شعيرة القتل المقدس في غزة

28-12-2023 | 15:36

يقف المرء مذهولًا مفزوعًا، بل مهزومًا مكسورًا من هول ما نراه من جرائم وحشية يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، لم نر أو نقرأ عن مثيلاتها في التاريخ في حرب وصفت بـ "الإبادة" وهي كذلك.. وبـ "الوحشية" وهي أيضًا.. وبـ "اللاإنسانية" وهي أكثر من ذلك.. فما بين قتل الأطفال، وذبح النساء، والإجهاز على الشباب والشيوخ، وحرق البيوت، وتدمير المستشفيات وتخريب الكنائس والمساجد تعددت مشاهد الإبادة، وتنوعت صور الموت لهذا الشعب الذي يعاني ويلات الاحتلال منذ أكثر من 75 عامًا، ذاق خلالها - جيلا بعد جيل - مرارة التهجير وعذاب التنكيل، وظلمات السجون، بينما العالم يقف متفرجًا على هذه المجازر، بل إن أمريكا ودول أوروربية تحولت من المتفرج إلى المشارك في هذه الجريمة التي تمارسها إسرائيل من خلال مدها بأحدث الأسلحة الفتاكة في العالم.

المؤكد أن إسرائيل وجدت في هجوم 7 أكتوبر الذي قامت به حماس فرصة غير مسبوقة لتنفيذ مخطط الموت للشعب الفلسطيني، بل والقضية برمتها، وهو هدف عقائدي وليس سياسيًا فحسب؛ إذ تحركه نوازع دينية ودوافع عقائدية استعمارية ترتكز في مرجعيتها إلى "التلمود" الذي يحرك قادة إسرائيل خصوصًا المتطرفين الذين يرون فيه الأوامر الإلهية التي يجب تنفيذها من أجل شعب إسرائيل وأن تنفيذها يعد تقربًا للرب وامتثالًا لتعليماته وطاعته.

إذن هي "شعيرة القتل المقدس" التي أمرت بها كتب "التلمود" ضد ما يسمى بـ "الأغيار" أي غير اليهود وهي شعيرة وردت في التلمود والذي كما هو معروف كتاب موضوع من حاخامات اليهود الأوائل وزعموا أنه من عند الله ويعتبر التلمود عند اليهود المتطرفين هو المرجعية الربانية الأولى، وقيل أن التلمود وضع من القرن الثاني قبل الميلاد، وامتد حتى ظهور الإسلام، وثبت أنه يناقض كتاب العهد القديم. 
ولعل من يراجع ما جاء في التلمود من تحريض وأوامر بقتل ونهب وسلب غير اليهود سيجد إجابة واضحة لما يحدث من قتل وسفك وإبادة للشعب الفلسطيني، وتفسير كاشف للأهوال والمجازر والسلب والنهب والتدمير الذي يقوم به جيش الاحتلال في غزة، وهنا أشير إلى دراسة بحثية مهمة للدكتورة إيمان الطيب أستاذ التلمود والعهد القديم بكلية الآداب جامعة أسيوط، أشارت فيها إلى شرائع التلمود المزيفة التي تطالبهم بقتال الأغيار وسلب حقوقهم، فالتلمود في باب دار القضاء الأعلى يتحدث عن عقوبة القصاص في القتلى ويستثني الأغيار من ذلك؛ بل ولا يذكر أي عقوبة لليهودي الذي يقتل غير يهودي فيقول التشريع: "إذا قصد يهودي قتل أحد الأغيار فقتل يهودي آخر عن طريق الخطأ يُعفى من أي عقوبة وكأنه قتل أحد الأغيار". 

كما تحث كتب التلمود على سرقة غير اليهود والاستيلاء على ممتلكاتهم وثرواتهم؛ بل وحدد لليهودي المقدار المسموح به في غش غير اليهود عند البيع والشراء، وهو ثُلث الشيء المباع، كما أباح التعاملات الربوية مع غير اليهود، وتحريمها بين اليهود وبعضهم البعض، كما تنهى كتب التلمود عن مساعدة غير اليهود في الولادة، وحرمت أيضًا معاملة غير اليهود في البيع الشراء أو الاجتماع معهم في مكان واحد أو معاشرتهم أو إعطاء الأمان لهم. 

تلك هي عقيدة القتل، وشريعة الموت التي يمارسها جيش الاحتلال في عدوانه الوحشي على غزة، لكن وعد الله حق، وسيأتي اليوم الذي نرى في اليهود آية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة