عام ينقضي وآخر يقترب، قد تبدو بداية العام الجديد فرصة للعمل على تحسين الذات، لكن هناك أسباب نفسية جيدة للقيام بذلك؛ حيث تشير أبحاث نفسية حديثة إلى أن هناك العديد من الأسباب الوجيهة لبدء نظام جديد في اليوم الأول من العام الجديد، ومن خلال فهم هذه الآليات والاستفادة منها، يمكننا جميعًا زيادة فرصنا في الالتزام بأهدافنا الجديدة لعام 2024 .
وبحسب ما يقوله استشاري الطب النفسي والسلوكي، الدكتور جمال فرويز، كل منا يعرف ما هي حدود إمكاناته، وطبقا لتلك الإمكانيات نبدأ في وضع الأهداف والطموحات في حدود تلك الإمكانيات، فإذا كنت مما يضع أهداف بشكل تعسفي، فأنت لا تهيئ نفسك للنجاح.
وتابع: هناك نوعان من الشخصيات وهما:
النوع الأول: شخصيات مراجعين للذات وبدون جلد للذات، حيث يقومون بمحاسبة أنفسهم ومراجعة ما تم تحقيقه وما لم يتم تحقيقه وما هي العوائق التي واجهتهم وكيف علوا على إيجاد حلول لها وهكذا.
أما النوع الثاني من الشخصيات وهي الشخصيات التي تحمل الآخرين أخطاءهم، لا يقومون بمحاسبة أنفسهم فضلا عن تحميل كل أخطائهم وفشلهم إلى غيرهم.
لذا من الضروري أن نراجع ونحاسب أنفسنا بل لابد أن يكون هناك "كشف حساب" لما فعلناه وما حققناه وما لم نستطيع تحقيقه، ونبدأ بوضع خطط تساعدنا على تحقيق أهدافنا وتخطي أزماتنا لنبدأ من جديد.
ووجه فرويز نصيحة لبداية العام الجديد قائلا:" احفر بعمق لاكتشاف ما تريد حقًا تحقيقه وافهم سبب أهمية الوصول إلى هناك، ثم ابدأ في رسم الأماني في حدود إمكانياتك المتاحة".
الدكتور جمال فرويز
ومن جانبه، يوصي الدكتور وائل وفاء، استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات، بضرورة تحديد الأهداف، والتركيز على إنجازه، لأن من يتجول دون خريطة سوف يضل الطريق على الأرجح، وهذا مالا نريده.
فإذا كنت تسعى لأمر ما، دون الخطوات والأمور التي ستوصلك لهذا الأمر. أنشئ أولاً قائمة واكتب فيها أهدافك للمستقبل ثم اكتب المهمات التي يجب عليك القيام بها لإيصالك لأهدافك.
ولمساعدة ذاتك على توثيق مخططات العام الجديد، وأوضح استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات، في ظل التطور التقني الكبير في عصرنا اليوم، قدمت التكنولوجيا الكثير من الوسائل التي تساعدك على تتبع أهداف ومخططات العام الجديد، وتذكر أفرادها بضرورة الالتزام بها، الأمر الذي قدم دافعًا إضافيًا للأفراد كي يولوا المزيد من الاهتمام بوضع مخططاتهم ورسمها بدقة، فهي سترافقهم عبر هذه الوسائل إلى نهاية العام.
وأخيرًا، عليك أن تعلم أن الكثير من الأفراد لا يستطيعون البدء في رسم مخططات العام الجديد، فكل خطوة وضعتها في سبيل الوصول إلى أهدافك هي خطوة إيجابية تستحق التقدير والثناء عليها.
الدكتور وائل وفاء