التعليم بـ «التابلت».. هل من الممكن أن يؤثر على مهارة الطلاب في القراءة والكتابة؟.. خبراء يجيبون

2-1-2024 | 17:22
التعليم بـ ;التابلت; هل من الممكن أن يؤثر على مهارة الطلاب في القراءة والكتابة؟ خبراء يجيبونصورة أرشيفية
شيماء شعبان

أصبحت التكنولوجيا مكونًا جوهريًا في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك عملية التعليم والتعلم.

موضوعات مقترحة

فكل مستجد له إيجابيات وسلبيات يجب أن تُدرس برؤية على أيدي متخصصين، ويتمثل الهدف الرئيسي للنظم التعليمية حول العالم في إعداد الطلاب ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم.

وأشار الخبراء التربويون إلى أن تعلم القراءة والكتابة أصبح يعتمد بشكل متزايد على أجهزة الكمبيوتر اللوحي "التابلت"، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة "اللاب توب"، مؤكدين أن هذه الأجهزة الرقمية تفشل في خلق تجربة حركية إدراكية؛ مما قد يعيق التعلم، وفي حالة إقرارها يتم تجربتها على شريحة مختارة من الطلاب ومحددة بزمن وتقاس بعدها نتائج هذه التجربة.

وكشف بحث جديد صادر عن جامعة “جونز هوبكنز” الأميركية حول “تعلم الكتابة اليدوية ومحو الأمية”، أن ممارسة الكتابة اليدوية تعزز التعلم بشكل أسرع من ممارسة الكتابة عبر الأجهزة اللوحية ومشاهدة الفيديوهات.

وكذلك أظهرت العديد من الدراسات، أن ميزة التعلم المكتسبة من ممارسة الكتابة اليدوية مرتبطة بالتجربة الحركية الإدراكية للكتابة باليد. مما يعمل على إشراك مناطق الدماغ الحسية التي لا يتم تنشيطها عن طريق الكتابة على الآلة الكاتبة، ويساعد هذا النشاط العصبي الطلاب على التعلم بشكل أفضل.

تحديد المرحلة العمرية والمساحة التي يتم التعامل فيها مع «التابلت»

 وبهذا الصدد، تقول الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوي، لـ"بوابة الأهرام": لقد أصبحت التكنولوجيا قدر لا مفر منه، ونحن كمؤسسة تعليمية لا بد أن تمتلك المعرفة والقدرة على أن تتحكم في التعامل مع الطفل ومع الوسائل التكنولوجية، لافتة إلى ضرورة تحديد المرحلة العمرية والمساحة التي يتم التعامل بها مع تلك الوسائل.

وأشارت، إلى ضرورة قياس مهارة الكتابة أولا ثم تحديد الفئة العمرية لاستخدام التابلت، فالتابلت للطفل يمكن أن يكون أحد طرق المذاكرة وليست للامتحان.

ما مدى تأثير «التابلت» على مهارات الطلاب؟

وعن تأثير التابلت على مهارات الطلاب، وأوضحت الخبير التربوي، أن إمكاية تأثير استخدام التابلت على الطلاب -صغار السن-، يمكن أن تؤثر على الطلاب في مهارات الكتابة، لأن عند استخدام التابلت لم يستعين الطالب بأي قلم وهو في سن صغير في هذه الحالة يفتقد مهارة التدريب على الكتابة وكذلك إتقان اللغة؛ حيث أن الكتابة تساعد على إتقان اللغة أي كانت اللغة.


الدكتورة بثينة عبد الروؤف

«التابلت» مجرد أداة مساعدة في التعليم الإلكتروني

ومن جانبه، يوضح الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، وأستاذ علوم التكنولوجيا بكلية التربية جامعة عين شمس، أن "التابلت" مجرد أداة يمكن أن تساعد في التعليم الإلكتروني في أمور معينة، مثل: "تدريب الطالب على إجابة بعض الأسئلة الاختيارية، تعليم على إجابة معينة"، أما "مهارات القراء والكتابة" من المفترض أن تتم من خلال استخدام  الطالب الورقة والقلم، فلا غنى عن الكتاب ولا غنى عن الورقة التي يكتب بها الطالب بخط يده، لافتًا عند الكتابة بخط اليد هناك مهارات كثيرة نستطيع من خلالها تقييم الطالب، من حيث قدرته على التعبير، كذلك شكل الخط، وطريقة كتابته للحروف كل هذا يكون صعب أن يكون متاح على التابلت خاصة، وأننا نتحدث عن معايير جديدة في وضع المناهج تهتم باللغة العربية، وتهتم باللغة الإنجليزية.

«التابلت» يجب أن يكون محصورا في الأهداف التي استخدم من أجلها في العملية التعليمية

وتابع: كل هذه المهارات معتمدة على قدرة  الطالب في الكتابة والقراءة والإلقاء والتعبير، ومطالبته بأي شيء لكتابته، وهذا الأمر يكون صعب على "التابلت"، فـ"التابلت" يجب أن يكون محصور في الأهداف التي من أجلها أصبح له دور في العملية التعليمية، كذلك يمكن التعامل معه في تصحيح بعض الأسئلة التي بها اختيار بين متعدد وليس في كل أنواع المهارات أو الامتحانات.

وأضاف، فعلى سبيل المثال عن تكليف الطالب بكتابة  تجربة ما، التجربة هنا بها خطوات سيكتب فيها رأيه، وسيكون بها رسومات، ويشكل صعوبة أن يكون متاحا على "التابلت"، خاصة لو كانت الأدوات المساعدة في "التابلت" غير متوفرة، فيمكن أن يكون هناك برامج معينة المفروض أن يستخدمها الطالب في الكتابة يمكن أن تكون غير متوفرة معه فالأسهل بالتأكيد هو استخدام الورقة والقلم.

«التابلت» قد يساعد الطالب على اكتساب مهارات القراءة

أما بالنسبة لمهارات القراءة، فيقول عبد العزيز، يمكن أن يساعد "التابلت" على القراءة في حالة وجود مناهج مبرمجة بشكل يكون عليه  كـ "كتب إلكترونية تفاعلية"، بحيث إن تعلم الطالب على كيفية القراءة خاصة اللغات كـ"اللغة الإنجليزية، اللغة العربية"، وكيفية تعلم مخارج الألفاظ وهكذا، وهنا نستطيع أن نقول أن استخدام "التابلت" في القراءة مفيد، ولكن يشترط أن تكون هناك مواقع تعليمية تفاعلية مفتوحة بدون أجر حتى نستطيع تحقيق هذا الهدف.

«التابلت» وظهور برامج الذكاء الاصطناعي

وحذر الخبير التربوي وأستاذ علوم التكنولوجيا من استخدام "التابلت" في التعليم خاصة مع ظهور «برامج الذكاء الاصطناعي»؛ حيث عند تكليف الطالب بشيء معين سواء كتابة موضوع تعبير أو تكليفه بأي مهام أو أن يكون هناك نشاط كتابي عن موضوع معين، فأصبح اليوم هناك «برامج ذكاء اصطناعي» يمكن أن تساعد الطالب في ذلك دون أدنى مجهود منه، دون أن يفكر أو يبتكر، وعلى الرغم من ضرورة استخدام الطالب يده في الكتابة -يكتب على التابلت- ويتم التصحيح بهذا الشكل، وإذا لم يتوفر ذلك ففي هذه الحالة فإن "التابلت" يضر هنا أكثر مما يفيد.


الدكتور محمد عبد العزيز

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: