مع انتشار الإصابة بالأعراض التنفسية مثل السعال والعطس والتهاب الحلق وأحيانا الحمى خلال هذه الأيام، يتساءل الكثيرون حول ما إذا كان الفيروس الذي أصابهم هو فيروس كورونا أو الإنفلونزا؟
موضوعات مقترحة
ومن المعروف أن كورونا والإنفلونزا مرضان مُعديان يصيبان الجهاز التنفسي، ويحدث كلاهما بسبب الفيروسات، وبرغم أن بينهما العديد من الأعراض المشتركة، لكن قد تختلف طبيعة عدوى الإنفلونزا عن كورونا من حالة لأخرى.
فيروس كورونا والإنفلونزا
بداية تقول الدكتورة إيمان فودة أستاذ أمراض الصدر جامعة عين شمس، إن الفيروسات التي تسبب الإصابة بفيروس كورونا والإنفلونزا تنتقل بطرق متشابهة، وخاصة بين الأشخاص المخالطين لبعضهم مخالطة لصيقة، كما يمكنها الانتشار والانتقال بمعدل أكبر بين الأشخاص الموجودين في أماكن مغلقة سيئة التهوية.
وتضيف أن الفيروسات تنتقل عبر الرذاذ التنفسي أو ذرات الرذاذ المنبعثة أثناء الكلام أو العطاس أو السعال، كما يمكن أن تنتشر هذه الفيروسات أيضا إذا لمس شخص سطحا موجودا عليه أحد الفيروسات ثم لمس فمه أو أنفه أو عينيه.
أعراض كورونا والإنفلونزا
وفي سياق متصل تقول الدكتورة إيمان فودة: تتشابه كورونا مع الإنفلونزا في عدد من الأعراض مثل الحمى والسعال وكذلك وجود ضيق أو صعوبة في التنفس، مصحوبا بالشعور بالتعب والتهاب الحلق وانسداد أو احتقان الأنف، مع وجود آلام في العضلات مع الشعور بالصداع والغثيان أو القيء، ولكن يشِيع هذا لدى الأطفال أكثر من البالغين.
كما تختلف الأعراض بداية من عدم وجود أعراض أعراض خفيفة أو شديدة، لأن أعراض كورونا والإنفلونزا متشابهة، فقد يكون من الصعب تشخيص الحالة التي تعاني منها بناء على الأعراض وحدها، لذلك يمكن إجراء بعض الفحوص لمعرفة ما إذا كانت الحالة مصابة بكورونا أم بالإنفلونزا، لأن الشخص قد يكون مصابا بالمرضين معا في الوقت ذاته.
الدكتورة إيمان فودة
مضاعفات كورونا والإنفلونزا
وتضيف الدكتورة إيمان فودة أنه يمكن أن تؤدي كورونا والإنفلونزا إلى مضاعفات خطيرة مثل الإصابة بالالتهاب الرئوي ومتلازمة التنفس الوخيمة الحادة، مع وجود فشل الأعضاء والتعرض إلى النوبات القلبية وحدوث التهاب القلب أو الدماغ حتى تصل إلى السكتة الدماغية.
ولكن يمكن أن يتعافى معظم المصابين بالإنفلونزا أو من لديهم أعراض خفيفة للإصابة بكورونا في المنزل مع الراحة وشرب السوائل، ولكن البعض قد يصابون بحالات مرضية خطيرة نتيجة الإصابة بالإنفلونزا أو كورونا ويحتاجون إلى البقاء في المستشفى لأنهم قد تكون هذه الأنواع من العدوى التي أصابتهم من الأنواع المميتة.
الفرق بين فيروس كورونا المستجد والإنفلونزا
يقول الدكتور عبد الحميد هيكل، استشاري الصدر بمستشفى الدمرداش: توجد العديد من الاختلافات بين كورونا والإنفلونزا، وهذه الاختلافات تشمل الأسباب والمضاعفات والعلاجات المختلفة، وتختلف أيضًا الطريقة التي تنتشر بها كورونا والإنفلونزا، ولهما مستويات مختلفة من الشدة وبعض الأعراض المختلفة، ويمكن الوقاية منهما باللقاحات المختلفة.
أسباب الإصابة بـ كورونا والإنفلونزا
يشير الدكتور عبد الحميد هيكل، إلى أنه يختلف الفيروس المسبب للإصابة بكورونا عن الفيروسات المسببة للإنفلونزا، لأن الفيروس المسبب لأحد فيروسات كورونا هو المعروف باسم سارز كوف 2، بينما الإنفلونزا يسببها فيروسات الإنفلونزا A وB.
أعراض كورونا والإنفلونزا
تبدأ أعراض كورونا والإنفلونزا في الظهور في أوقات مختلفة، وتوجد بينهما بعض الاختلافات بوجه عام، حيث تظهر أعراض كورونا بعد يومين إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس، بينما تظهر أعراض الإنفلونزا عادة بعد التعرض للفيروس بمدة تتراوح بين يوم و4 أيام.
وحول مدى قدرة انتشار كورونا والإنفلونزا وشدتهما، وجد أن كورونا تسبب العدوى لفترة أطول وتنتشر بسرعة أكبر مقارنةً بالإنفلونزا، كما أن الإصابة بكورونا تسبب فقدان حاسة التذوق أو الشم، وتعتبر الحالات المرضية الحادة أكثر تكرارًا عند الإصابة بكورونا مقارنة بالإنفلونزا.
وقد تسبب كورونا المزيد من الحالات التي تلزمها الإقامة في المستشفى والمزيد من حالات الوفاة بين الأشخاص حتى من لم تكن لديهم أي مشكلات صحية أخرى، كما قد تسبب كورونا مضاعفات مختلفة عن الإنفلونزا، مثل جلطات الدم وحالات ما بعد كورونا ومتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال، بينما تؤدي عدوى الإنفلونزا إلى الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية أكثر من عدوى كورونا.
الوقاية والعلاج من كورونا والإنفلونزا
من بين الاختلافات الأخرى إمكانية علاج الإنفلونزا بعدد قليل من الأدوية المختلفة المضادة للفيروسات، كما توجد بعض الأدوية التي قد تساعد على تقليل حدة فيروس كورونا، كما قد يساعد الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي على الحد من احتمال الإصابة بالإنفلونزا، والتقليل من حدة أعراض الإنفلونزا وخطر حدوث مضاعفات خطيرة.
حيث يوفر لقاح الإنفلونزا السنوي الحماية من ثلاثة أو أربعة فيروسات الإنفلونزا من المتوقع أن تكون الأكثر شيوعا خلال موسم الإنفلونزا ويمكن إعطاء هذا اللقاح في صورة حقنة أو بخاخ للأنف، ومن المعلوم أن لقاح الإنفلونزا يحمي أكثر من التعرض للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الأخرى، وقد يقلل تلقي لقاح الإنفلونزا من مخاطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
لكن من الضروري إجراء فحص واختبار كورونا، حيث يمكن أن يحدد الاختبار الفيروس الذي أصاب المريض مما يساعد الأطباء على وصف العلاج المناسب، وقد يحتاج الأشخاص المصابون بحالة خطيرة من المرض بسبب أحد الفيروسين إلى البقاء في المستشفى، وهذا قد يسبب ازدحام المستشفيات، لكن يمكن أن يساعد تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا والانفلونزا على الحد من انتشار الفيروسات المسببة لكل منهما.
طرق لتجنب الإصابة بـ كورونا والإنفلونزا
وفي سياق متصل يقول الدكتور عبد الحميد هيكل، لتجنب الإصابة بفيروس كورونا يفضل الحصول على اللقاح المضاد للإنفلونزا، كما يمكن الحصول على اللقاحين معا في زيارة واحدة إذا كان موعدهما المقرر واحدا، كما يمكن اتخاذ الخطوات نفسها للحد من خطر الإصابة بالفيروسات التي تسبب كورونا والانفلونزا والحالات الأخرى لعدوى الجهاز التنفسي باتباع العديد من الاحتياطات القياسية.
ومع تجنب المخالطة اللصيقة لأي مريض أو شخص مصاب بالأعراض، مع ضرورة الالتزام بالتباعد بينك وبين الآخرين عند الوجود في المساحات العامة المغلقة، مع تجنب التجمعات المزدحمة والأماكن المغلقة سيئة التهوية، مع المداومة على غسل اليدين كثيرا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، أو استخدام معقم لليدين يحتوي على الكحول بتركيز لا يقل عن 60%.
مع ضرورة ارتداء كمامة في الأماكن العامة المغلقة أثناء تواجدك في منطقة سجلت عددا كبيرا من المصابين بفيروس كورونا الذين اضطُروا إلى المستشفى لتلقي العلاج، لأن الكمامة توفر أقصى قدر ممكن من الوقاية باستمرار، مع مراعاة أن تكون محكمة على الوجه ومريحة مع ضرورة تغطية الفم والأنف بمِرفقك أو منديل عند السعال أو العطاس، مع تجنب تجنب لمس العين والأنف والفم، مع ضرورة تنظيف الأسطح شائعة الاستخدام، مثل مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة والأجهزة الإلكترونية وأسطح الطاولات، وتعقيمها يوميا.
لكن إذا حدثت الإصابة بالإنفلونزا، يمكنك منع انتشارها عن طريق البقاء في المنزل والابتعاد عن الآخرين، والزم منزلك إلى أن تمر 24 ساعة على الأقل على زوال الحمى.