100 يوم من الدمار والمجازر الوحشية والألم والحصار والتجويع، فلازال الاحتلال الإسرائيلي يمارس جرائمه ضد الإنسانية في فلسطين، من القتل الوحشي للأطفال وتدمير أحياء سكنية كاملة وتهجير قسري لأهالي غزة من بيوتهم، وغيرها من الانتهاكات التي لم تتوقف منذ اليوم الأول لحرب الإبادة الجماعية حتى هذه اللحظة والوضع ينذر بحدوث كارثة إنسانية.
موضوعات مقترحة
ومنذ اندلاع تلك الحرب الوحشية الدامية، لم تتوقف جهود مصر، لوقف آلة الحرب الإسرائيلية؛ حيث تحمل مصر القضية برمتها من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء التصعيد، وعلى المستوى الإنساني، كان لمصر كعادتها الدور الأبرز؛ حيث استقبلت عددًا من الأطفال الخدد حديثي الولادة والعديد من المصابين وأنقذتهم من موت محقق.
جهود مصر في 100 يوم حرب
ولم تقتصر على هذا فقط، بل تم إرسال العديد من القوافل والمساعدات، وتبذل أقصى جهودها لاستمرار دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، للأشقاء في القطاع، سعيا للوقوف معهم في الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يمرون بها جراء هذا العدوان الدموي، بحسب ما أكده رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان.
وواجه دخول المساعدات عبر معبر رفح من الجانب المصري، منذ البداية عقبة أولية وهي أن المعبر غبر مخصص ولا مهيأ إنشائيا لدخول البضائع ولكن للأفراد فقط، وهو ما تغلبت عليه مصر بجهود فنية كثيفة وعاجلة ليسمح بمرور الشاحنات، فقد قام الجيش الإسرائيلي بقصف الطريق المؤدية للمعبر من الجانب الفلسطيني 4 مرات على الأقل، وهو ما حال دون أي تحرك عليها، وقامت مصر خلال فترة وجيزة للغاية بالإصلاح الكامل لهذه الطرق.
القضية الفلسطينية في عقل ووجدان مصر
وأوضح، "رشوان"، أن العقبة الأكبر في طريق دخول المساعدات وسرعة وصولها بكميات كافية لأشقائنا الفلسطينيين في غزة، ظلت طوال هذه الأيام المائة هي تعنت وتعمد السلطات الإسرائيلية المحتلة لمعابر قطاع غزة الأخرى تأخير تفتيش المساعدات قبل السماح بمرورها للجانب الفلسطيني، بحكم سيطرتها العسكرية على أراضي القطاع.
ولم يغلق معبر رفح من الجانب المصري لحظة واحدة طوال أيام العدوان وقبلها، وهوما أكدت عليه عشرات المرات تصريحات رسمية بدءا من رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية وكل الجهات المعنية، مطالبين للجانب الإسرائيلي بعدم منه تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع والتوقف عن تعمد وتعطيل أو تأخير دخول المساعدات بحجة تفتيشها.
حجم المساعدات المصرية لفلسطين
وبلغ حجم المساعدات الطبية التي دخلت إلى غزة من معبر رفح خلال أيام العدوان الإسرائيلي 7 آلاف طن، والمساعدات من المواد الغذائية 50 ألف طن، وحجم المياه 20 ألف طن، فضلًا عن ألف قطعة من الخيام والمشمعات والمواد الإعاشية، بالإضافة إلى 11 ألف طن من المواد الإغاثية الأخرى، وعدد 88 سيارة إسعاف جديدة.
كما تم إدخال 4.5 ألف طن من الوقود وغاز المنازل خلال الفترة نفسها، وبلغ إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من معبر رفح إلى قطاع غزة نحو 9 آلاف شاحنة منذ بدء دخول المساعدات إلى قطاع غزة من الجانب المصري للمعبر خلال هذه الأيام المائة، واستقبلت مصر في الفترة نفسها 1210 مصابين ومرضى من أبناء غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية وببعض الدول الشقيقة والصديقة، ومعهم نحو 1085 مرافقًا.
ومثلت مساهمة مصر في كل ما دخل قطاع غزة خلال أيام العدوان الإسرائيلي الـ100، من القطاع الأهلي والحكومي والتبرعات الفردية 82% من إجمالي المساعدات، وأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات مجددًا إصرار مصر على مواصلة جهودها القصوى للإسراع بنقل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
موقف مصر في القضية الفلسطينية
ويقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، أن مصر قدمت على مدار المائة يوم دولة وشعب، الدعم المعنوي والإعلامي والمادي للشعب الفلسطيني، فكان الموقف المصري منذ اللحظات الأولى للحرب داعما لفلسطين، ومُحملة العدو الإسرائيلي مسئولية أحداث السابع من أكتوبر نتيجة الحصار المتواصل على الشعب الفلسطيني، ما أوصل الأمور إلى حد الانفجار.
ويؤكد أن موقف مصر من مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ظاهر واضح وصريح، والرئيس عبد الفتاح السيسي، رفض التهجير القسري والطوعي للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، ورفضت مصر أن يكون التهجير تجاه سيناء أو أي دولة أخرى لأن هذا يعنى انتهاء وتصفية القضية الفلسطينية.
دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية
الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يؤكد أن دور مصر لإحلال السلام في المنطقة وحصول الشعب الفلسطيني على حقه في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967، يعد من الثوابت لدى القيادة السياسية على مدار عقود، وهناك أساسيات يتم التحرك من خلالها عند الحديث عن فلسطين.
وتسعى دائمًا مصر إلى تفعيل قرار حل الدولتين والانتقال من حالة الحرب إلى التهدئة، ومن ثم تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية، بحسب الخبير السياسي، قائلا إن القاهرة دعت إلى قمة القاهرة للسلام في الأساس من أجل تسجيل موقف مصري وعربي تجاه ما يتعرض له المدنيون في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غاشم، بالإضافة إلى تحريك شامل لحل القضية الفلسطينية.
كما يرى، أن رسائل الرئيس السيسي التي ألقاها خلال قمة القاهرة للسلام أكدت دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في العيش بدولة ذات سيادة مستقلة، وستستمر مصر في تأدية دورها في حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من خلال رفض تهجيرهم القسري خارج أراضيهم.
الحق لا يضيع والتاريخ لا ينسى
ومن يحب استرجاع التاريخ سيجد الوثائق المصرية من صحف ورسائل علمية بدار الكتب والوثائق القومية، شاهدة على أن فلسطين عربية عاصمتها القدس، وأن مصر الداعم الأول للقضية الفلسطينية على مر العصور، ودعا إلى ضرورة استجابة المجتمع الدولي، بوقف إطلاق النار على المدنيين العزل والمنشآت الفلسطينية، لأن ما يحدث من أعمال تخريبية، يخالف المواثيق الدولية وقانون حقوق الإنسان، مع التأكيد على ضرورة حل الدولتين في أقرب وقت، وإقرار أن فلسطين دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن استمرار دخول المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة.