عميد زراعة الزقازيق: الإبل سفينة عابرة لفجوة اللحوم.. والمخلفات الزراعية غذاء حيواني رائع

1-2-2024 | 14:24
عميد زراعة الزقازيق الإبل سفينة عابرة لفجوة اللحوم والمخلفات الزراعية غذاء حيواني رائعالإبل لسد فجوة اللحوم
حوار: تامر دياب
الأهرام التعاوني نقلاً عن

​تعد كلية الزراعة جامعة الزقازيق من أهم كليات المتخصصة ليس على مستوى مصر فقط بل على المستويين العربى والإفريقى نتيجة الكم الهائل من الأبحاث التى ينتجها علماؤها.

موضوعات مقترحة

ولأن الآمال معقودة عليها لحل كثير من مشكلات النبات والحيوان، التقت «الأهرام التعاوني» بعميد كلية الزراعة الدكتور أسامة عبدالمنعم أستاذ الانتاج الحيوانى ورئيس مركز التجارب والبحوث الزراعية بالجامعة لسؤاله عما تحقق من إنجازات وسبل سد الفجوة الغذائية من اللحوم الحمراء فكان هذا الحوار.

ما الذى يميز كلية الزراعة جامعة الزقازيق؟

ترتيب كلية الزراعة جامعة الزقازيق الـ 33 عالمياً وهى أولى كليات الزراعه عربياً وإفريقياً فى التصنيف العالمى فى إنتاج الأبحاث العلميه ونمتلك مدارس علميه ووحدات إنتاجيه متميزه.

كما أن لدينا علماء مميزين لهم دور فى التنمية والبيئة والبحث العلمى والإرشاد الزراعى العلمى بالتعاون مع مديرية الزراعه بمحافظة الشرقية.

فالكليات بشكل عام لها دور تعليمى بحثى وآخر تنويرى بإستثناء كليات الزراعه التى يكون لها أيضاً دور إنتاجى يعتمد على توفير المعلومه وتوصيلها للسادة المزارعين عبر الدورات والقوافل الإرشادية التى يتم القيام بها من خلال التعاون مع مديرية الزراعه بمحافظة الشرقية، التى عقدت الكليه معها بروتوكول تعاون منذ 15 عاماً.

وماذا يتم بهذه القوافل؟

خلالها تتحرك القوافل التى تضم علماء الكلية المتميزين ليذهبوا للمزارع والمربين فى قراهم بأقصى أطراف المحافظة والعزب والكفور لإيصال المعلومه لهذا المزارع وتقديم إرشاد زراعى علمى متميز بأحدث المعومات ونقل التكنولوجيا.

وبالتالى فنحن نربط بين العلم والإنتاج وأرض الواقع وهذا يصب فى النهاية بزيادة الإنتاجية.

وهل حقق هذا التعاون نجاحاً فى الإنتاج؟ 

لقد انعكس هذا البروتوكول مع مديرية الزراعة بالشرقية أن أصبحت المحافظة ذات ترتيب متقدم فى إنتاج القمح والذرة والفاكهه وكثير من المحاصيل الأخرى عن باقى محافظات الجمهورية، لأننا نلعب دور وليس منا من يتأخر عن الخروج للمزارعين.

وماذا عن مشاريع الكلية؟

الكلية بها عدد كبير من الاستشاريين الذين يعملون مع المزارعين حتى بصفة شخصية علاوة على أن الكلية بها مشاريع تعمل وتنتج منتجات تنافسيه مع السوق مثل إنتاج الأرانب والسمان والدواجن ولدينا مزرعة حيوانات وأرض زراعيه نزرعها بالمحاصيل المختلفة.

كما أن لدينا وحدة لتصنيع الألبان ووحدة زراعية وبالتالى نقدم جميع الخدمات بأسعار تنافسية.

وماذا عن التقدم فى تربية الطيور؟

حققنا تقدما ملحوظا فى تربية الأوز والسمان ولدينا وحدات إنتاجية لهما لكنها لا تعمل بشكل مستمر بل بنظام المواسم للباحثين.

وكان لدينا مشاريع دوليه لتفريخ الأوز بشكل صناعى خاصة وأن تفريخه يشهد أزمه وقد كان لدينا مشروع بحثى علمى بهذا الشأن ونجحنا بنسبه كبيره لكن لازال هناك بعض المعوقات التى تحتاج حلول بحثية لزيادة نسبة النجاح.

وإلى ماذا وصلتم؟

لكى أعتمد على التفريخ الصناعى يجب الوصول لإنتاجية التفريخ إلى 70-80 % بمعنى أن كل كل 100 بيضه تدخل ماكينة التفريخ تنتج 70-80 بيضة ليكون المعدل الإنتاجى آمنا وذا عائد إقتصادى لكننا الآن فى معدل نجاح بنسبة 55 % وهى نسبه جيده نسعى لزيادتها.

كما أن لدينا معامل علمية وبحثية أخرى لزراعة الأنسجة عى أعلى مستوى.

وماذا عن الأرانب؟

بالنسبة لمزرعة الأرانب فنحن ننتج حوالى 1.5 طن أرانب سنوياً ولدينا سلالات من أفضل السلالات فى العالم وهى سلالات نقيه كما أن لدينا أيضاً سلالات نقيه من الماعز والأغنام ولدينا مساحات أراضى زراعية تنتج المحاصيل المختلفة وتباع بأسعار أقل من السوق.

كيف؟

فى العام الماضى مثلا زرعنا حوالى فدان بمحصول الفول وقمنا ببيع الإنتاج للجمهور بسعر 18 جنيها فقط للكيلو بينما كان سعره بالأسواق 36 جنيهاً أى أننا بعناه بحوالى نصف الثمن.

وماذا عن مزارع الإبل والجاموس؟

لدينا اهتمام كبير بقطاع الإبل خاصه أنها تواجه مشكلة فى مصر وهى عدم وجود مزارع متخصصة لها.

فمعظم قطعان الإبل يتم استيرادها من الخارج ويربيها إخواننا البدو بالمحافظات الحدودية وبالتالى فاستهلاك لحومها ليست ثقافة منتشرة بين الشعب المصرى ولا يوجد غير محافظتى الشرقية والدقهلية مع بعض محافظات الصعيد التى تقبل على استهلاك لحوم الإبل.

وما الحل لهذا الأمر؟

هذه الثقافة نحتاج لتغييرها لدى الشعب المصرى وزيادة الوعى حول جودة هذه اللحوم الجيده وإصلاح المفاهيم الخاطئة بشأنها. 

فهناك من يقول إنها لا تنضج سريعاً وهذا أمر غير صحيح فالإبل تشتهر بالأعمار الكبيره وأى حيوان أو حتى طائر يزيد فى العمر تزيد مدة إنضاج لحمه عند الطبخ، والدجاجة المنزلية البلدى كبيرة العمر تنضج بفترة أطول عن تلك صغيرة السن المسماه بـ «الشامورت».

وكذا الجمل الذى عمره 20 عاما ستكون فترة إنضاج لحمه أكبر من الجمل الصغير «القاعود» الذى عمره عام أو عامين فقط وبالتالى يجب توعية المواطنين ونعلمهم تأثير العمر على وقت النضوج والتسوية عند الطبخ.

كما أن هناك اختلافا بين أنواع لحم الحيوان نفسه فهناك ما يكون مميزاً فى الطبخ وأجزاء مميزة فى الشَّي وغيرها المميز فى الفرم وهكذا فعلى المواطن أن يفهم أن لحوم الإبل ليست سيئة وقطعة لحم الإبل بعمر 4 سنوات وأقل بذات صفات لحم الأبقار والجاموس.

وما تفسير الاختلاف فى طعم لحومها؟

لأننا نعتمد على استيراد الإبل من المغرب وموريتانيا والصومال وغيرها خاصة السودان بسبب التقارب الجغرافى، تأتينا أعمار مختلفة من الإبل ومعظمها يأتى للسلخانة والذبح مباشرة فتأتى أنواع وأعمار متباينه فتتباين مذاقات لحومها وتختلف بمدد نضجها عند الطبخ إضافة للآراء المختلفة عن اللحوم الجملية.

وبمَ تصف لحوم الإبل؟

يكفينى القول بأن لحوم الجمال من أفضل انواع اللحوم وأكثرها فائدة لصحة الإنسان والاعتماد عليها أمر جيد وهى بديل قوى لحل مشكلة نقص اللحوم فى مصر مع ارتفاع سعر الأعلاف.

هل يمكن الاستفادة من التنمية الزراعية فى تربية الإبل؟

مع عدم اهتمام المربين المصريين بإنشاء مزارع متخصصة للإبل فيمكن مع المساحات الشاسعة التى تم استصلاحها وزراعتها أن نعتمد على المخلفات الزراعية الناتجه عنها لإطعام كميات هائلة من الإبل التى تمتاز بقلة استهلاكها من الغذاء والعلف وبالتالى يمكن توفير الأذرة والصويا الركيزة الأساسية لصناعة علف الدواجن.

وهل المخلفات الزراعية كافيه لتربيتها؟

الإبل حيوانات اقتصادية فى تكلفة تربيتها وأقل كثيراً من الأبقار والجاموس وبالتالى يجب توعية المربين لإنشاء مزارع لتربيتها.

كيف يمكن سد الفجوة الهائلة بين الاستيراد والاستهلاك من اللحوم الحمراء؟

يجب أن نعتمد على الإبل والجاموس وإستخدام المخلفات الزراعيه فى التربية فالله خلق لنا الحيوانات المجتره كمصنع للإستفاده من المخلفات ولدينا 10-12 مليون فدان تنتج كميات هائلة من المخلفات الزراعية تكفى لتربية ثروه هائلة من الحيوانات الكبرى المجترة.

وإذا ركزنا فى إنتاج أعلاف غير تقليدية من المخلفات الزراعية سنتمكن من توفير الذرة والصويا للدواجن.

أما الإبل والجاموس والأبقار والماعز والغنم التى يمكن أن ترتكز على المخلفات الزراعية ولذا يجب أن يكون لدينا رؤية للاستفادة من هذه المخلفات وكلما انخفضت تكلفة الأعلاف وتكاليف التربية انخفضت الأسعار وتزيد اعداد الحيوانات فتحدث الوفرة.

كلمات البحث