منطقة إيجل باس في تكساس أصبحت مسرحًا لخلاف مٌتزايد بين سلطات الولاية والسلطات الفيدرالية حول كيفية مٌعالجة أزمة المٌهاجرين والخلاف يتمحور حول من له السٌلطة على هذا الجزء من الحدود مع المكسيك، الخلاف اشتد في يوم 10 من الشهر الجاري عندما منعت سلطات الولاية حرس الحدود الفيدراليين من الوصول إلى منطقة في إيجل باس، والتي شهدت ارتفاعًا في عٌبور المهاجرين وتضٌم هذه المنطقة متنزه شيلبي الذي يقع في ريو جراندي، وهو الآن مٌحاط بأسلاك شائكة تعيق وصول حرس الحدود الفدراليين..
ارتفعت حدة الخلاف من جديد بعد يومين بعدما غرق طفلان وامرأة في جزء قريب من نهر ريو جراندي الذي قامت الإدارة العسكرية المحلية بتولي مهمة تأمينه، وبعد هذه الحادثة بدأ المسئولون في تكساس والمسئولون الفيدراليون يتبادلون الاتهامات بالمساهمة في حدوث هذه المأساة والمٌـتابع لتسلسل الأحداث التي أدت إلى وفاة السيدة والطفلين وتفاقم الخلاف وإرباك عمليات المراقبة إنه في يوم الأربعاء منع الحرس الوطني في تكساس دورية الحدود من وضع معدات مراقبة متنقلة داخل منتزه شيلبي، بالإضافة إلى ذلك ذكرت ولاية تكساس أنها منعت دورية للحرس الفيدرالي من الوصول إلى عدة أميال من الحدود حسبما قال مصدر من سلطات إنفاذ القانون وفي ذلك الوقت تقريبًا بدأت سلطات الولاية في إقامة أسلاك شائكة وسياج وبوابات لإغلاق الوصول إلى شيلبي بارك المجاور، والذي يقع أسفل جسر كان أعوان الحرس الفيدراليون يستخدمونه كمنطقة انتظار للمهاجرين وفقًا لروبرت دانلي المنسق الميداني الرئيسي للجمارك الأمريكية وحماية الحدود في ديل ريو وفي يوم الجمعة 12 يناير في حدود الثامنة مساء بالتوقيت المحلي قال المعهد الوطني للهجرة في المكسيك إنه علم بوفاة طفلين وامرأة غرقًا، والتي وقعت في منطقة شيلبي بارك تحديدا وخلال الأيام التي تلت تفاقم الخلاف بين الطرفين، سلطات تكساس من جهة والسٌلطات الفيدرالية المسئولة عن مراقبة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود من جهة أخرى، ما تسبب في تعطيل عمليات القبض على المهاجرين غير الشرعيين ووفاة بعضهم، وقال دانلي في بيان للمحكمة العليا الأمريكية، إنه تم إبلاغ مشرف دورية الحدود من محطة إيجل بحالات الغرق الثلاثة.
هذا في الوقت الذي انخفض فيه عدد توقيفات المهاجرين غير الشرعيين في إيجل باس بولاية تكساس بشكل ملحوظ من آلاف يوميًا قبل بضعة أسابيع إلى حوالي 500 فقط يوميًا حادث الغرق، وكذلك إنقاذ مهاجرين آخرين على الجانب الأمريكي من نهر ريو غراندي من قبل السلطات المكسيكية يؤكد أن ولاية تكساس ثابتة في جهودها للسيطرة على الحدود في المنطقة ويبدو أن الأزمة مٌرشحة للاشتعال خصوصًا مع استمرار أزمة المهاجرين على الحدود مع المكسيك، ستظل التوترات بين تكساس والمسئولين الفيدراليين مٌرتفعة مع تصويت المحكمة العليا الأمريكية بالسماح لعملاء حرس الحدود الفيدراليين بإزالة حاجز الأسلاك الشائكة المٌثبت هناك بمبادرة من حاكم الولاية الجمهوري.
وطالبت وزارة الأمن القومي الأمريكية ولاية تكساس بمنحها "الوصول الكامل" إلى الحدود، وقالت تكساس إن منطقة شيلبي بارك في إيجل باس مفتوحة للجمهور، ولكن تم منع فرق الجمارك وحماية الحدود الأمريكية من الوصول إليها، وكتب حاكم ولاية تكساس جريج أبوت تدوينة على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقًا) قال فيها: ستواصل تكساس ممارسة حقها الدستوري في حماية حدودنا الجنوبية والدفاع عنها..
وفي غياب الرئيس بايدن سنبقى على أهبة الاستعداد للحفاظ على سلامة سكان تكساس والأمريكيين، وقال رئيس الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إن حكم المحكمة العليا "يسمح لنا بالوصول إلى الحدود حتى نتمكن من البدء في الوصول، كما فعلنا من قبل، مٌشيرًا إلى أن "بقية القضية لا تزال قيد التقاضي النشط، وعملاء الجمارك وحماية الحدود الفيدراليين مستعدون الآن لاختراق السياج بسرعة ردًا على أي أمور تشغيلية منقذة للحياة أو مسائل تشغيلية حرجة، وسيخرقون السياج على الفور لتقديم المساعدة لأي فرد في محنة أو إذا اعتبروه ضروريًا من الناحية التشغيلية"، وكانت ولاية تكساس قد رفعت دعوى قضائية العام الماضي لوقف قطع الأسلاك، قائلة إنها تدمر بشكل غير قانوني ممتلكات الدولة، وتقوض الأمن من أجل مساعدة المهاجرين على عبور الحدود.
وأمرت محكمة استئناف اتحادية في شهر ديسمبر الماضي عٌملاء حرس الحدود بوقف هذه الممارسة أثناء سير إجراءات المحكمة، وقدمت وزارة العدل هذا الشهر طلبًا طارئًا تطلب فيه من المحكمة العليا إلغاء هذا القرار.. وللحديث بقية