دائمًا ما يتحلى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالإرادة السياسية والعزيمة القوية الصلدة والتي نشأ عليها في قواتنا المسحلة الباسلة وهذه الإرادة يتطلب نقلها إلى كل مسئول ووزير ومحافظ ومن يدير منشأة حكومية أو يتولى منصبًا سياسيا أو تنفيذًيا وحتى على المستوى الاجتماعي، للانطلاق نحو تنمية اقتصادية شاملة تحاط بعشرات من التحديات الإقليمية والعالمية بعضها نواجهه منذ سنوات وتخطيناه والآخر لا يزال مستمر ويؤثر عالميًا في الكل، وهذه الظروف تتطلب فدائيين أو بالمعنى المصري العامي "ناس فرَاكة"، وأؤكد أنه لو انتقلت إرادة الرئيس السيسي لكل فرد فينا سنعبر كل مستحيل إن شاء الله.
كل عام والشرطة المصرية بخير وشجاعة وبسالة ونسأل الله الرحمات في شهدائهم من الضباط والصف والجنود، وبهذه المناسبة طل عينا الرئيس خلال احتفالية تقدير واحترام لوزارة الداخلية وقيادتها وكل منتسبيها، وكعادته تحدث الرئيس بكل شفافية ومصارحة مع مواطنيه، وقال نصًا: أسجل احترامًا كبيرًا للمصريين وخاصة المواطن البسيط والغلبان في ظل هذه الظروف الحالية خلال جولاتي ومقابلة الكثير من المصريين البسطاء يدعون لي ربنا يعينك وربنا معانا حديثي يأتي للتأكيد على أن مصر ليست أمانة في رقبتي أو رقبة الحكومة فقط، ولكن مصر أمانة في رقبة المصريين كافة الصغير والكبير وكل شيء يهون إلا بلدنا مصر، "مش هنأكل لأ هنأكل ونشرب"، أحاول شرح حجم التحدي الذي يعيشه المصريون من قبل عام 2011 وإذا لم تعمل الدولة المصرية بكل ما فيها على زيادة مواردها من الدولار لتصبح أكثر أو تعادل إنفاقنا من الدولار ستستمر هذه المشكلة، المواطنون معهم كامل الحق وأؤكد بنفسي على هذا الأمر للحكومة أيضا، ولما أكون مواطنا بكسب كويس ولدي تجارة بمليارات الجنيهات سواء للقمح أو السكر أو الذرة وغيرها فأنا لا أقول له ضحي أو اخسر علشان خاطر مصر، ولكن المكسب المناسب كافٍ، الدولة المصرية تحتاج ما يقارب من 3 مليارات دولار لتوفير السلع الأساسية لكل مواطن بشكل شهري من قمح وذرة وزيت وفول صويا ووقود وكهرباء، ومحطات الكهرباء وحدها تحتاج إلى غاز بما يقرب من مليار دولار شهريًا.
ما سبق كان حديث مصارحة من الرئيس له مدلوله الإيجابي على المستوى الشعبي، ولكن أود أن أؤكد هنا على أمرين الأول أن ما تشهده مصر نتاج سنوات سابقة من التأخر وتكلفة مواجهة إرهاب وما إلى آخره من أحداث استهدفت الدولة المصرية؛ حيث تكبدت مصر لمواجهة الإرهاب 120 مليار دولار، كما ذكر الرئيس خلال احتفالية الشرطة، والأمر الثاني هو أن تلك الأزمة ستمر لا محالة كما مرت أزمات كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية في تاريخ الدولة المصرية الحديث والقديم، وذلك لطالما تحلينا بالإرادة والوطنية وعدم التفريط في كل شبر من البلد.
الرئيس دعا خلال كلمته إلى استمرار الحوار الوطني ومناقشة الأوضاع الاقتصادية بشكل أعمق وأشمل للعمل على مواجهة التحديات وهو من وجهة نظري استمرار لوجود الإرادة السياسية لتحقيق التنمية الاقتصادية ودعوة إلى نقاش من كافة المواطنين كل في مكانه وفي مجاله وتخصصه عليه أن يبادر بطرح الحلول من وجهة نظرة.
مرة ثانية في مقالتي وبكل فخر نعتز جميعا على مر العصور برجال الشرطة وقيادتها في عيدهم السابع والسبعين ونجدد معهم القسم بأن نقدم جيمعنا أرواحنا الذكية فداءً للوطن وترابه المقدس ومستعدون لتقديم تضحيات تتجاوز عشرات المرات التي شهدها المصريون خلال تاريخهم، وأن نتحمل الحفاظ على الوطن واستقراره ومحاولات النيل منه، رحم الله شهداء الوطن وحفظ الله البلاد وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.
* العميد السابق لكلية طب الأسنان قصر العيني جامعة القاهرة