عودة ترامب إلى «البيت»

29-1-2024 | 14:07
الأهرام العربي نقلاً عن

اربطوا الأحزمة، استعدوا للإقلاع، هذا هو النداء الأخير، طائرة دونالد ترامب تحلق فى سماء الولايات المتحدة الأمريكية، تخترق حاجز الصوت  الأوروبي، تختفى أوراق، وتظهر أخرى، يضع زعماء «محليون وعالميون» أيديهم على قلوبهم، ترتجف جماعات سياسية نجحت فى إزالته بصناديق الاقتراع، ولاحقته فى قاعات المحاكم بالقانون.

هل ترامب هو قدر أمريكا؟

كل الطرق تفضى إلى هذا الاحتمال، فمن ولاية آيوا، مدينة الأنهار الواقعة فى الغرب الأوسط، تستشرف أمريكا الطالع المحجوب، تفهم أن ترامب، الملاحق إعلاميًا وقضائيًا وسياسيًا، لا تصلح معه مطاردة الساحرات.

في ولاية آيوا، يفوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري بالولاية، وينسحب منافساه، رون ديسانتس، حاكم فلوريدا القوي، وراماسومي رجل الأعمال الشاب.

اكتساح ترامب لأصوات الجمهوريين في ولاية آيوا يجعل المنافسين ينسحبون طائعين، يقفون وراءه رئيسًا محتملًا، وتجعل الرئيس الراهن جو بايدن يعترف بأن ترامب هو المرشح الواضح في انتخابات 5 نوفمبر 2024 الرئاسية.

من يخشى عودة ترامب؟

تخشاه نخبة واشنطن، وتتوجس منه أوروبا القديمة، ويستريب حلف الناتو من ظلاله على المسرح.

- نخبة واشنطن تتبادل الأدوار والوظائف، تتكون على مدى قرن، تخرج إلى العالم بعد هزيمة الأسطول البحري الأسباني عام 1898، تركب الأمواج والبحار والمحيطات، تقرر عدم العود من العالم القديم” آسيا وأوروبا وإفريقيا، يتعاظم لديها حلم السيطرة على الأوراسيا، في طريقها إلى الحلم تعمد إلى تدمير ومحو شعوب كاملة ولا تزال تفعل.

ثمة حيرة أمريكية، فأثناء رئاسة ترامب السابقة لم ترتكب الولايات المتحدة أي حرب، ولم تقع أي معارك تذكر، ولم يمت جنود أمريكيون كثيرون.

- أوروبا القديمة تنتظر الأقدار، فالرجل لا يعترف بالحماية الأبدية لقارة عجوز تسببت في حربين عظميين، وإذا أرادت  الحماية الأمريكية فعليها الإسهام عسكريًا وماليًا، فالمظلة الأمريكية يجب ألا تستمر إلى الأبد، وأن مشروع حمايتها بمشروع مارشال، الاقتصادي العسكري آن ينتهي، وتشب أوروبا عن الطوق، ويرى ترامب أنه بينما الاقتصاد الأمريكي يتراجع، ينمو اقتصاد دول أوروبية.

- حلف الناتو يراقب ويتمعن، يكتشف أن وجود ترامب خلال السنوات الأربع الماضية كان عبئًا ثقيلًا، فالرجل طالب الحلف بتغيير هويته بعد تلاشي خطر حلف وارسو السوفيتي، ودعا أعضاء الحلف بدفع مستحقات عادلة إذا أرادوا أن يستمر، فليس معقولًا أن تدفع أمريكا 72 في المائة في ميزانية الحلف بينما يدفع بقية الأعضاء 28 في المائة، وهو ما يشكل عبئًا على ميزانية دول الحلف التي كانت تستكين باطمئنان إلى الحماية الأمريكية المفرطة.

خارج النص المخيف لدونالد ترامب، هناك أفكار تشتعل في الصندوق الأمريكي أيضًا، فماذا لو فاز بمنصب الرئيس وعاد إلى البيت؟

لا شك أن هذا الاحتمال يعد بمثابة البقاء فوق فوهة بركان، قد يفضي إلى زلزال أمريكي غير مسبوق، فإذا منعوه قانونيًا، أو إسقاطًا بالإصوات، أو إبعادًا قسريًا، فإن صندوق باندورا الأمريكي سيغطي سماوات النظام الدولي بالكامل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة