خارج النص.. كلهم شركاء

1-2-2024 | 12:52
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

أسباب كثيرة أدّت إلى أن تصبح بطولة الأمم الإفريقية فى كوت ديفوار هى المشاركة الإفريقية الأسوأ فى تاريخ الكرة المصرية.. ليس فقط للخروج الحزين من دور الـ16 أمام الكونغو الديمقراطية.. إنما كانت المشاركة الأسوأ فى كل شىء.. فى قيادة المنتخب سواء من إدارة اتحاد الكرة والإشراف على هذا المنتخب.. وفى اختيار من يقود هذا المنتخب فنيًا ويختار لاعبيه ويضع التشكيل المناسب لكل مباراة.. ووقائع كثيرة جرت أثناء البطولة أكدت أنه لم يكن هناك من يدير هذا المنتخب.. لكنها كانت العشوائية والارتجالية وعدم التزام أى فرد فى المنظومة الكروية بمسئولياته وواجباته.

موضوعات مقترحة

رغم أن الخروج من البطولة فى كوت ديفوار هو عنوان الفشل لكن البداية الحقيقية كانت منذ سنوات عندما تم اختيار مجلس يدير الاتحاد من الهواة.. حتى وإن كان من بينهم نجوم كرة حققوا بطولات فى يوم من الأيام.. لا أعتقد أن هناك شخصًا واحدًا من جمهور الكرة فى مصر كان يملك الثقة فى تحقيق هذا الاتحاد للقب أو بطولة.. خاصة أنهم لم ينجحوا فى إدارة ملف واحد على مدار سنوات.. البداية كانت بإقالة مدرب وصل بالمنتخب في البطولة الماضية والتي أقيمت في الكاميرون إلى الدور النهائى وخسر بضربات الترجيح أمام السنغال وقدم عروضًا جيدة.. رغم أنها لم تكن لجمهور الكرة مرضية.. لكنها فى النهاية أفضل مما نحن فيه الآن.. كيروش الذى تمت إقالته بعد فاصل من افتعال الأزمات ليس لأسباب فنية أو خلافات حول المقابل المادى والحوافز والبدلات.. لكن الحقيقة أن الإقالة كانت لتصفية الحسابات مع المجلس السابق.. وعندما بدأت رحلة البحث عن مدرب وقع الاختيار على فيتوريا الذى لا يملك سيرة ذاتية أو نجاحات مع منتخب من المنتخبات.. خاصة أن الرجل كانت رحلته مع التدريب مقصورة على الأندية.. ولم تكن محطاته مليئة بالإنجازات.. أخطاء ومشكلات بالجملة على مدار عامين لم يكن المنتخب فيهما هو الأفضل مثله مثل كل قرارات الاتحاد.. ومع ذلك تحمّل الجميع على أمل عودة البطولة الغائبة منذ سنوات.. فجاءت محطة كوت ديفوار لتكون هى الفارقة فى العلاقة مع الجهاز فنى ورجال الاتحاد.

الخروج من البطولة كان النهاية لمسلسل من الأزمات والمشكلات فلا أحد كان يملك مبررًا للاختيارات الخاطئة لعدد كبير من اللاعبين وترك آخرين كانوا على نفس المستوى وربما أفضل.. ولا أحد يملك مبررًا عن التصرف الخاطئ فى علاج مشكلة إصابة محمد صلاح خلال البطولة والتى زرعت الفتنة بين النجم المصرى وجمهور الكرة.. والحقيقة التى كان وراءها فشل إدارى وطبى من الجهاز الطبى والإدارى ومسئولى البعثة.. وأدى الأمر إلى حدوث أزمة داخل صفوف المنتخب خلال البطولة وأثرت كثيرًا على معنويات اللاعبين والانقسام بينهم.. وقدمت دليلاً على ضعف الخبرات داخل صفوف الجهاز الفنى ورجال الاتحاد الذين لم يحكموا قبضتهم على تصرفات اللاعبين وخروج بعضهم عن السيطرة وعلى رأسهم محمد أبوجبل الذى كانت تتم قبل مباراة الكونغو مفاوضات بينه وبين مسئولى الأهلى للانتقال إليه من صفوف البنك الأهلى.. وهو أمر أثّر كثيرًا على تركيز الحارس خاصة بعدما أصبح الحارس الأول نتيجة إصابة الشناوى.

رحيل فيتوريا وحده لا يكفى كنتيجة لخروج المنتخب من كأس الأمم.. لكن هناك أخطاء وسلبيات عديدة ارتكبها مسئولون داخل الاتحاد وكانوا جميعًا شركاء فى الفضيحة المدوية بخروج المنتخب من البطولة التى طالما كان المرشح الأول للفوز بلقبها.. لابد من دفعهم الثمن سواء بالإقالة أو الاستقالة وإنقاذ حلم مصر فى وصول المنتخب إلى كأس العالم 2026.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة