اليوم هو اليوم المئة في حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني على أرضه، والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي 2023.
100 يوم بواقع 2500 ساعة من الغارات المتواصلة بلا توقف، والتي تصدت لها المقاومة في البر والبحر والجو، ومازالت تقاوم مع دخول المعارك والغارات شهرها الرابع، وتواجه حركات التحرير الفلسطينية المواجهات ببسالة، ضد جيش الكيان، تسانده الجيوش الأمريكية والأوروبية، وحلف الناتو.
100 يوم من القتل والتدمير المستمر والمتواصل بلا انقطاع، وهي فترة طويلة في ظل معركة لم تتوقف ساعة واحدة، ليسجل أفراد المقاومة نصرا مظفرا أمام جيوش القوى الكبرى والأحلاف العسكرية، وأحدث الأسلحة وتقنياتها المتقدمة..
100 يوم من محاولات جيش الكيان الصهيوني، بمساندة قوات متخصصة، لم يتمكن خلالها الكيان ومساندوه، من الوصول الي هدف واحد مما أعلنه مع بداية الحرب.
100 يوم وكل ساعة خلالها كانت تنتج وتبث هذه الإبادة ويخرج من فلسطين المحتلة مشهد أو موقف أو جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال الصهيوني، يوثقها فيلم أو فيديو أو صورة لجريمة على الهواء، مستمرة على مدى ساعة متواصلة على مدار الساعة.
100 يوم أدت إلى تحرك دولة جنوب إفريقيا لجرجرة وكشف الكيان الصهيوني على أهم منصة على المسرح العالمي، "قاعة محكمة العدل الدولية"، في توقيت محدد شاهده العالم في وقت واحد، وتوج هذا التحرك بـ4 ساعات من الحجج والمداخلات القانونية من فريق من خبراء فائق الجدية والخبرة والتميز، والأهم ألا أحد يتحدث أو لديه كل الخبرات عن "الفصل العنصري والإبادة الجماعية"، كما يفعل هؤلاء الخبراء في تجاربهم وحيادهم ونزاهة مقصدهم، بعد أن عاشوا نحو 350 عامًا من الظلم والعنصرية ومحاولات الإبادة.
100 يوم أتاحت للرأي العام العالمي والمشاهد في كل مكان على الكوكب من كشف مدى الزيف والوحشية التي ارتكبت على الهواء بيد جيش الاحتلال الصهيوني ضد شعب أعزل، وركزت أنظار العالم وأحيت القضية الفلسطينية التي كانت على وشك أن تتلاشى وتذوب.
100 يوم أوقفت مسيرات التطبيع ومهرجانات التضامن مع الصهاينة، وأعادت التأكيد والتنبيه على العدو الأول والأكبر وهو الكيان المحتل لفلسطين المحتلة.
100 يوم أعادت إلى الذاكرة العالمية كلمات رئيس أساقفة جنوب إفريقيا الراحل "ديزموند توتو"، الحائز على جائزة نوبل للسلام، أحد أيقونات مناهضة الفصل العنصري، والذي كافح دائمًا من أجل العدالة، ودافع عن السلام والمصالحة بعد نهاية النظام الذي كان يمنح تمييزًا لذوي البشرة البيضاء، وكانت عبارته الشهيرة درس للإنسانية، فقد أجاب عندما سئل عن سبب معاداته للكيان الصهيوني، فقال: "أنا ناقد لبلد كانت متواطئة مع من يظلمني، وتساعد ظالمًا على ظلمه لي لسنوات عديدة".
100 يوم ولدت خلالها دلائل ووثائق وتصريحات لكبار المسئولين في الكيان الصهيوني، عن الترصد والنوايا والتنفيذ لسياسات وممارسات الإبادة والفصل العنصري للفلسطينيين في بلادهم وعلى أرضهم، وكانت تلك الوثائق والتصريحات وفلتات اللسان التي أوقعت رئيس وزراء الكيان، ووزراء في حكومته، وهم يحرضون جنودهم على القتل والإبادة، لكي تشكل هذه الأدلة وثيقة قانونية دامغة على تفرد وإدانة هذا الكيان بالظلم والوحشية غير المسبوقة، والأهم أن هؤلاء المسئولين يرددون يوميا، ومازالوا، بضرورة تطهير غزة من أهلها الفلسطينيين، وهم السكان الأصليون للبلد، الذين يتمتعون بحقوق أقل من اليهود المغتصبين لفلسطين، ويتمتعون بكافة الحقوق والامتيازات التي اغتصبت وسلبها منهم الصهاينة.
100 يوم بلغ عدد ضحايا الإبادة خلالها من الفلسطينيين 30 ألفًا و843 شهيدًا ومفقودًا، من بينهم 10 آلاف و400 طفل و7 آلاف و100 من النساء، و 60 ألفًا و317 مصابًا، و2 مليون مشرد "ونازح" في قطاع غزة، في مقابل 1300 صهيوني قتلوا، بينهم 500 جندي، بالإضافة إلى نحو 5000 جريح.
100 يوم قلبت موازين السياسات والاتجاهات والأحلاف الدولية، وتولدت عنها نذر صراعات وحروب محتملة وأخرى تنتظر، سواء في البحر الأحمر، أو في البحر المتوسط، أو على المستوى الإقليمي والعالمي كذلك.
100 يوم حشدت معها مئات الملايين من الناس في مختلف الدول والقارات، لتشكل الوعي الإنساني والدولي، لترسيخ وعي وتشكيل رأي عام جديد منصفًا للحالة الإنسانية الحقيقية للشعوب، من بينها كشف الادعاءات الجاهزة والزائفة التي تروج لها الصهيونية العالمية ومؤيدوها حول محرقة الهولوكوست.
100 يوم انطقت رئيس الولايات المتحدة "جو بايدن" المحرك والضامن والحليف والداعم للكيان الصهيوني، الذي اضطر لذكر الحقيقة والاعتراف بأن: "إسرائيل خسرت العالم.. وهي عبء أخلاقي على الولايات المتحدة".
.."إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ" هود - 81".
[email protected]