Close ad

الفقيه.. ودولة التلاوة

13-1-2024 | 14:19

منذ سنوات طويلة ولم تخرج علينا الإذاعة المصرية، بقارئ بمكانة مشايخنا الكبار ممن افتقدناهم كالشيخ محمد رفعت، والحصري، ومصطفى إسماعيل، ومحمود علي البنا، ومحمد صديق المنشاوي، وعبدالباسط عبدالصمد، ومحمد محمود الطبلاوي، والرزيقي، والصياد، وغيرهم ممن امتلأت بأصواتهم ساحات مساجدنا فى كل أنحاء مصر، بل في العالم العربي.

حتى أن البعض يلقي اللوم تارة على الأزهر، كونه لا يهتم بعقد مسابقات تخصص لأصوات يشترط فيها جمال الصوت وأجادتها الترتيل والتجويد ولا أقول كل القراءات، بل حتى القراءات التى اعتدنا عليها مثل "حفص" ورش".

فقد فوجئت منذ فترة بصوت لشيخ يمنى يدعى محمد الفقيه، تنتشر له مقاطع على معظم مواقع "السوشيال ميديا" بشكل كبير جدًا، حتى أصبح منافسا قويا قراء عرب برغم بساطته وظهوره بجلباب، ويسجل قراءته عبر تليفونات محمولة، وما هالني أنه من حفظة القرآن الكريم بالقراءات العشر، وبدأ مسيرته في عام 2010، وهو إمام مسجد بلال بمنطقة وادي جميل باليمن، تلاوته تنقلك إلى حالة مختلفة من الروحانية، وهو تجاوز الستين عامًا، لكنه لم يشهد انتشارًا سوى فى عام 2023 فى مصر، قد يكون مشهورًا في العالم العربي، وتركيا، لكنه وجد له مكانًا بين حفظة القرآن الكريم، ومحبي الأصوات التى تتميز بحالة خشوع، كقرائنا العظام، فما زال محمد صديق المنشاوي هو القارئ والمجود المعروف بقدرته على القراءة الخاشعة، وما علمته عن الشيخ محمد الفقيه ولم أسمعه مجودًا، بل مرتلا، أنه تعلم من الشيخ محمد صديق المنشاوي عبر قراءاته، وهو قارئ ومؤذن، ومعلم للتجويد والترتيل.

نحن كما يعرفنا العالم كله فى مصر بأننا دولة التلاوة، وأول إذاعة متخصصة للقرآن الكريم بثت برامجها من قلب ماسبيرو، ومن ثم علينا أن نعيد التفكير فى طرق الكشف عن أصوات بنفس جمال أصواتنا التى رحلت، ليس من السهل أن نجد عبدالباسط عبدالصمد آخر، لكن قد نعثر بين حفظة القرآن الكريم، ممن يتمتعون بصوت جميل، حتى أصبح منافسًا قويًا للقراء العرب، برغم بساطته وظهوره بجلباب؛ ليسد فراغًا نشعر به؛ لأننا ما زلنا نقف عند بعض الأصوات التي نسمعها شهريًا عبر إذاعة القرآن الكريم، وهم الحصري، مصطفى إسماعيل، محمود علي البنا، ومحمد صديق المنشاوي، ويعاد ترتيبهم كل شهر.

كما أنه فى كل مجال يوجد مبدعون، يوجد لدينا مبدعون فى القراءة، والترتيل، والتجويد، لا يمكن أن تكون الدائرة مغلقة على من رحلوا، لدينا قرى ونجوع ومدن بها معاهد لتحفيظ القرآن الكريم، وقد اقترب شهر رمضان الكريم، وعلينا أن نعد له من يكون مفاجأة من أصوات نابغة، وأظنها موجودة فى أماكن كثيرة تحتاج فقط لمن يشير عليها، ويفتح لها المجال.

ومن تلك السطور أناشد المتحدة للخدمات الإعلامية أن تبدأ فى البحث من خلال مسابقات عن مثل تلك الأصوات، وهو ليس صعبا.

ومن المهم أن نعيد ريادتنا فى التلاوة والتجويد كما كنا من قبل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة