يُطلق على بعض الأشخاص لفظ مٌعاق وهو الشخص الذي لديه إعاقة في أي جزء من جسده؛ سواء تمثلت في قدم أم سمع، أو بصر أو إعاقة في المخ، وهو بالفعل مٌعاق، ولكن ليس بالمعنى الذي يعتقده الناس بأن لديه إعاقة تمنعه من تحقيق هدفه وسيره في الحياه! بل على العكس لفظ مٌعاق يعني أنه مٌعاق من المجتمع!
فالمجتمع هو الذي يعوقه عن تحقيق هدفه، والعرقلة ليست فقط بالفعل بل بالنظرة، فالكثير لديهم إعاقة ويعيشون سعداء، بل على العكس يحققون نجاحات وبطولات ولدينا العديد من النماذج التي شرفت مصر في كافة المجالات الرياضية والعلمية، ولكن هو مٌعاق من مجتمع يعوق! يعوقه عن السير نحو هدفه بل بالنظر إليه على أنه إنسان غريب! مٌعاق من المجتمع الذي يعيش فيه ويتعامل معه يوميًا، مٌعاق من مجتمع لا يستطيع الحصول على حقوقه منه! فالأعاقة لا تعوقه من تحقيق النجاح بل المجتمع هو من يعوقه!
فالإعاقة ليست كما يعتقد البعض تتمثل في جسد أيا كان نوعها، بل الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر، فالخوف إعاقة، التردد إعاقة السلبية إعاقة، فهذا بحق ما يعوق أي إنسان عن تحقيق هدفه! فالإعاقة الحقيقية تتمثل في الفكر، الفكر هو الذي يهدم المجتمع وليس الجسد! والدليل على ذلك أن هناك العديد من النماذج الرائعة في حياتنا التي استطاعت أن تتحدى الإعاقة وتضرب نموذجا رائعا للتحدي واستطاعوا أن يحققوا إنجازات لم يحققها الأشخاص السالمين! بل على العكس استطاعوا أن يضربوا أروع الأمثلة أن لا شيء اسمه مستحيل.
فالفرق بيننا وبين الغرب؛ أن الغرب عندما يجدوا شخصا تحدى الإعاقة يجعلونه قدوة بحيث يبعث الأمل والتحدي للشباب والعالم كله، كالعالم الأسترالي نيكولاس فوجيسيك الذي ولد بلا يدان وقدمان واستطاع أن يحقق العديد من الإنجازات، بل أصبح قدوة لجميع الشباب من الغرب للشرق بل أصبح يعطي أملًا وطاقة إيجابية عن طريق الندوات التي تُقام بالمدارس والجامعات حتى داخل السجون يقوم بإعطاء محاضرات للمساجين!، فالبعض يعلق حججه على ما يسمى بشماعة الظروف، فقد يَدّعون أن الفقر إعاقة، وأن ظروف البلد إعاقة، ويقتنعون بذلك، ولا يعلمون بأن هناك إناسا يعيشون في نفس الوطن وبنفس الظروف ولكنهم اتخذوا تلك الظروف طريقًا لتحقيق النجاح، واستطاعوا أن يحققوا أحلامهم.
فما أقصده وأعنيه أن من يريد تحقيق شيء مختلف يجب أن يتحدى ما يسمى بالظروف والصعاب حتى يستطيع أن يقول في يوم ما أنا فعلت شيئًا! فقد نقرأ عن حياة الكثير من الأبطال والمشاهير والعلماء، ولكن نقرأ النهاية فقط أي ما وصلوا إليه ولم نقرأ ونسمع حجم المعاناة التي عانوها هؤلاء حتى وصلوا لتلك المكانة التي طالما شاهدناهم تمنينا أن نصل إلى مكانتهم في يومًا ما، فمناسبة اليوم العالمي للإعاقة تحية لكل هؤلاء الأبطال ذوي القدرات الخاصة الخارقة لأنهم بالفعل يمتلكون قدرات أختصهم بها الله جعلهم يتميزون عن الجميع بالإرادة والعزم والمثابرة والرضا والقناعة وتحدي الصعاب والذين أثبتوا للجميع أن الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر وليس جسدا!
Email:[email protected]