خلال مشهد حضاري تقدمي ديمقراطي التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي المرشح الناجح بشعبية كاسحة لأول مرة في تاريخ مصر منافسيه الثلاثة تقديرا منه لأدائهم السياسي خلال العملية الانتخابية على النحو الذي يثري التعددية والتنوع في المشهد السياسي والديمقراطي المصري، وأكد لهم أن النجاح الحقيقي لمصر كلها تمثل في مستويات المشاركة العالية وغير المسبوقة من المواطنين في الانتخابات بما عكس وعي الشعب المصري العظيم بمسئوليته الوطنية.
إلى هنا يمكن أن نقول انتهى المشهد الانتخابي رسميًا خصوصًا عقب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات فتح باب الطعون على الانتخابات الرئاسية، ولم يتقدم أحد بالطعن، وتأتي مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية والتي يحاط بها تساؤلات على رأسها ماذا بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة؟.
أول الأمور هو الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية والرئيس عبدالفتاح السيسي مع انطلاق عام جديد لمواجهة تحديات عدة ومتشعبة؛ بعضها متجذر ومتأصل منذ سنوات خصوصًا معا بعد أحداث يناير 2011 وتحاول القيادة السياسية التصرف فيه وعلاجه بحنكة، وآخر مستجد على المستويين العالمي والإقليمي وما حل بالعالم من حروب ونزاعات واقتتال مميت وكوارث طبيعية وأزمات طبية صحية أثر بكل الأشكال على الاقتصاد العالمي والإقليمي، وهذا كله يتطلب تجديد نية الاصطفاف مع الرئيس عبدالفتاح السيسي بصورة، كما أن المشهد العام يتطلب تجديد الدماء وضخ كوادر جديدة مستعدة للعمل 24 ساعة بالمعنى الزماني.
هناك ملفات عدة أمام صانعي القرار ومتخذيها أبرزها وعلى رأسها ملف الاقتصاد والذي يحتاج إلى مرونة أكثر في التعامل مع الأزمات ورقابة من حديد على كل مسئول مهما كان مع توسيع دائرة الرقابة وإشراك المواطنين فيها، فالدولة وضعت الخطوط العريضة والإستراتيجيات، ولكن للأسف هناك حلقة أخيرة ما بين المستهلك للخدمة ومقدمها يتم فيها مغالاة واستغلال ما يؤدي إلى جنون الأسعار في بعض الأحيان.
ملف الخدمات المحلية والعمل داخل المحافظات خصوصًا المحافظات الريفية في الصعيد يحتاج أيضًا إلى إعادة النظر في بعض الأمور وهو ملف أساسي خلال المرحلة المقبلة التي بدأت بقانون التصالح على البناء والذي يعد نقطة مضيئة تنظيمية في بداية الولاية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى ضرورة توفير ما هو متاح من قبل الدولة والمجتمع المدني لحياة كريمة التي يجب أن يكون ممثلوها على رأس العمل بالمحافظات وتتاح لهم صلاحيات أكثر وذلك لتقديم خدمات مثالية بعيدًا عن البيروقراطية مع تشبيكهم أكثر داخل المجتمع المدني لتنظيم جهوده وأمواله وتحقيق الفائدة المرجوة من تبرعاته باعتبار أن حياة كريمة تمتلك التحركات والخرائط ويعمل الجميع من خلالها بصورة مركزية.
هناك ملفات عدة يجب أن تكون على طاولة القيادة السياسية خلال الفترة المقبلة وبالطبع الصحة والتعليم والتعليم العالي والبيئة على رأس تلك الملفات وسنتطرق إلى مقترحات وحلول خلال مقالات مقبلة.
* عميد أسنان القاهرة السابق