لم تكن المشاركة غير المسبوقة في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي مجرد أُمنية، بل أصبحت واقعًا لمسه وعاشه كل متابع لإعجاز المواطن المصري في تصديه للتحديات، ومواجهته للصعوبات، وقهره للمستحيل.
راهنت مصر على وعي المواطنين، وأودعت مستقبلها أمانة بين أيديهم، فاختار الشعب مصر، ورفع المصريون شعار "تحيا مصر"، وسلموا أمانة الوطن إلى القائد الذي لم يخذلهم يومًا، منذ أن لبّى النداء، وتقدم الصفوف ليتحمل المسئولية، بعد أن استدعاه الشعب.
واليوم، وبعد تتويج المشهد الحضاري، الذي عاشته مصر منذ إعلان الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية 2024 في سبتمبر الماضي، وحتى إعلان النتيجة أمس.. أستطيع أن أقول بكل ثقة: نعم مصر تستطيع.. والجمهورية الجديدة لم تعد حلمًا نسعى إليه، بل واقع نفخر به ونعيشه.
اختار المصريون المستقبل، وراهنوا على الجمهورية الجديدة، التي أرسى قواعدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي كان على العهد والوعد دائمًا، وحرص بعد إعلان النتيجة على توجيه الشكر للشعب، وقال بالحرف الواحد: "إن اصطفاف المصريين وتصويتهم في الانتخابات الرئاسية رسالة رفض للحرب اللاإنسانية على الحدود الشرقية لمصر، وليس مجرد تصويت لانتخاب رئيس جديد... أشكر كل المصريين المشاركين في هذا الحدث المهم في ظل الظروف والتحديات الراهنة، وفي مقدمتها الحرب الدائرة على حدودنا الشرقية، والتي نبذل كل الجهود من أجل وقفها".
ويعكس تعاهد الشعب مع القائد، وتجديد الثقة، وعيًا كبيرًا، وانتماءً راسخًا لهذا البلد، قال عنه الرئيس: "أدرك يقينًا حجم التحديات التي مررنا بها، وما زلنا نواجهها، كما أؤكد إدراكي بأن البطل في مواجهة هذه التحديات هو المواطن المصري العظيم، الذي تصدى للإرهاب وعُنْفه، وتحمل الإصلاح الاقتصادي وآثاره، وواجَهَ الأزمات بثبـات ووعي وحكمة".
وبعد المظهر الحضاري في الانتخابات التاريخية، جاء دور العمل من أجل مصر، وهو ما قال عنه الرئيس السيسي: "أجدد تعهدي بأن نبذل معًا كل جهد لنستمر في بناء الجمهورية الجديدة، التي نسعى لإقامتها، وفق رؤية مشتركة، تجمعنا دولة ديمقراطية تجمع أبناءها في إطار من احترام الدستور والقانون، وتسير بخطوات ثابتة نحو الحداثة والتنمية، قائمة على العلم والتكنولوجيا، محافظة على هويتها وثقافتها وتراثها، تضع بناء الإنسان في مقدمة أولوياتها، وتسعى لتوفيـر الحياة الكريمة له، تمتلك القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية، التي تحافظ على أمنها القومي، ومكتسبات شعبها.. هذه مصر، التي نحلم بها جميعًا".
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول إن مصر قدمت للعالم نموذجًا غير مسبوق من التجربة الديمقراطية، وظهر وعي الشعب، وحرصه على وطنه، وإدراكه لمدى الخطورة التي تحيط به في هذه الفترة الحساسة من تاريخ المنطقة بأكملها، وهو ما عبر عنه الرئيس عندما قال: "هؤلاء هم المصريون، الذين يحدوهم الأمل في بناء وطن عظيم، وسأكون صوتهم جميعًا، مدافعًا عن حلمهم لمصر، وسنستكمل حوارنا الوطني.. بشكل أكثر فاعلية وعملية، مستفيدين من تلك الحالة الثرية، التي شهدتها العملية الانتخابية، وهو ما أفرز تنوعًا في الأفكار والرؤى، ناتجًا عـن تنوع المرشحين واتجاهـاتهم السياسية".
إن آمالنا كبيرة في أن نتجاوز هذه الظروف العصيبة، وأن يظل وطننا آمنًا، مستقرًا تحت قيادة الزعيم، الذي لم يفقد الأمل يومًا، في أن مصر ستأخذ مكانها الطبيعي بين الأمم المتقدمة.. وتحيا مصر.