تُخفي العنصرية دومًا القبح أو النقص والدنس ولا توجد عنصرية "أوضح" وأبشع أيضًا من عنصرية الصهاينة.
قام مغتصب صهيوني بتعليق رأس حمار داخل مقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى في توضيح ليس إلى عنصريته الفجة فقط، ولكن إلى الكم الفظيع من الغل بعقله وقلبه الأسود وأيضًا "ليأسه" من الانتصار على غزة الشامخة وقراره بالانتقام منها بفعلته الرخيصة.
ويجسد تزايد مبالغة بعض المغتصبين في التطرف الرد العكسي على شعورهم بالخوف.
ويجب ألا نقول أبدًا كلمة مستوطن فهي كلمة خاطئة والصواب أنه مغتصب؛ فهذا الاسم الحقيقي لمن يدعي أنه مستوطن؛ فهذه الأرض لها أصحابها، ولم تكن أرضًا خاوية تبحث عمن يستوطنها.
يعتقد أو يحاول خداع الآخرين وإيهامهم العنصري أنه أفضل من الغير بسبب العرق أو اللون، وأن التعامل الجيد من نصيب العنصري وحده، ويقلل من شأن غيرهم لصالحه، ويرتبط الاحتلال دوما بالعنصرية ومحاولات "تحقير" من يحتلهم ووصفهم بما يسيء إليهم؛ وهو ما فعله كل احتلال على مدى العصور والأزمان وليس في فلسطين المحتلة فقط.
قال وزير الدفاع الصهيوني: "أمرت بفرض حصار كامل على غزة؛ لن يكون لديهم كهرباء ولا طعام، نحن نقاتل الحيوانات البشرية ونتصرف وفقا لذلك"؛ وقال جنرال صهيوني متقاعد بعد أن ارتدى زيه العسكري: "اقتلوا كل شيء ترونه، أطفالًا، نساء، مسنين، إنهم مجرد حيوانات"، وتنافس المغتصبون الصهاينة في كتابة تعبيرات عنصرية على المساجد بفلسطين.
وأكد بن غفير وزير الأمن القومي الصهيوني أن اليهودي عندما يبصق أو يعتدي على كاهن مسيحي أو كنيسة؛ فهذا لا يعد خطأ، ولا يجب محاسبته عليه؛ لأنه تقليد يهودي قديم يجب ممارسته، وطالب بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى على مدار الساعة والصلاة فيه.
الثابت تاريخيًا أن العنصرية متجذرة لدى الصهاينة، وليست طارئة بسبب الغضب من الصفعات التي تلقوها في السابع من أكتوبر وما بعده؛ فقد قال رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق رافائيل إيتان: "العرب مثل الصراصير المخدرة في زجاجة"، وقال مناحم بيجين رئيس وزراء الصهاينة الأسبق: "الفلسيطنيون هم وحوش تسير على قدمين".
وكذلك زعم وزير الدفاع الأسبق إيلي بن دهان أن الفلسطينيين كالحيوانات وليسوا بشرًا.
وقال السفير الصهيوني في ألمانيا: "إنهم حيوانات متعطشة للدماء"، وقال السفير الصهيوني السابق لدى الأمم المتحدة إنهم حيوانات فظيعة وغير إنسانية، ووصفهم وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت بأنهم حيوانات بشرية.
واعترف جندي صهيوني في فيديو بقتله لطفلة في الثانية عشرة من عمرها، وأنه يبحث عن رضيع ليقتله، وطالبت سيدة "إسرائيلية" حكومتها بالضغط على زر وتفجير القنبلة النووية التي يمتلكها الصهاينة؛ لإبادة غزة، وأضافت في العالم كله لا يستحق أحد العيش إلا الشعب اليهودي!!
ولن نرد عليهم أو على أي صهيوني؛ فالرد "الحقيقي" جاء من غزة من سيدة تهدم بيتها في غزة وخرجت من الأنقاض وخلفها طفل، وهي تهتف بقوة: "كلنا خلف المقاومة وكل شيء فداء المقاومة وطز فيكي يا إسرائيل"، وعلى أنقاض بيته راح رجل يعزف بالناي ويقول: "ولدت هنا وعشت هنا بين جيراني إيش بيصير سنظل هنا"، ورفض ترك بيته، فقط ليلًا يذهب لمكان للإيواء والنوم، ثم يعود لبيته في الصباح رغم المعاناة القاسية "والمؤلمة" في الحصول على الطعام والشراب والبرد القارص وعدم استطاعتهم حتى الحصول على خيمة، وأكد: "ولن نترك بيتنا ولا بلدنا وسنعيش ونموت فيها".
يستحق أهل غزة ومقاومتها وكل الفلسطينيين الانتصار وليس الحياة الكريمة فقط؛ لأنهم "يرفضون" الاحتلال منذ عام 1948 وتحدوه ولم يستسلموا أبدًا أو يبيبعوا أراضيهم واعتزوا بهويتهم وناضلوا بكل أشكال النضال؛ بدءًا من الحجارة ووصولًا للصواريخ والطائرات المُسيرة، وحققوا الأصعب فقد حافظوا على إنسانيتهم رغم كل الأهوال التي تعرضوا لها والقصف الوحشي وأطنان من المتفجرات التي ألقيت عليهم بأكثر مما حدث في أربعة أعوام في الحرب العالمية الثانية، وتعاملوا بما يطالبهم به ديننا الإسلامي من حسن معاملة الأسرى، ورأينا الإشادات المتعددة بهم وبرقي تعاملهم مع الأسرى الذين تم الإفراج عنهم؛ ومنهم سيدة صهيونية تكلمت بانبهار كيف أن دين الإسلام جعل من احتجزونهم يعاملون كل سيدة كملكة، وأخرى حكت أن أختها الصغيرة تغيرت تمامًا بعد رجوعها من الأسر؛ حيث أصبحت لطيفة وعند تناول الطعام تلح عليهم أن يتناولوا معها الطعام ولا تؤثر نفسها كما كانت تفعل قبل الأسر، وأنها تعلمت ذلك ممن احتجزوها، وأشاد الجميع بإنسانيتهم، وكيف كانوا يحرصون على حمايتهم أثناء القصف ويفضلونهم على أنفسهم في الطعام والشراب، ويسمحون لهم بممارسة الرياضة وبالتواجد مع بعضهم ويطمئونهم دومًا أنهم لن يتعرضوا للأذى منهم..
وكتبت أسيرة صهيونية رسالة للمقاومة "تشكرهم لتعاملهم برفق وحنان معهم، وأنها ستكون للأبد "أسيرة" شكر؛ لأنها لم تغادر الأسر مع صدمة نفسية تلازمها للأبد وستتذكر دومًا تصرف المقاومة الطيب رغم الأوضاع الصعبة والخسائر التي أصابت غزة.
مثل هذا الشعب الذي لم يسبقه شعب في الصمود بعزة "وشموخ" وتحدٍ للاحتلال الصهيوني الذي يسانده الغرب وأمريكا بفجور غير مسبوق، ويغزل من صبره نسيج النصر، ويساند مقاومته التي تتنافس مع نفسها في تقديم الجديد الذي يبهر العالم، فمن يتسلل ليضع متفجرات تحت دبابة ويبتعد "بثبات" ليفجرها، وهناك من يتابعونه ويقومون بتصويره؛ فهؤلاء يؤكدون أنهم وشعبهم يستحقون الانتصار الكامل والذي "صنعوا" جزءًا مهمًا منه في السابع من أكتوبر، ويواصلون صناعته بعزيمة تتنامى وسينالونه ولو بعد حين.