العرب المعاصرون سيأخذون حق غزة، لن تأخذها حماس وحدها، فهى لها قضية مقاومة، لن تأخذها الجامعة العربية، فهي قضية حكومات، لن تأخذها لنا جنوب إفريقيا فى محكمة العدل الدولية يوم 11 يناير 2024، اليوم المنتظر للاستماع للدعوى التى رفعتها تلك الدولة الصديقة التي تحترم الإنسانية. فهى تعرف معنى العدوان على الإنسان، فقد جربت العنصرية والإبادة للجنس الإفريقى، وانتصرت على الاستعمار والأبارتيد، انتصاراً عظيماً قاده نيلسون مانديلا، ما يجرى فى غزة جرائم حرب بينة وواضحة، تفوقت على الإبادة الجماعية، لأنها بمثابة تطهير عرقي وصل إلى الجنس العربى كله، 2.5 مليون عربى فلسطينى غزاوى، شاهدناهم وهم يتعذبون، ويضربون بالطائرات، وهم لا يملكون طائرات، يضربون بالدبابات وهم لا يملكون دبابات، جيش الاحتلال الإسرائيلى العنصري بقيادة نتنياهو وحثالة الجنس اليهودي الذين استوطنوا أرض فلسطين، يقتلون بوحشية لا نظير لها، وصلوا إلى مئات الآلاف من المدنيين والأطفال، هدموا المستشفيات، والجوامع والكنائس، استغلوا حادث 7 أكتوبر من قبل جماعة مقاومة أو إسلامية سمها ما شئت بالمعايير الدولية، حتى لو وصل ما قامت به إلى جريمة، لا يمكن أن يقبل أحد العقاب الجماعى واستئصال الجنس العربى، فهى جريمة كراهية قام بها رئيس وزراء إسرائيل، وعاونه مجموعة من الوزراء،واستغلوا الجيش الإسرائيلى والحماية الأمريكية والغربية، ليقتلوا الحجر والبشر، أبادوا مدينة، وتعالوا جميعًا للمعاينة، انظروا حولكم ماذا فعلت تلك الحثالة البشرية التي تحكم فى إسرائيل لمجموعة من البشر واقعين تحت الاحتلال، إبادة جماعية والعالم يتفرج؟.
اشهد أيها الضمير الإنسانى، لقد قدم العرب للإسرائيليين الذين استوطنوا أرض كنعان كل فرص السلام والتعايش، جاءوا لكى يبدوا الجيش الفلسطينى فى غزة، باستخدام دعاوى توراتية قديمة عفا عليها الزمن.
وتركهم الرئيس الأمريكي جو بايدن وحكومته، وزعماء الغرب لم يستطيعوا حماية الأبرياء، ووقفت أوروبا بل آسيا، روسيا والصين، والأمم المتحدة، وكل المنظمات الدولية والقوانين التي تحمي الإنسان فى عصرنا الراهن، عاجزة أمام المجرمين فى إسرائيل.
ماذا كانوا يريدون؟ كانوا، يطلقون علينا طائراتهم ودباباتهم لهدم المدن. ومازالوا يهددون لبنان وسوريا، بل يريدون جر مصر والأردن إلى حرب ساحقة وحرب دينية بغيضة ترفضها القيم الإنسانية، ويرفضها الإنسان المعاصر، ماذا يفعل يهود إسرائيل مع العرب تحت الرعاية الأمريكية والغربية، والصمت الروسي والصيني والهندي، بل والعالم؟
يقتلون الأبرياء، جريمة بشعة فى الربع الأول من القرن العشرين، العرب تحملوا جميعا هذه الجريمة البشعة، ولم يريدوا توسيع رقعة العدوان والحروب، لكن الإسرائيليين يتمادون ويستغلون ضعف وانهيار المجتمع الدولى، اشهد أيها الإنسان على هذه الجريمة البشعة، التي أسقطت الضمير الإنسانى، بل أسقطت التعايش الإنساني.
جريمة قتل الصحفيين أو إبادتهم فى غزة، حتى لا يعرف العالم حقائق ما يدور هناك، لن تنفع هذه الأيام.
إسرائيل لم تقتل عائلة الدحدوح، المراسل التليفزيونى وحده، بل قتلت أكثر من مائة صحفى فلسطينى ومصور، لكن الفلسطينيين في غزة قرروا أن يموتوا من أجل فلسطين، ما لم تعرفه إسرائيل أن الضمير الفلسطيني استيقظ، وقرر فعلا مواجهة إسرائيل، أيها الضمير الإنسانى. الحرب فى فلسطين سوف تتسع، ولن تستطيع حكومات الغرب وأمريكا إيقافها، لأنه لاسبيل أمام إنقاذ أهل غزة، والعرب لن يتركوا أهل غزة للافتراس الإسرائيلي والغربي.
الأزمة الراهنة تتحول من أيدى الحكومات إلى الشعوب، وعلى المجتمعات الغربية الانتباه إلى أن العرب ليسوا لقمة سائغة، وأن قضم غزة وقتل سكانها، يعنى قتل كل العرب، بل كل المسلمين فى عالمنا، لم تعد قضية جماعة مسلحة في غزة تستند إليها إسرائيل في قتل كل العرب، أصبحت إبادة لجنس عربى.