من المؤكد أن هناك وجهًا آخر للعملة، ربما يدخره طالع عام التنين، القمري 2024، من مفاجآت، وقد تقع تهديدات وجودية، مما دفع بالميديا اليابانية لطرح السؤال عما إذا كانت السنة المقبلة، ستجلب الخير والحظ للبشر أم ستنفث نيرانها؟
في اليوم نفسه - الذي جرى فيه نشر مقالي في "بوابة الأهرام" الغراء تحت عنوان، تنين 2024 أمام خيارين إما السلام أو الدمار - أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيا قصير المدى، ألحقته - بعد ساعات - بإطلاق صاروخ باليستي آخر طويل المدى، يرجح أن مداه يصل إلى 15 ألف كيلو متر بما يغطي كل الأراضي الأمريكية.
عام التنين 2024 سوف يبدأ رسميًا في 10 فبراير المقبل، وينتهي يوم 28 يناير 2025، وتجري الاستعدادات لاستقباله بمظاهر احتفالية صاخبة تتضمن عروض التنانين الراقصة والزينة والألعاب النارية والمسيرات بالعديد من الدول الآسيوية.
سبب تمييز عام التنين أكثر من 11 برجًا آخر يشملها علم الفلك الصيني، إنما يعود لما يرمز له من قوة وسلطان، وقدرات أسطورية خارقة للتحكم في المياه والأمطار والأعاصير، وبالتالي، من المفترض أن يجلب الحظ والثروة مع توفير فرص للنمو والتجديد، غير أنه - في الوقت نفسه وبأسف - قد يصبح محملًا بالتحديات والحروب.
التحديات ماثلة رؤيا العين بمشهد الأحداث، بل وبتهديدات وجودية، لم يسبق لها مثيل في مناطق عدة من خارطة العالم، بدءًا مما يحدث بأوكرانيا، ومرورًا بحرب الإبادة الجماعية بفلسطين، وبتهديد حركة الملاحة بالبحر الأحمر، وبحالة عدم الاستقرار والأمن بالمحيطين الهادئ والهندي، ووصولًا إلى عقر الدار الأمريكي.
تهديد كل أراضي الولايات المتحدة وأقرب حلفائها بضربة نووية وقائية ظهرت ملامحه – بكل وضوح وللمرة الثالثة على التوالي - عندما كشفت كوريا الشمالية صباح يوم أمس - الإثنين - عن إطلاق صاروخ باليستي من الفئة العابرة للقارات -هواسونج- 18- يزيد مدى تحليقه على 15 ألف كيلو متر، ويمكن تزويده برأس حربي نووي، وبالتالي ستصبح كل الأراضي الأمريكية - بأكملها - تحت نطاقه.
وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، حضر الزعيم كيم جونج أون عملية إطلاق الصاروخ، الذي وصل أقصى ارتفاعه 6518 كيلو مترًا وحلق لمدة 73 دقيقة ولمسافة 1002 كيلو متر، وسقط - غربي جزيرة هوكايدو - في بحر اليابان/الشرقي.
نسبت الوكالة للزعيم كيم قوله: "إن إطلاق الصاروخ يمثل عرضًا عمليًا للقدرات الضاربة الهائلة والردع النووي، الذي تمتلكه القوات المسلحة لكوريا الديمقراطية، مما سيبعث برسالة واضحة، إلى القوات المعادية وللطموح الشرير للإمبرياليتين".
كوريا الشمالية قامت بسلسلة من اختبارات الصواريخ الباليستية العام الماضي، 2022، وواصلت إجراء اختبارات أسلحة جديدة طوال العام الحالي، 2023، بما في ذلك إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات، من طراز هواسونج-18، الذي يعمل بالوقود الصلب، في شهري أبريل ويوليو الماضيين.
أيضًا، صعد الشطر الكوري الشمالي تهديده النووي من خلال تعديل الدستور في شهر سبتمبر الماضي، لينص على سياستها لبناء القوة النووية، ودشن أول غواصة نووية، وأول قمر صناعي للتجسس العسكري في يوم 21 نوفمبر الماضي.
في تعليقه على إطلاق الصاروخ الباليستي، عابر القارات الكوري الشمالي، هواسونج-18، يقول الخبير العسكري الروسي، أليكسي ليونكوف: "إن بيونج يانج تعمل لزيادة قدراتها على شن ضربة وقائية ضد الولايات المتحدة، وأن واشنطن تفهم ذلك جيدًا، ولذلك، أظهر الجانب الأمريكي – مؤخرًا - ضبط النفس الشديد".
وفيما جددت واشنطن تحذيرها لبيونج يانج من أن أي هجوم نووي على الولايات المتحدة وحلفائها، وتحديدًا، كوريا الجنوبية واليابان، سيقابل برد سريع وساحق وحاسم، وإلى نهاية نظام كيم جونج أون، رست الغواصة الأمريكية، ميسوري، التي تعمل بالطاقة النووية بميناء بوسان الكوري، بعد مرور نحو 3 أسابيع من وصول غواصة مماثلة، يو إس إس سانتافي، إلى ميناء جيجو في 22 نوفمبر.
الرد السريع والساحق والحاسم عبر عنه وزير دفاع كوريا الجنوبية، شين وون-سيك بقوله: إن سول وواشنطن تدرسان خيارين لنشر المزيد من الأصول الإستراتيجية الأمريكية والتدريبات من أجل "قطع رأس" القيادة الكورية الشمالية إذا واصلت استفزازاتها".
هكذا، تتهيأ الأنظار، لاستقبال تنين 2024 بشرق أسيا!!
[email protected]