الشعب اختار الرئيس على أساس الصلاحية

22-12-2023 | 16:08

إذا رجعنا إلى الوراء قليلا خلال ما يقرب من عقد من الزمان، وتحديدًا فترة زمن حكم جماعة الإخوان، نجد أن الشعب قد نهض وعزم الأمر من نفسه، وقام بعمل توكيلات رسمية للفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة فى ذلك الوقت، على توليه مسئولية الحكم للبلاد فى ظل حكم رئيس فقد صلاحيته، إلى أن نهض الشعب نهضته الكبرى بثورته المجيدة فى 30 من يونيو عام 2013، وخلع حكم هذه الجماعة، وبالتالي فقد الرئيس شرعيته الدستورية، بناءً على ثورة شعبية لاسترداد الوطن المفقود، ثم إلى تفويض شعبي شهير للقائد عبدالفتاح السيسي عندما خرجت الجماهير تلهبها روح الحماس والوطنية، إلى جميع الميادين وذلك بتاريخ 27/7/ من نفس العام  تطالبه بالقضاء على الإرهاب، إلى أن تم تكليفه شعبيا ورسميا إلى الترشح للانتخابات الرئاسية لاختياره رئيسا للبلاد.

وبدء عهد جديد فى ظل حكم رئيس جديد اختاره الله لكي يحكم فى ملكه،  وقد فسر لنا ذلك فضيلة الإمام الشيخ الشعراوي - رحمة الله تعالى عليه - في خواطره الإيمانية من تفسيراته القرآنية، بقوله «لن يحكم أحد في ملك الله إلا بمراد الله»، ثم أصبحت النية الشعبية معقودة على اختيار قوة وطنية صالحة نابغة من نوابغ المؤسسة العسكرية، والتى يرتدى فيها ابن من أبنائها رداء الوطنية والفداء والتضحية، من أجل رفعة مجد وطنه وشعبه يجدد العهد معه، لكي يستكمل مسيرة البناء للجمهورية الجديدة.

وما زال الشعب يمدد العهد بتكليفه للرئيس عبدالفتاح السيسي، فى حمل أمانة المسئولية؛ لأنه أصلح أهلها وخير من يؤتمن عليها، وقد اتفق المصريون على ذلك فى أكبر جمعية عمومية لهم، شهدتها الانتخابات الرئاسية مؤخرًا، وبنسبة حضور 66,8% فى عدد المشاركة بأن الرئيس السيسي هو الأكفأ والأجدر والأصلح لقيادة هذا  الوطن المقدس، وقد تحققت نتيجة مجد هذا الانتصار العظيم، عندما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات فوز سيادته  بولاية رئاسية جديدة تمتد لست سنوات ميلادية، وحكم الشعب له فى نسبة حصوله على الأصوات الصحيحة تقدر ب 39 مليونا  و702 ألف و451 صوتا بنسبة 89,6%، وبذلك تكون ظهرت عبقرية المصريين وتأثر فؤاد قلبهم، بحبهم لوطنهم ومنقذه وباعث مجد أمله المنشود، والذى أجهض كل المخططات التي كانت أن تنال من وطننا الغالي، بعد أن نال ظلم وقهر هذا المخطط دول وشعوب أمتنا العربية، وسوريا وليبيا واليمن ليسوا ببعيد عنا، بعد أن هبت عليهم عواصف ظلام الخريف العربى، التى انتهكت حرماتهم واستنزفت ثراوتهم الطبيعية والتاريخية، بعد أن نهبتها دول الشر نهبا وسلكت فيها طريق الجور والعسف والطغيان.

وتعتبر الصحوة الكبرى والمشهد الاستثنائي لخروج جموع الشعب المصرى فى زخم لم يسبق له ند، إلى صناديق الاقتراع أبلغ دروس فى الوطنية لاختيار قائده المظفر، الذى كرس حياته كلها للدفاع عن وطنه وشعبه، بعد أن تنبه المصريون إلى الغرائز الشيطانية لمخطط هدم الدولة المصرية، عن طريق عصابات الكيان الصهيوني بجعل شبه جزيرة سيناء مطمعا لهم، ومحط أنظار لمرمى سهام أفكارهم  القذرة، بعد أن أصاب هذا الكيان جسد الأمة وأسوأ ما أصاب  فلسطين العربية المقدسة، بعد أن اغتصب أرضها ونكل بشعبها واستبد وطغى وسعى فى الأرض فسادا، وها هو الآن يفرض غطرسة القوة فى إبادة جماعية ومجازر وحشية، لعدوان بربري همجي غاشم على السكان الآمنين العزل فى قطاع غزة، وهذا التطور من الأوضاع السياسية والعسكرية فى منطقة الشرق الأوسط  تعتبر فى حكم التهديد المباشر  للأمن القومى المصرى، ثم المخطط الصهيونى الغربى تعاونهم إثيوبيا فى التأثير على حصة مصر من مياه النيل، وإعطاء السيطرة لهم فى التحكم في موارده المائية، إلى جانب تجدد الصراع الدولى بين أمريكا وروسيا والصين، على من يكون له الوجود الأقوى فى إفريقيا ويمتلك مفاتيح خيرات بترول الشرق الأوسط، كل هذه الأجواء تفسر بأن هناك مؤامرات وتواطؤ من جانب دول كبرى  لصالح دولة إقليمية وليدة، تم زرعها فى جسد الأمة العربية.

وبعد سردنا لكل هذه المخاطر نفهم من ذلك بأن المنطقة فى غير مأمن على الإطلاق، فى مواجهة الأطماع والأهداف غير الشريفة للدول الغربية الكبرى، التى تقوم مصالحها على حساب حضارة وثروات الوطن العربى المنهوبة بعد أن أصبحت دول حضارته  فى مهب الريح، ولهذا قد رتب الشارع المصرى من هو رجل المرحلة الذى يمتاز بالقوة والشجاعة والصدق والإيمان والإخلاص، ويحل على شعبه بالاطمئنان والسلام والأمان، القائد الملهم المحقق للآمال وللطموحات التى يصبو إليها، فمن أجل ذلك اتجهت إرادة الشعب المصري بالتعبير عن آرائها لاختيار الأصلح المطلوب لقيادة الأمة، لأنه إلزام ألزمه الدين الإسلامي الحنيف باختيار القوى الصادق الأمين، وقد استعانوا فى ذلك بقول الله تعالى فى كتابه الكريم "قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" الآية (26) من سورة القصص.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة