قل للذى ملأ التشاؤم قلبه
ومضى يضيق حولنا الآفاقا
سر السعادة حسن ظنك بالذى
خلق الحياة وقسم الأرزاقا
عبد العزيز الجاسر
العالم بالفعل على صفيح ساخن، ليس هناك موقع في الكرة الأرضية إلا وتدور حوله أو بداخله النزاعات والصراعات.. في أوروبا وفي آسيا وفي إفريقيا، وهذا أمر طبيعى في صراع المصالح العالمى والذى نشهده خلال هذه الفترة الزمنية الحرجة، صراع قوى صاعدة أو عائدة ترغب في السيطرة على العالم وفرض شروطها، وقوى أخرى في مراحل غروبها تحاول بيأس مستميت أن تظل هى المنفردة على القرار العالمى..
قل ثعالب، قل ذئاب، قل مصالح، فالنتيجة في النهاية واحدة أن في هذا العالم في وقتنا هذا ليس هناك مكان على طاولة حكم العالم للدول الضعيفة.
فمشاهد العدوان الصهيونى (الإسرائيلى) في قطاع غزة عار على كل منظمات حقوق الإنسان، وعار على كل من صدعنا يومًا ما بالحرية والديمقراطية والعدل والمساوة.. هذه المشاهد أثبتت للجميع من هم تجار الشعارات في العالم، وكيف تكون هذه الشعارات سيفًا مسلطًا على من لا يتبع هواهم..
ووسط هذا المحيط الملتهب بكامل حدود الدولة المصرية في الغرب الليبى ونزاع الحكومتين واحدة في الغرب وأخرى في الشرق.. وفي الجنوب وما يحدث في السودان من صراع بين جبهتين.. وفي الشرق وما يحدث في قطاع غزة من عدوان صهوينى غاشم.. محيط ملتهب على كافة حدود الدولة المصرية.
ومنذ 2011 ومصر تواجه تحديًا من نوع جديد، تحديًا تم توجيهه إلى الشعب المصرى وإلى كافة مفاصل الدولة وأجهزتها، تحديًا كان من المفترض أن يؤدى بمصر إلى غياهب مشابهة لما جرى في دول الجوار لولا حفظ الله لمصر ويقظة قواتنا المسلحة ووعى الشعب المصرى، والذى انتفض في 2013 لتصحيح المسار..
واليوم وبعد أن خرج الشعب المصرى ليؤدي واجبه الانتخابى وسط كل هذه الأحداث التى تجرى حوله نستطيع أن نؤكد وبكل فخر أن الشعب المصرى فرض إراداته وأحبط كل المحاولات التى جرت ومازالت تجرى مستهدفة إرادته وقراره..
خرج الشعب المصرى في الانتخابات الرئاسة الأخيرة بشعار رد الجميل واستكمال البناء، رد الجميل للرئيس عبدالفتاح السيسي، والذى لم يتأخر يومًا في تلبية نداء الشعب المصرى وكان في مقدمة الصفوف في 2013، ولم يتردد لحظة في اتخاذ أي قرار فيه صالح مصر وصالح أمنها واستقرارها، رغم كل ما تم إحاطته وإحاطة مشروعه (مشروع مصر) بكم هائل من الشائعات والاتهامات والتخوين.. ولكن آثر أن يقدم مصر لتكون فوق الجميع.. واستكمال البناء، واستكمال بناء ما تم من مشروعات كبرى في مختلف المجالات في الإسكان وفي الطرق والمواصلات وفي الزراعة واستصلاح الأراضى وفي الصحة وفي التعليم وفي مشروع حياة كريمة..
إن ما تحقيق خلال السنوات الماضية يجب الحفاظ عليه واستكماله وهذا ما خرج الشعب المصرى من أجله..
نعم هناك العديد من التحديات الداخلية، والتى على الحكومة أن تواجهها بما تملكه من صلاحيات، ولكن هذا لا يمنع أبدًا أن نشيد بما تم من مشروعات وإنجازات، ساهمت في تحقيق الاستقرار وتوافر السلع والخدمات، بل والحفاظ على حدود الدولة المصرية آمنة.
نعم ما زال أمام مصر العديد من التحديات على المستوى الخارجى وعلى مستوى التنمية وعلى كافة المستويات.
ولكن مع وعينا والتفافنا حول وطننا والحفاظ على هويتنا واستكمال مشروع مصر التنموى، مصر قادرة على مواجهة كل التحديات..
ولله الأمر من قبل ومن بعد
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها