الحساسية الغذائية يعاني منها الكثير من الأفراد ويتضح أن انتشار فرط الحساسية الغذائية تكون أقل بكثير عند أشخاص يعانون من الحساسية لأحد أنواع الأغذية، ووفقا للخبراء أكدوا أن عددا كبيرا من العائلات يوجد في كل عائلة شخص واحد يعاني من الحساسية لأحد أنواع الأغذية، ولكن تختلف الإصابة بالحساسية بناء على وجود أداء غير طبيعي لجهاز المناعة ولكن توجد ردة فعل على نوع من الغذاء ليست مرتبطة بجهاز المناعة.
علاقة الحساسية الغذائية بجهاز المناعة
بداية يقول الدكتور أشرف عقبة أستاذ المناعة بجامعة عين شمس، إن الحساسية الناجمة نتيجة تناول أنواع معينة من الأغذية، ينقسم ردة الفعل غير المرغوب فيها إلى نوعين، النوع الأول منها تكون ردة الفعل على الحساسية الناجمة عن أداء غير طبيعي لجهاز المناعة، وهي تحدث نتيجة التعرض للأشياء التي تثير الحساسية وهي تؤدي لحدوث نتائج فورية مثل الانتفاخات والأورام والصدمة وحدوث بعض الأمراض المزمنة مثل التهابات الجلد.
الدكتور أشرف عقبة
والنوع الثاني من الحساسية لا يرتبط بجهاز المناعة، وهذا النوع يحدث نتيجة عدم تحمل مادة معينة ومن هذا النوع ما يعرف بحساسية اللاكتوز أو نتيجة التعرض لمواد كيميائية قد تكون موجودة في الطعام وهي تحدث مشابهة لردة الفعل نتيجة ردة فعل الجسم لمادة الكافيين.
أعراض الحساسية الغذائية
وفي سياق متصل يقول الدكتور أشرف عقبة، إن من أعراض الحساسية الغذائية، هي ظهور الحساسية لنوع من أنواع الغذاء بعد عدة دقائق من تناول الطعام وربما بعد مرور ساعات، وأعراض الحساسية الغذائية تختلف أعراضها عن غيرها من أنواع الحساسية الأخرى، حيث تظهر في حساسية الأغذية الإحمرار الموضعي، وآلام في البطن وغثيان وحكة موضعية في الجلد والعيون، وسيلان الأنف وإسهال وربما الشعور بالانتفاخ وقد يصاب المريض ببعض أنواع الصداع النصفي.
ولكن هناك بعض الأنواع الحادة التي تحدث نتيجة الحساسية الغذائية، مثل الشعور بوجود ضغط في الصدر، مع وجود إحساس بالاختناق في الحلق وزيادة سرعة نبض القلب والشعور بالدوار ربما يصل إلى فقدان الوعي.
أسباب الإصابة بالحساسية الغذائية
ومن جانبه يقول الدكتور أمجد الحداد أستاذ الحساسية والمناعة، إن من أسباب حساسية المناعة أنها تنشأ عقب وجود نشاط متزايد في جهاز المناعة خاصة بعد التعرض للبروتينات المثيرة للحساسية لأنها تحفز جهاز المناعة على العمل، والتي تؤدي لإفراز مضادات تثير خلايا أخرى في الجسم وتتسبب في إفراز مادة الهستامين ومواد أخرى، وتصل هذه المواد لمختلف أجزاء الجسم وتؤثر بشكل كبير على الجلد والقلب والتنفس والجهاز الهضمي والأوعية الدموية.
الدكتور أمجد الحداد
ولكن قد يكون الإنسان لديه حساسية من نوع معين من الأغذية والبروتينات والتي تزيد في بعض أنواع الأغذية مثل البيض والحليب والقمح وبعض انواع المكسرات وفول الصويا والأسماك، ولكن تزيد الخطورة من الحساسية الغذائية عندما يكون الإنسان مصابا ببعض الأمراض مثل الربو أو في حالة وجود نقص أو اضطراب في عمل الإنزيم اللازم لتحليل المادة الغذائية التي يعاني منها الشخص.
ويكمل، إنه قد يصل خطر حساسية الغذاء إلى وجود مضاعفات نتيجة فرط الحساسية الغذائية، حيث إنه من الممكن أن يؤدي عدم احتمال أنواع معينة من الأغذية لبعض الاضطرابات مثل الإصابة بفقر الدم، ويحدث سوء امتصاص مواد أخرى مثل الفيتامينات والحديد.
أسباب أخرى تسبب الحساسية الغذائية
وتقول الدكتورة إيمان فودة استشاري الحساسية والصدر بجامعة عين شمس، إن تناول الإنسان لطعام معين قد يترجمه الجهاز المناعي بأنه يحتوي على جزء ضار، وهذا التمييز قد يأتي بشكل خاطئ من الجهاز المناعي، ونتيجة لذلك يقوم الجهاز المناعي مباشرة بالهجوم من خلال إطلاق أجسام مضادة، لكن في المرات التالية لتناول كمية أقل من من هذا الطعام نجد أن الأجسام المضادة تستشعرها بعد ذلك وترسل إشارة إلى نظام المناعة لإطلاق مادة كيميائية في مجرى الدم.
الدكتورة إيمان فودة
كما أن الحبوب تسبب هي الأخرى الحساسية الغذائية للبعض من خلال إصابتهم بما يعرف بـ حمى الكلأ، هنا في هذه الحالة يمكن أن تؤدي أيضا بعض الفواكه والخضروات الطازجة والمكسرات والتوابل إلى وجود حساسية تسبب الوخز وحكة في الفم وقد يصل إلى تورم في الحلق، وقد تنخفض هذه الأعراض في حالة طهو هذه الأنواع السابق ذكرها.
وتكمل، إن بعض حساسية الغذاء قد تظهر مباشرة فور البدء في ممارسة التمارين الرياضية، وفي هذه الحالة قد تتسبب في حدوث طفح الجلدي ولكن يمكن التغلب على هذه المشكلة بعدم تناول الطعام قبل التمرين بساعتين على الأقل مع تجنب تناول أطعمة معينة، وفي كل الأحوال يجب خفض تناول هذا النوع من الأطعمة.