ما نعيشه في المنطقة العربية، منذ ثلاثة أشهر ونصف الشهر من تدمير غزة، من الإسرائيليين والمتطرفين اليهود، ضد العرب الفلسطينيين، بشهادات دولية وعالمية، لأنه لا معنى لحرب ضد شعب أعزل، ولا معنى لمنع الطعام والماء، والدواء، وتدمير المستشفيات، والأطفال والنساء، وتهجير أكثر من مليوني فلسطيني.
بحجة أن المسلحين يعيشون بينهم، وهم الذين مارسوا حق الدفاع المشروع عن النفس، وعن وطنهم المسلوب منذ أكثر من قرن، ويعيشون بلا هوية، وبلا عنوان، بينما إسرائيل دولة معترف بها فى منطقة الشرق الأوسط، من العرب في قمتهم منذ أكثر من عقدين من الزمن، وهناك اتفاقية سلام قدمتها القمة العربية فى بيروت 2002 وأقرتها جميع الدول العربية، السلام مقابل التعايش، واحترام حقوق الفلسطينيين، تلك الاتفاقية رفضها المتطرفون في إسرائيل بل قتلوا من تبناها منهم (رابين رئيس الوزراء الإسرائيلى)، كما أن معظم دول المنطقة العربية أقام علاقات معها، نتنياهو المسئول عن هذه الجريمة البشعة وعليه وقف الحرب أمام الشعب العربي، بل أمام مواطنيه، الذين يجب أن يحاسبوا هذا السفاح الذي يقتل في القرن الحادي والعشرين أمام العالم، بلا وعي، وبلا ضمير.
حساب نتنياهو، لن يكون من الإسرائيليين وحدهم، إذا أدركوا خطورة ما يحدث، وما ارتكبه ضد الإنسانية التي يخرج منها، حتى إنه أصبح وحشًا آدميًا لكن حسابه أمام التاريخ والضمير الإنسانى كله، لن يسقط بالتقادم بمرور الزمن، العرب كلهم لن ينسوا قتل الأطفال والنساء وتحريم الإنجاب لوصول القتلة إلى الأرحام، العرب لن ينسوا تدمير المدن أمام أعين سكانها العرب، لن ينسوا حروب الكراهية الدامية والبغضاء التي فجرها المتطرفون.
المشروع العربي، بقيادة مصر وقطر بالتعاون مع أمريكا لوقف الحرب على الغزاويين وعلى الفلسطينيين سيجد طريقا لإنقاذ وجه المنطقة، وتخليص قضية فلسطين من الشوائب والتداخلات الصعبة، التي لن تحقق هدفاً في الاستقلال، كما لن تحمى إسرائيل وتحافظ على وجودها.
الشعب الإسرائيلي من واجبه سرعة معاقبة السفاحين والمجرمين، الذين يرفضون التعايش والاستقرار، فحرب غزة كاشفة لمستقبل الشرق الأوسط الكبير كله، ومستقبل كل شعوب دول المنطقة، وعليها أن تنأى بنفسها عن هذا الصراع الدامي، يجب محاكمة نتنياهو ليس أمام محكمة لاهاي، بل أمام التاريخ وأمام الشعوب التى تساعد السفاحين والمجرمين والمتطرفين، والذين يلعبون لعبة الإرهاب، هؤلاء سوف تعاقبهم دماء الأطفال والضحايا والمشردون.
الأديان لا تحض على القتل وتدمير المدن، وقتل الحياة، الأديان لا تتصارع، الأديان تتحاب وتتعاون، يا رجال الدين خلصوا قضية فلسطين من هذا الصراع، أنقذوها من المتطرفين، فقضية فلسطين مسألة تحرر وطني ولن يستطيع العالم كله، أن يمنع الفلسطيني من أن يعيش ويحيا على أرضه، العرب يفهمون اللعبة التاريخية، وهم أمام الضمير الإنساني، سوف يخلصون قضية فلسطين من أي تطرف على الجانبين العربي والفلسطيني، سوف ينقذون قضية فلسطين من كل الأحزاب والقوى التي تتكلم باسم الله، وباسم الأديان، لأن حق الحياة للفلسطينيين، أقوى من الدعاوى.
تحية لمصر، وأشقائها العرب، فى إدارتهم لهذا الصراع الدامي، وتخليصه من الإرهاب، وصراع الأديان، ليظل نقيا أمام الضمير الإنساني العالمي.