لا نحتاج لمقدمة طويلة لاستعراض ما تم إنجازه في بنية الطرق؛ فالمشروعات تتحدث عن نفسها؛ بدرجة جعلت الناس تعتاد على سلاسة المرور؛ باعتباره واقعًا تتعايش معه.
قد تحدث أحيانًا بعض المنغصات؛ ولكنها بسبب ظرف طارئ؛ فنجد زحامًا؛ قد يستمر لفترة من الوقت؛ ولكنه سرعان ما يتلاشى؛ فعلى سبيل التذكرة؛ أتحدث عن الطريق الدائري؛ الذي كان وقت إنشائه في ثمانينيات القرن الماضي حدثًا غاية في الأهمية؛ جعل الناس يلجأون إليه هربًا من الزحام حتى لو كانت المسافة أطول قليلا.
المحاور الجديدة مبهرة؛ وجعلت المرور يسير بشكل أكثر من رائع؛ لاشك في ذلك؛ والأجمل هو ما يحدث حاليًا من استكمال بنية منظومة النقل؛ سواء في خطوط المونوريل؛ أو الأوتوبيس الترددي المزمع إنشاؤه على الطريق الدائري بعدد 57 محطة.
إنشاء تلك المحطات قد تسبب زحامًا بسيطًا عند اقتراب السيارات منها في الاتجاهين؛ وذلك أمر مفهوم؛ وكذلك مقبول؛ لا سيما بعد ما تم توسعة الطريق الدائري للضعف؛ كما تم تعديل آليات السير عليه؛ بشكل يعمل على سلاسة المرور.
على سبيل المثال؛ إذا أردت أن تتجه وأنت على الطريق الدائري النزول لشارع البحر الأعظم، وأنت قادم من التجمع، فعليك قبل المخرج بمسافة قد تصل لأكثر من 2 كيلو متر الولوج لطريق جانبي في حارة خاصة؛ حتى لا يحدث زحام لا داع له أمام المخرج؛ والأمر مرتبط أيضًا بمخرج مصر القديمة.
كنت في بداية الأمر استهجن ذلك الوضع؛ لأن عدم الولوج لتلك الحارة الإجباري؛ يجعلك تفقد الخروج؛ لأن تلك الحارة المرورية مفصولة من تلك النقطة؛ وأعتقد أن هناك كثيرين عانوا من الأمر؛ حتى اعتادوا؛ وبات الوضع مرضيًا للجميع.
إلا أنني لاحظت وضعًا سيئًا؛ أتمنى التعامل معه بحزم وانضباط فوري؛ حتى لا يسوء؛ وإليكم ما يحدث.
يوم الإثنين الماضي في تمام الساعة 6 مساء تقريبًا؛ كنت على الطريق الدائري اتجه للنزول من مخرج شارع البحر الأعظم اتجاه الجيزة؛ والتزمت بدخول الحارة الإجبارية؛ ثم لاحظت بعد أمتار قليلة زحامًا بدأ يتزايد؛ دون مبرر منطقي.
وعلى مسافة غير قصيرة؛ أرى المخرج أمامي بدون زحام يجعل الزحام الذي حُشرت فيه غير مفهوم سببه؛ حتى اقتربت من المخرج؛ لأُشاهد أمرًا محزنًا للغاية.
سيارتين من سيارات السيرفيس؛ تقفان في بداية المخرج بشكل متوازٍ؛ مما ضيق المخرج وجعله حارة واحدة فقط؛ ومن ثم وُجد الزحام الكبير؛ أما الأكثر إيلامًا؛ فهو وجود فرد مرور يقف بالقرب من السيارتين؛ دون أن يكترث قائدي السيارتين؛ أو أن يحرك فرد المرور قدمه تجاههم.
وقتها تملكني الغضب؛ ليس بسبب ذلك الوضع السيئ فقط؛ ولكن بسبب أن تعود ثقافة بلطجة تلك السيارات؛ لتفرض واقعًا بغيضًا؛ يعيد الزحام مرة أخرى!
أنفقت الدولة مليارات يصعب حصرها على منظومة النقل؛ من أجل تحسينها؛ وبث الحياة في شرايين المرور؛ بعد أن أُصيبت بجلطات متعددة؛ جعلت الناس يكرهون المرور؛ وما سببه ذلك من تبعات قاسية.
أما أن تنتهي تلك الأزمات؛ فتعود حفنة من عديمي المسئولية ممارسة سلوكيات مرورية مستفزة؛ مع عدم ممارسة بعض أفراد المرور لدورهم؛ فبكل تأكيد ذلك يهدم كل تلك الإنجازات ويهيل عليها التراب؛ بدون مبرر يمكن قبوله.
أجهزة الرادار الحديثة التي تم تركيبها على الطرق؛ أجزم أنها أتت أكلها بشكل رائع؛ بعدما تيقن الناس من حزمها وانضباطها.
فهل نحن في حاجة لتعميم تلك الأجهزة لتراقب المخارج المختلفة على الطرق لمنع الوقوف بشكل نهائي؟
هل نحن في حاجة لضبط تلك الأجهزة الحديثة لتصور كل المخالفات الخاصة بمنع الوقوف في الأماكن الممنوعة؛ أو منع الوقوف صفًا ثانيًا؛ وأحيانًا ثالثًا.
والرسائل التي تصل المخالفين فور وقوع المخالفة؛ كان لها مفعول مثمر في تخفيف وأحينًا منع تكرار المخالفات.
الأمر جد خطير؛ ويحتاج للتعامل الفوري مع تلك المخالفات المستفزة حتى تنتهي إلى الأبد؛ وحتى يستمتع الناس بالإنجازات؛ التي تكلفت مئات المليارات؛ والتي أتمنى أن نحافظ عليها ونثمنها.
والله من وراء القصد،،،
[email protected]