Close ad

وكيل «الطب البيطري» بجامعة القاهرة: الفيروسات تستنزف الثروة الحيوانية والداجنة

9-1-2024 | 11:09
وكيل ;الطب البيطري; بجامعة القاهرة الفيروسات تستنزف الثروة الحيوانية والداجنةالثروة الحيوانية
حوار: تامر دياب
الأهرام التعاوني نقلاً عن

تمثل الفيروسات وما تسببه من أمراض الخطر الأكبر على قطاعات الثروة الحيوانية والداجنة، التى تمثلا ركناً أساسياً فى معادلة الغذاء للمواطن المصري.

موضوعات مقترحة
ومع عودة انتشار هذه المسببات لأخطر الأمراض، ومع دخول فصل الشتاء الذى تتكاثر فيه الأمراض المناعية للثروة الحيوانية والداجنة، التقينا الدكتور هيثم محمد عامر، أستاذ الفيروسات بكلية الطب البيطرى جامعة القاهره ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث العلمية والعلاقات الثقافية.. فكان هذا الحوار..

* ما وضع الفيروسات المتعاظم بمصر هذه الفترة؟

- لقد عملت على الكثير من الفيروسات منها ما يخص الحيوان والطيور وحيوانات المزرعة والمنزلية وكذا الفيروسات الخاصة بالإنسان مثل كورونا وأجريت عليها أبحاث كثيره سواء التى تصيب الحيوان أو الكورونا البشرية خاصة كوفيد 19.

* وماذا عن الفيروسات المتعلقة بالجانب الحيوانى؟

- مشكلة الفيروسات أنها كائنات تنتشر بسرعه وليس لها علاجات واضحه تقضى عليها بنسبة 100 % كما أن اللقاحات المستخدمة تفقد قوتها شيئاً فشيئاً ولا تصبح قادرة على التعامل مع الفيروس.

* ولِمَ لَم يتم القضاء على الفيروسات المدمرة؟

- مع التعامل باللقاحات بشكل متعاظم مع الدواجن والحيوانات الأليفه وحيوانات المزرعه وغيرها لا زال الفيروس يكتشف طرقاً جديده وكثيره للهروب من الجهاز المناعى بطفراته العالية وقدرته على التكيف مع بيئات وعوائل جديده من خلال تحوراته.

والفيروسات خاصة من عائلة RNA نجد فرصة التطفر بها عاليه جداً وبالتالى فمهما قدمت من لقاحات ستواجه الفيروس لفترة لكن مع تطفره وتحوره يضعف قوة اللقاح شيئاً فشيئاً ولذا يجب العمل معه على خط متوازى.

فمع حدوث طفرة يجب البحث بها واكتشافها ثم نبحث ما حدث بها من تغيرات حتى نغير اللقاحات لتتماشى مع التغير الجديد.

* هل تتوافق اللقاحات الحالية مع الطفرات الموجودة بالحقل المصرى؟

- نحن نستخدم اللقاحات بشكل عام وهى غالباً مستورده وتكون من سلالات معينه ولا تكون مطابقه للسلالات الموجوده لدينا وهذا أمر يتطلب البحث وهل تتوافق هذه اللقاحات مع ما لدينا من سلالات أم لا أم هل نحتاج لصنع لقاحات جديده.

ومن اجل هذا سعدت جداً أنه فى الفترة الأخيرة عندما تواجدت شركات مصرية تنتج لقاحات وأصبح هناك تصنيع لقاحات بشكل واسع فى مصر. وبهذا ميزه أنهم يقومون بعزل الفيروسات الموجودة فى الحقل المصرى والبدء بعمل لقاحات منها وبالتالى تكون متماثله إلى حد كبير مع السلالات الموجوده لدينا.

* لماذا لم يتم القضاء على الأمراض الفيروسية مثل أنفلونزا الطيور حتى الآن؟

- القضاء على فيروس بشكل كامل يحتاج إلى إستراتيجيات صعبه جداً وواسعه فى مراحل معينه ولقد كان هناك فرص لتنفيذ هذا الأمر عندما دخلت أنفلونزا الطيور مصر حيث كان من المفترض أن نحدد الأماكن التى ظهرت بها الحالات ويتم التخلص منها ومن يستطيع تنفيذ ذلك فإنه ينجح فى التخلص من المرض وهو ما حدث بدول مجاوره كالأردن والسعودية.

* وماذا فعلت تلك الدول؟

- عندما دخل الفيروس بهذه الدول حددوا أماكن إنتشاره وبدأوا فى التخلص من الطيور هناك وهذا أمر يحتاج تكاليف مرتفعة جداً وإجراءات صارمة وتعويضات لكن تنفيذ هذا الأمر بمصر لم يكن سهلاً.

حتى عندما بدأت الحكومه فى 2006/2007 إتخاذ إجراءات صارمه وجدنا أن بنيتنا التحتية بصناعة الدواجن بها مشكله وأن المزارع قريبه جداً من بعضها وبالتالى فإنتشار الفيروس بينها سريع جداً وإذا أردنا السيطرة عليه وإحاطة تلك المناطق فالأمر صعب والأن الأمر أكثر صعوبه لأن الفيروس أصبح موجود فى كل مكان.

* وهل ساهم المواطنون أو التجار والمربين فى منع انتشار الفيروسات؟

- الناس نتيجة إجراءات الحكومة بدأوا ينقلون الطيور فى أماكن مختلفه ولاحظنا تحرك سيارات النقل من طرق خلفيه بين المدن والقرى وهذا ساهم فى نشر الفيروس لأن الطيور المتحركة كانت حامله للمرض ومع وجود كثير من المزارع على الطرق إنتشر الفيروس كالنار فى الهشيم.

ولذا أصبح التعامل معها بالسيطره والتخلص منها أشبه بالماء الموجود فى راحة اليد الذى يتسرب بين الأصابع دون السيطرة عليه.

* وماذا كان الحل البديل؟

- كان الحل البديل هو وجود لقاحات مع أن اللقاحات لا تخلصنا من المرض نهائياً بل تقلل من تأثيره وتعمل نوع من السيطرة عليه بحيث تكون خسائره ومعدلات انتشاره أقل لكن فى النهاية بنفس الوقت لا يمكن القول أننا سنتخلص من المرض بشكل نهائى.

* وماذا عن التربية المنزلية والعشوائية؟

- هذه نقطه أخرى فأكبر مشكلة ساهمت فى إنتشار أنفلونزا الطيور مايسمونهم بأصحاب التربية المنزلية خاصة مربى البط والأوز لأنها طيور لا يظهر عليها أعراض مرض أنفلونزا الطيور وبالتالى يمكن أن تصاب وتنقل الفيروس دون أن نرى أى علامات عليها.

بل ويحدث التطفر عادة فى البط والأوز والطيور المائية ونحن لا نرى ذلك بينما الفيروس يتحور ويتحرك بحريَّة وينتج لك كل فتره سلاله وطفرات جديده ثم نضطر لإنتاج لقاح جديد حتى يصد هذه الطفرات أو السلالات الجديده من الفيروس وهذا أمر ديناميكى متحرك يجعلك دوماً فى سباق مع الفيروس فإما أن تسبقه وتسيطر عليه قليلاً دون التخلص منه أو يسبقك وتكون الخسائر كبيره جداً.

* ما أهمية التخلص من الفيروسات لصالح الاقتصاد المصرى والتصدير؟

- مشاكلنا فى الثروة الحيوانية أو الداجنه مشاكل فيروسية وفى الدواجن هى مرتفعه جداً وخسائرها فادحه سواء فى اللحم أو البيض جراء فيروسات الأنفلونزا والنيوكاسيل أو الإلتهاب الشعبى المعدى وغيرها من الفيروسات التى تسبب مشاكل.

وقليل من البكتيريا أو المسببات الأخرى تحدث مشاكل مثل الميكروبلازما والإيكولاى لكن بشكل عام المشاكل فى صناعة الدواجن بسبب الفيروسات وكذلك الأمر بالنسبة للثروة الحيوانية.

ففى إنتاج اللحم الأحمر أو الألبان تجد الحمى القلاعية هى التى تسبب مشاكل كبيره تتكرر كل عام مسببه خسائر إقتصادية غير طبيعيه ونجد حمى الثلاث أيام والجلد العقدى وغيرها. فالمشكله فى أغلب نطاقات التربية والإنتاج الحيوانى تكون فيروسية وبالتالى يؤثرذلك على توافر المواد الغذائية كاللحوم والبيض واللبن أو إرتفاع الأسعار نتيجة عدم التوافر وفقد كثيراً من ثروتك الحيوانية والداجنه.

* وماذا عن التصدير؟

- عند التصدير فلن يكون هناك الكم الكاف من المنتجات القابلة للتصدير أو فى حال التصدير الحى لن تلجأ إليك الدول خشيَّة نقل المرض إليها.

ولهذه الأسباب، أطالب بإهتمام الدولة الشديد بالثروة الحيوانية والإنتاج الحيوانى فالأمر متكامل وليس فيروسات فقط، فالإنتاج الحيوانى معناه توفير إحتياجات الماشية من غذاء ورعاية ومنشأت وغير ذلك ورعاية بيطرية صحيحه ولقاحات وأدويه على مستوى جيد وأن تكون هناك أبحاث علمية تستطيع أن تواكب التطور فى الصناعه.

* وماذا عن اللقاحات تحديداً؟

- بالنسبة للقاحات مثلاً يجب أن يكون لدينا بحوث علمية بشكل مستمر تقول ما السلالات الموجودة وننتج لقاحات لها بحيث أننى دوماً أُغذى المُنتِج باللقاحات المناسبة للسلالات الجديدة التى يستطيع استخدامها لصد العدوى بشكل أكثر فاعليه.

* كيف تقيم خطر التداول الحى للثروة الداجنه؟

- لقد منعت دولاً كثيره حولنا هذا الأمر لكننا نقول أن ثقافتنا لا زالت تفضل شراء الدواجن الحية رغم أننا نشترى اللحوم الحمراء والبط مجمدة أو مبرد فلم لا نغير هذه الثقافة؟ خاصة وأن الكثيرين منا عاشوا خارج مصر لسنوات طويله وإعتادوا أكل اللحوم والدواجن والبط مجمد أو مبرد فلم لا؟.

لقد كانت فترة إنتشار أنفلونزا الطيور فرصه لتغيير هذه الثقافة وكان هناك توجه حكومى نحو هذا الأمر لكن للاسف عدنا لشراء الدواجن والطيور حيَّة من عند الفرارجية وبالتالى إستمرت المشكله قائمه.

* هل استفادت الدولة والشركات من الأبحاث العلمية بالدرجة الكافية حالياً؟

- ولا بأقل درجه مقبوله، فهناك فجوه كبيره جداً جداً بين ما ينتجه البحث العلمى والمؤسسات العلمية والتعليميه كالجامعات والمعاهد البحثية فى مصر والنطاق الصناعى والجميع مشارك فى هذا التقصير.

فالبحث العلمى لا يبحث عما يحتاجه السوق ليبدأ الشغل عليه ويقدمه لحل المشكلات وهذا خطأ وفى المقابل نجد الصناعة لا تبحث عن اللجوء للمراكز البحثية وتقديم مشاكلهم لهم ليحلوها ولا يدعمون البحث العلمى لتحقيق هذا الحل مع أن هذا الأمر يحدث عكسه على مستوى العالم.

* كيف يحدث هذا؟

ـ من يدعم البحث العلمى فى جميع الجامعات الكبرى هو سوق الصناعه ذاته. وكمثال صغير ففى أيام أزمة كورونا كان أول لقاح إنتشر هو لقاح أوكسفورد أسترازينيكا فشركة أسترازينيكا أنتجت لقاحاً ثم تم تطويره فى جامعة أوكسفورد بدعم من الشركه وإنطلق بإسم مشترك ليباع لكل دول العالم وهذا معناه أننا دوماً لدينا جناحان إحداهما هو السوق أو الصناعه والأخر هو الجامعات والمراكز البحثية والعلمية فالصناعه تدعم العلم ومراكزه والمراكز تفيد الصناعه.

* أليس هذا دور الدولة؟

- الدولة تعمل ومنذ سنوات على التوفيق بين الطرفين فكثير من المشاريع التى يقدمها الأكاديميون والبحث العلمى يعمل صندوق دعم البحوث والتكنولوجيا التابع لأكاديمية البحث العلمى على وجود شراكه بين الصناعة والبحث العلمى وبدون ذلك لا يمول البحث.

فالصندوق يعمل على تحقيق التواصل بين الصناعة والبحث العلمى لتقديم مشكلاتهم ويطلب حلها وأعتقد أن هذه بداية جيده لكن يجب أن يتم تطويرها بالشكل الذى يحقق الآمال والنهوض بالصناعة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة