تابعنا دعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لعقد حوار وطني اقتصادي خلال احتفالية عيد الشرطة 24 يناير الماضي، وكتبت بعدها مهنئا الشرطة مقالتي "إرادة سياسية وتنمية اقتصادية" أكدت خلالها أن رئيس الجمهورية يتحلى بالإرادة السياسية والعزيمة القوية، وتلك الإرادة يتطلب نقلها إلى كل مسئول ووزير ومحافظ ومن يدير منشأة حكومية أو يتولى منصبًا سياسيا أو تنفيذيا وحتى على المستوى الاجتماعي، للانطلاق نحو تنمية اقتصادية شاملة تحاط بعشرات من التحديات الإقليمية والعالمية بعضها نواجهه منذ سنوات وتخطيناه والآخر لا يزال مستمرًا ويؤثر عالميًا في الكل.
سرعان ما استجابت الجهات في الدولة لطرح الأفكار والاشتباك إيجابيًا مع دعوة الرئيس لمناقشة الأوضاع الاقتصادية بشكل أعمق وأشمل للعمل على مواجهة التحديات وهو من وجهة نظري استمرار لوجود الإرادة السياسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، ودعوة إلى نقاش من كافة المواطنين، وأعلن مجلس أمناء الحوار الوطني استئناف فعاليات الحوار الوطني في مرحلته الثانية وتحديد أسبوعين لاستقبال التصورات، للتوصل إلى توصيات وإجراءات محددة للتعامل مع التحديات الحالية، على أن يتم رفعها عاجلا لرئيس الجمهورية لكي نتوجه معا نحو بناء الجمهورية الجديدة التي يتشارك في بنائها كل أبناء الوطن الذي يتسع لهم جميعا ولا يفسد الاختلاف في الرأي بينهم لمصلحة هذا الوطن قضية.
وبصفتي أستاذًا جامعيًا في المقام الأول وطبيبًا ومواطنًا، أطرح مجموعة من الأفكار من داخل مطبخ التجارب والإدارات الجامعية وقطاع المستشفيات الصحية أولها تعظيم دخل الطلاب الوافدين الحالي وطرح نظام تعليم مستمر يقدم تعليم "أون لاين" فيما يسمح لبعض التخصصات العلمية، ويكون مقابل عملة أجنبية، وقد اقترحنا تصورًا أكثر مرونة يعتمد على إنشاء منصات إلكترونية تابعة للجامعات تكون بمثابة التعليم المستمر لتوسيع دائرة الاستفادة والتي منها الدبلومات والمحاضرات والورش العلمية والتدريب العملي، وكل ذلك "أون لاين" بما يحقق استغلالًا أكبر وأوسع في إطار تقديم خدمات تعليمية تدريبية جامعية، وليست درجات علمية، وهو ما يحتاجه آلاف الباحثين في إفريقيا ودول عربية في مجالات طبية صحية وأخرى معلوماتية تكنولوجية تتطلب منهم زيادة التمرين وإتقان المهارات، وقد تكون تكلفة السفر بالنسبة لهم عائقًا، ولكن مع إتاحة التعليم المستمر الأون لاين يضمن لهم التدريب والتعليم الجيد خصوصًا في ظل البنية التحتية التي تمتلكها الجامعات في الوقت الحالي، والتي تسمح، على سبيل المثال، بإجراء العمليات الجراحية "أون لاين".
* عميد أسنان القاهرة السابق