منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين فى السابع من أكتوبر الماضى، تبدل حال العالم كله من هول ما شهده من جرائم حرب فى حق المدنيين الأبرياء، هم جميعاً من الشهداء الذين استباح العدو الفاجر دماءهم.
ما بعد الحرب ليس كما قبلها، صحيح أن التضحيات لا تُعوض وتفوق كل وصف، إلا أن صفحة جديدة تُكتب فى التاريخ، صفحة بيضاء تنتظر ما سنكتبه فيها نحن البشر المعاصرين لكل هذا الجرم فى حق الإنسانية، نتألم ونحزن ونساند وننادى من أجل استعادة قيم النبل والرقى الإنسانى التى لطالما تصورنا أننا قد أرسيناها بعد عصور من التقدم ليقاس بها مدى تطور الأمم، إلا أن ما عايشناه خلال شهر واحد من الحرب قد أثبت بلا ذرة شك كم كنا واهمين، فقد تحولت وتبدلت وتهاوت مواقف الكثيرين ممن تشدقوا بشعارات السلام والعدالة لنجدهم يتضامنون اليوم مع العنف وروح الانتقام، حتى ولو على حساب مدنيين وأطفال أبرياء!
ما نعيشه هو تجسيد حى للظلم والظلام، ننتظر وقف إطلاق النار، وسوف تليه صفحة بيضاء تنتظرنا لنسطر مصير هذا العالم ومستقبله، صفحة تحدق فينا بعينين ذاهلتين، فما جرى لم يكن ليخطر ببال!
هذا الاختبار الصعب هو قدرنا المحتم علينا، ولنعبره بسلام دون أن نخسر أنفسنا لا خيار أمامنا سوى استعادة قدرتنا على التسامح، وشحذ كل قوانا للانتصار للإنسانية أولاً، قبل أى اعتبار أو انتماء!
كن رحيماً، كن صامداً، كن عطوفاً، كن صادقاً.. كن إنساناً!