وقطاع المصنوعات الجلدية، قائلا: بالفعل  قد حقق القطاع  زيادة من  صادرات المصنوعات الجلدية في عام 2023 حيث وصلت إلى  424%، ومن المنتجات التي حظت بالتصدير الأحذية والمنتجات الجلدية والسبب في هذه الزيادة رغم  انخفاض  قيمة الجنية المصري  مقابل الدولار  ومع صعوبة الاستيراد هو اتجاه المنتجين في مصر إلى التصنيع في مصر بزيادة ومع فرق سعر الدولار منحهم ميزة للتصدير وبذلك قد حصل على سعر منافس مما أدى إلى زيادة نسبة الإنتاج الأحذية والمنتجات بزيادة كبيرة.

المهندس محمود سرج

وفي حالة إذا تمت المقارنة بحجم الصادرات الجلدية  في عام 2022 فقد وصلت الصادرات الجلدية  إلى  10 ملايين دولار وارتفعت في عام 2023 إلى 60 مليون دولار وهذه الزيادة تعود إلى عدة عوامل أن مصر بها فرص استثمارية كبيرة .

حل معوقات زيادة صادرات المصنوعات الجلدية يرفع التصدير إلى 2 مليار دولار  

 ويؤكد رئيس المجلس التصديري للجلود، إن من كبرى  المعوقات  التي يمكن أن أرفع بها صادرات الجلود بفارق كبير وهي عدم توفر مستلزمات الإنتاج  لأن أغلب مستلزمات الإنتاج مستوردة فضلا عن محاولات توفير العملة لاستيراده ، بالإضافة إلى المعوقات التي تحدث في التأخير في الموانئ  والجمارك والأرضيات مما يشكل صعوبة كبيرة في الاستيراد وبالتالي يسبب تأخيرا في الإنتاج لذلك إذا تم حل مشكلة مستلزمات الإنتاج من خلال وضع أولوية لتصنيع مستلزمات الإنتاج في مصر، سنحقق بذلك طفرة كبيرة  في هذه الصناعة حيث تصل حجم الصادرات في القطاع بالكامل إلى حوالي 120  مليون دولار تقريبا، لكن في حال قيام مصر بإقامة صناعة مستلزمات الإنتاج هنا تتعدى الـ 2 مليار دولار من حجم الصادرات

ومع صناعة مستلزمات الإنتاج في مصر سندخل منافسين لمستلزمات الإنتاج، وليس من الضروري أن ننتجها بالكامل ولكن من الممكن أن ننتج 8% فقط، لذلك نحن نحتاج إلى دعم حكومي في توفير المصانع الجاهزة لتنفيذ صناعة مستلزمات الإنتاج وأن تكون به مميزات مثل حصوله على إعفاءات ضريبية وتأمينية وكل شيء ويتم منح الإعفاءات لمدة خمس سنوات حتى تقوم الصناعة في كافة مجالاتها وليس صناعة الجلود فقط.

ومع إنتاج  صناعة مستلزمات الإنتاج في مصر لا يتم الاعتماد على الدولار بعد ذلك ، حيث إن الفاتورة الدولارية لشراء مستلزمات الإنتاج شهريا فيما سبق كانت يمكن أن تعادل حوالي 6 مليارات  وهذا المبلغ نحتاج إلى توفيره أو حتى توفير نصف المبلغ، وبذلك نحقق الهدف من تصنيع مستلزمات الإنتاج وسيفهم المنتجون ما معنى تصنيع مستلزمات إنتاج  الذي سيجعل  العائد على الدولة أكبر مما تمنحه الدولة في الوقت الحالي لمساعدة الآخرين في الاستثمارات في صناعة مستلزمات الإنتاج هذا أولا.

ثانيا، لكي نستطيع  تحقيق قيمة إضافية كبيرة لصناعة دباغة الجلود، هنا نحتاج أن تكون المجازر في مصر مجازر آلية أو نصف آلية، لأن المجازر اليدوية تسبب إهدارا وهالكا كبيرا جدا للجلد، بالإضافة أن متطلبات البراندات العالمية المطلوب جذبها للاستثمار في مصر عندما نوفر لها كل ما تحتاج من مجازر حديثة وخلافه مع ضمان جودتها فيحدث الإقبال عليها، لأن صناعة الجلود  لم تعد صناعة عشوائية لذلك يجب أن نساعد في تحقيق الهدف لرفع قيمة المنتج ، وبذلك يرتفع معه حجم الصادرات بشكل كبير، مما يجعل مصر مركزا لصناعة الأحذية في العالم وفي المنطقة بالكامل، وجذب أوروبا  لنا بدلا من أن تتجه أوروبا للتصنيع في فيتنام أو الهند ستتجه إلى مصر لأن مصر أقرب لها عبر البحر وسنكون قادرين على التنفيذ في حالة توافر إنتاج مستلزمات الإنتاج في مصر ولو بنسبة 50 % مع توفير مدارس وجامعات  للتدريب للتصنيع على هذه المنتجات، لأن التعليم الفني في مصر لا يوجد به قسم خاص بالجلود حتى تصبح مصر في المقدمة في صناعة الأحذية في العالم لأن مصر تعتبر حلقة وسط بالنسبة لجميع أنحاء العالم وبالفعل مصر قادرة على ذلك.

الاستفادة من مخلفات الجلود ومواكبة خطوط الموضة العالمية

 ويشير المهندس محمود سرج ، رئيس المجلس التصديري للجلود، لابد من الاهتمام بقطاع صناعة الجلود في مصر لأنه بالإضافة إلى صناعة المخلفات التي تنتج من الجلد تستخدم في صناعة السماد والجلاتين والكولاجين، فأصبحت صناعة الجلود تنتج منه الكثير من المشتقات المهمة التي يمكن الاستفادة منها ، مما يرفع من شأن الصادرات والمنتجات المصرية من المنتجات الجلدية، لأننا لسنا أقل من الهند وفيتنام التي كانت تصدر بحوالي 10 مليارات، والهند التي تصدر الآن بحوالي 13.5  مليار دولار.

ولكننا نحتاج في مصر أن نعرف كيف سيكون المستقبل ولكن نظرا لأننا بعيدا شيئا ما عن مواكبة خطوط الموضة ونطلب التسويق العالمي،  هنا يجب أن نستعين بالخبراء الأجانب أو من خلال شراكات أجنبية لأنها مواكبة لخطوط الموضة و لديهم خبرات في المجال، ولكن مع توفير المناخ المطلوب لهم لتوفير متطلبات العمل لهم هنا في مصر، لأن جميع الموجودين على الساحة يعتمدون على المجهود والفكر الذاتي بدون دراسة، ولا توجد جامعات تقوم بتخريج هذا النوع من الخبراء، وقد يوجد من لديهم خبرات قديمة لكنها لا تواكب التطور الموجود بشكل سريع في العالم، وكذلك لا يوجد في مصر تحديث لمعرفة الموضة القادمة في المواسم المقبلة، لذلك نحتاج للاستعانة بالخبرات الأجنبية لفترات زمنية محددة ويشترط أن  ينقلوا علمهم وفكرهم للمصريين في هذا المجال وبذلك نصبح حلقة واحدة، وكل هذه الحول، تتطلب تعاون الحكومة مع رجال الصناعة لأنهم مكملون لبعضهم البعض، وبذلك يرتفع التصدير من 120  مليون دولار إلى 2 مليار دولار وهذا من السهل تحقيقه مع تسهيل الإجراءات  الجمارك وعدم تأخير البضائع.                

الارتفاع اليومي لأسعار مستلزمات الإنتاج يهدد مهنة الجلود

ويتفق أسامة الطوخي رئيس شعبة المصنوعات الجلدية  سابقا، على ضرورة إنتاج مستلزمات الإنتاج في مصر كواحدة من سبل إنقاذ صناعة الجلود في مصر، ويقول  خاصة أنهم مصنعون لجميع أنواع المنتجات الجلدية يعانون من ارتفاع السعر اليومي لمستلزمات الإنتاج ولا نستطيع تثبيت السعر مما يجعلنا لا نستطيع  القدرة على التعاقد،  نظرا للتغيير المفاجئ في الأسعار باستمرار يوميا بنسبه من 5 إلى  10 %، مع الاستمرار في ارتفاعها بالتدريج مع ارتفاع أسعار الدولار،  وبالتالي يتعمد المحتكرون غلق الأبواب على بيع مستلزمات الإنتاج للمصنعين طمعا في بيعها بأسعار أكبر عند ارتفاع سعر الدولار، وبالتالي  يتوقف الإنتاج وهنا تظهر مشكلة أكبر وهي أن مهنة صناعة الجلود  تفقد  العاملين بالمهنة.

أسامة الطوخي

هذا الغلاء يعاني منه  المنتجون منذ عام  2023 حيث كانت زيادة الأسعار قد وصلت إلى 300% في مستلزمات الإنتاج ، وارتفعت في بداية أول شهر عام 2024 أكثر بنسبة وصلت من 10 إلى 12 % مع الزيادة المستمرة في ارتفاع الأسعار بالتالي لن نتمكن من التصنيع ويضطر الكثير من المصنعين إلى غلق مصانعهم، وبالتالي سينخفض المعروض وسترتفع الأسعار أكثر، ثم يعزف المستهلك عن الشراء ومحاولة الاكتفاء بما لديه، مما يسبب ركودا في أسواق المنتجات الجلدية، والسبب هو  وجود أزمة في مستلزمات الإنتاج نتيجة أزمة الدولار .

ويكمل، أن كل ذلك سينعكس على توقف العمل ولا نستطيع إعطاء العمال رواتبهم اليومية،  لذلك اضطروا  للحفاظ على وجود العمالة حتى ولو بدون عمل من خلال إعطائهم جزءا من المال حتى لا يحدث فقد للأيدي العاملة في مهنة الجلود لأنه لا يمكن تعويض هذه العمالة مرة أخرى لأن مع تسريحهم ستنقرض مهنة تصنيع الجلود خاصة أنه لا يوجد من بعدهم جيل جديد في هذه المهنة، لأن الأغلبية تهرب لسواقة التوكتوك وبذلك بسبب ارتفاع  أسعار الدولار ومستلزمات الإنتاج سيسبب  القضاء على الحرفة بالعاملين فيها نهائيا، خاصة أن التعليم الفني والجامعي لا يكون بنفس حرفية العاملين في المهنة التي يتميز بها الأسطى، ولكن للأسف الآن نجد بالفعل كثيرا من كبار المنتجين أغلقوا أماكن الإنتاج حيث تم غلق حوالي 13 مصنعا للمنتجات الجلدية من ضمن 50 مصنعا أي غلق أكثر من 15  % من المصانع المنتجة وكذلك الحال، بالنسبة للورش الصغيرة تم إغلاق حوالي 30 % منها، فالجميع يعاني فالبتالي ينخفض الإنتاج وسيرتفع معه ثمن القطعة الواحدة .

الحلول والمقترحات

 ويقول أسامة الطوخي، إن فتح مصنع مستلزمات إنتاج للسوستة في مصر ودعم الدولة لهم وتوفير التسهيلات لهم يسهم في توفير الكثير من العملات إلى الضعف خاصة أن السوستة ومستلزمات الإنتاج سعرها مرتفع جدا بالدولار،  ولكن في حالة توفيرها في مصر سيتم تدمير الدولار ونفس الفكرة في الخيط والكيماويات علما أن كافة هذه المستلزمات كانت موجودة في مصر قديما حيث إننا كان لدينا أكبر المدابغ النموذجية في مصر وكان يتم  التصدير لجميع أنحاء العالم بدءا من الإتحاد السوفيتي وأفريقيا والدول العربية والخليجية.

مع منع تصدير الجلود الخام حيث لا يجب أن نفرح بتصدير الجلد الخام لأننا لا نصدر منتجا مصنعا بشكل  تام، ولكن ما يحدث أننا نستهلك  33 ألف لتر ماء أمام تصدير كل طن جلد خام حتى يتم تطهير طن الجلود في حين أننا دولة شحيحة المياة، ويحدث ذلك لأننا غير قادرين على المنافسة لأننا في ظل استمرار استيراد مستلزمات الإنتاج من الخارج  ستظل الأسعار مرتفعة،  وبالتالي نخسر الكثير من المزايا، ولكن التصنيع في مصر يتم  بنسب ضئيلة لذلك نريد عدم خروج الجلود للخارج  ولا نفرح بالدولار الذي يأتي مقابل بيع الجلود الخام لأننا نحتاج تصنيعه في مصر، وهي نفس تجربة دولة المغرب التي عانت قديما من نفس المشكلة ولكنها بالفعل نجحت في حلها  بداية من تعليم الصانع داخل مدرسة صناعية ليتعلم فنون الإنتاج  السليمة وليس فن التجارة في الأسعار.

وبالفعل توجد مصانع ضعيفة لإنتاج مستلزمات الإنتاج في مصر ولكنها بدون جودة ولا توجد ماكينة حديثة وبالتالي إنتاجها لا يصلح تركيبه على جاكيت جلد ومظهرها غير مقبول ولا تتناسب مع  الموديلات الحديثة وتصنع من أردأ أنواع الخامات ولا تتناسب إلا مع المنتجات الجلدية الشعبية جدا وبالتالي لا يصلح لتصديره، حتى فارق التصدير وشراء مستلزمات الإنتاج يعتبر دخل ضعيف.

لذلك لابد أن ننقذ أنفسنا سريعا حتى لانخسر كل شيء، ولكن ورغم الأزمة إلا أننا نقاوم ونقوم بعمل المعارض، والدول تتقبل منتج الجلود المصري وبالفعل كنا في معرض بغداد الدولي وقدمنا فيه منتجا مميزا وتم المعرض على حسابنا الشخصي، في محاولة للاستمرار ولكن نريد من يقف مع المهنة ويدعمنا حتى لا تنتهي المهنة التي تدر الكثير من الإيرادات على مصر .

وهنا مطلوب من هيئة المعارض أن تقيم المعارض الخارجية للمنتجين، من خلال نسبة بأسلوب الدعم وهي طريقة كانت تتم من قبل ولكن تم منعها الآن، علما بأن الدولة معهم بنسبة ستعود على الدولة بالنفع مرة أخرى، حيث كانت  إقامة هذه المعارض دعم بنسبة 40% إلى  80% وذلك بحسب المتاح، وفي المقابل تدر إيرادات لمصر،  وحتى المتاح من هذه المعارض الأن مناسبة فقط لحرفة الأثاث  وتقدم في دول لا يتناسب فيها عرض المنتجات الجلدية لأنها قد تكون دول حارة على خط الاستواء لا تقبل على شراء منتجات جلدية شتوية ، لذلك نحن نريد دولا تقام فيها المعارض وتحتاج منتجنا من الجلد صيفا  وشتاء، لذلك نريد التوسع في فتح أسواق مناسبة لعرض المنتجات الجلدية وإقامة معارض داخلية وخارجية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة