بعد فوز ساحق ونسبة مشاركة شعبية غير مسبوقة جاءت كلمة الرئيس السيسي اليوم حاملة من الرسائل والتعهدات ما يبشر بمرحلة جديدة من العمل الوطني خلال ولايته الجديدة التي تمتد لست سنوات قادمة وترسم ملامح مهمة لحكم الرئيس السيسي في الولاية الجديدة.
ولعل أبرز ما حرص عليه الرئيس في خطاب الفوز هو تأكيده على مجموعة الثوابت وحزمة استكمال الإنجازات التي بدأها خلال السنوات المقبلة لبناء الجمهورية الجديدة، وتلك مهمة قومية وهدف في غاية الأهمية لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب المصري الذي اختار الاستقرار والتنمية الشاملة، في مشهد كان محل تقدير واحترام من دول العالم التي تابعت بإعجاب يصل إلى حد الانبهار بأداء الشعب وحرصه على التصويت في الانتخابات الرئاسية.
وفي تقديري أن إشارة الرئيس السيسي في خطابه إلى أنه سوف يعمل على استكمال الحوار الوطني بآليات قوية تعد رسالة قوية من الرئيس على حرصه على استكمال مسيرة الإصلاح السياسي وترسيخ مبادئ الديمقرطية والحرية وفتح المجال أمام كل القوى الوطنية في المشاركة بفعالية في النهوض بقضايا المجتمع خصوصًا أن الحوار الوطني خلال الفترة الماضية وما أسفر عنه من مخرجات كان محل رضا عام من الشعب، وترحيب شديد من القوى الوطنية والحزبية، وعكست إرادة وطنية في المشاركة ليس فقط في ملفات الإصلاح السياسي؛ بل في كل ملفات العمل الوطني.
ويقينًا أن مصر التي تواجه تحديات جسامًا تصل إلى تهديد الأمن القومي خصوصًا على الحدود الشرقية، وما يجري من عدوان ممنهج على غزة، بات يهدد أمن مصر، يتطلب اصطفافًا وطنيًا خلف القيادة السياسية لدرء هذا التهديد، إذ اعتبر الرئيس السيسي في خطابه اليوم أن في مقدمة الرسائل التي خرجت للعالم من حشود الناخبين هي تجديد التأكيد على حماية الأمن القومي المصري الذي تهدده تلك الحرب الوحشية.
ولم ينس الرئيس في خطاب الفوز أن يؤكد أيضًا أنه ابن من أبناء الوطن الذين نشأوا في الحارة المصرية قبل أن يكون ابنًا من أبناء القوات المسلحة، وهي كلمات تحمل معاني وتعهدات كثيرة يعلمها القاصي والداني؛ لأن في العرف والثقافة المصرية، فإن ابن البلد يمتاز بالإخلاص والعمل والوفاء لأهله، وكونه أيضًا ابنًا للمؤسسة العسكرية، فهو أيضًا يتحلى بالإرادة والقوة والغيرة في حماية الأمن القومي والدفاع عن تراب الوطن.
هكذا حدد الرئيس السيسي ملامح ولايته الجديدة في خطاب الفوز؛ دولة منتجة قوية تستكمل بناء الجمهورية الجديدة وتفتح أبواب الأمل أمام أجيال جديدة من الشباب الذي يتوق لمستقبل جديد تتحقق فيه آماله وأحلامه وطموحات شعب أيضًا، كما قال عنه الرئيس اليوم تصدى للإرهاب وتحمل عناء الإصلاح الاقتصادي واستكمل: "سأكون صوتهم جميعًا"، ربما تكون هناك تحديات كبيرة تواجه مصر إلا أن إرادة الحلول والتصدي للمشكلات تعد خير ضمانة لمستقبل مشرق ينتظر كل المصريين.
إنه ميثاق جديد بين الشعب والرئيس