تكنيكات مكافحة الحشائش فى الأراضى المستصلحة

18-12-2023 | 11:59
تكنيكات مكافحة الحشائش فى الأراضى المستصلحةمكافحة الحشائش
فريد همودى
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

تخطو مصر بخطى ثابتة نحو استصلاح الأراضى الجديدة لزيادة الرقعة الزراعية، وسد الفجوة الغذائية، وتشجع القيادة السياسية الاستثمار الزراعى، من خلال تقديم تسهيلات وتيسيرات للمستثمرين فى القطاع، ومن أهم العوامل التى يجب أن نراعيها فى الزراعة هى الحشائش لأنها تعتبر من أهم عوائق الإنتاج الزراعى، بسبب تأثيرها المباشر وغير المباشر على الثروة الزراعية، حيث تسبب الحشائش أضراراً كثيرة.. لذا نتعرف من خلال هذا التقرير عن أسباب انتقال الحشائش للأراضى المستصلحة حديثاً والتعامل الأمثل فى مكافحتها..

أكد الأستاذ الدكتور عبده عبيد مدير المعمل المركزى لبحوث الحشائش بمركز البحوث الزراعية، أن  الحشائش تزاحم المحاصيل الزراعية وتنافسها على مقومات الحياة، مثل «الماء والغذاء والضوء والمكان»، مما يؤدى إلى خفض إنتاجيتها وجودتها، بالإضافة أن الحشائش تعد بيئة مناسبة لإيواء الحشرات والأمراض والقوارض، وتسبب مكافحة الحشائش زيادة تكاليف عمليات استصلاح الأراضى الجديدة.

حولية ومعمرة

وقال مدير المعمل المركزى لبحوث الحشائش، إنه يجب تجنب انتشار الحشائش بأنواعها المختلفة سواء حولية أو معمرة فى الأراضى حديثة الاستصلاح، من خلال عدم نقل تربة من مناطق موبوءة ببذور الحشائش إلى مناطق خالية، استخدام أسمدة تامة التحلل، حتى لا تكون سبباً فى نقل العديد من بذور أو أجزاء الحشائش، وبالتالى مصدر لانتشارها، ويجب استخدام تقاوى معتمدة منتقاة خالية من بذور الحشائش، وفى حالة استخدام تقاوى المزارعين يجب غربلتها قبل زراعتها.

وشدد عبيد، على زراعة المحاصيل ذات القدرة التنافسية العالية للحشائش حتى يمكن أن تتغلب عليها، استخدام المكافحة المتكاملة للحشائش عند ظهورها، والتى تتمثل فى حرث الأرض جيداً مع إزالة بقايا الحشائش، واستخدام طرق الزراعة التى تسهل من التغلب على الحشائش، مثل الزراعة بالتسطير أو على خطوط، والزراعة بمعدل التقاوى الموصى بها لزيادة القدرة التنافسية للمحصول.

وأضاف مدير المعمل المركزى لبحوث الحشائش، أن استخدام طرق الرى الحديثة يقلل من انتشار الحشائش، ويجب عدم رعى المواشى والأغنام وانتقالها من الحقول المصابة إلى الحقول النظيفة، لأن بذور الحشائش تنتقل عن طريق روثها، ويجب أيضاً استخدام مبيدات الحشائش المعتمدة والموصى بها من قبل لجنة مبيدات الآفات الزراعية، ومراعاة استخدام المبيد المتخصص على المحصول بالمعدل المناسب وفى الميعاد المناسب، واستخدام آلات الرش المناسبة لمكافحة الحشائش.

مشكلة خطيرة

وكشف عبيد، أن الحشائش تشكل مشكلة خطيرة على أراضى الاستصلاح الجديدة, والسبب فى ذلك يرجع إلى زيادة أنواع الحشائش الموجودة، وكذلك أعدادها؛ لأن تلك الحشائش تشمل الحشائش الصحراوية الموجودة أصلاً بالمنطقة، بالإضافة إلى تلك الواردة مع السماد العضوى الوارد من الأراضى القديمة محملاً بملايين البذور الخاصة بحشائش الوادى, بالإضافة إلى سهولة انتشار الحشائش المعمرة مثل النجيل والحلفا والسعد فى تلك الأراضى الخفيفة، ويمكن مكافحة هذه الحشائش سواء بالطرق الميكانيكية أو الطرق الكيماوية، مضيفاً أن المكافحة عن طريق العزيق يعطى نتائج جيدة فى مكافحة الحشائش الحولية ونادراً ما يعطى نتائج جيدة مع الحشائش المعمرة, مما يستلزم ضرورة استخدام مبيدات الحشائش المتخصصة فى مكافحتها.

وأضاف عبيد، أن الحشائش الحولية هى التى تتم دورة حياتها خلال موسم زراعى واحد شتوى أو صيفى، ومنها الحشائش الحولية عريضة الأوراق الشتوية ويتم إنبات بذورها فى الخريف ونموها الخضرى فى الشتاء ويكتمل نموها الثمرى قبل الدخول فى الصيف، وهناك الحشاش الحولية عريضة الأوراق الصيفية ويتم إنباتها فى الربيع ونموها الخضرى فى الصيف وتثمر وتنضج قبل الدخول فى الشتاء، وهناك الحشائش الحولية الضيقة الشتوية والصيفية، مضيفاً: أن هناك حشائش ثنائية الحول التى تتم دورة حياتها فى سنتين تنمو خضرياً، وتخزن المواد الغذائية فى السنة الأولى، وفى السنة الثانية تزهر وتكون البذور مثل الشوك وخس البقر والجزر البرى.

وقال إن الحشائش المعمرة تمكث بالتربة من سنة وتزيد على الثلاث سنوات متى توافرت ظروف النمو لها وهى صعبة المكافحة، حيث إنها تتكاثر بأكثر من طريقة فقد تتكاثر بالبذرة أو الريزموات أو الأبصال أو الدرنات أو الجذور الزاحفة، وتنقسم إلى حشائش معمرة عريضة الأوراق، وحشائش المعمرة ضيقة الأوراق، ويجب مراعاة الأسس العامة لمكافحة المتكاملة للحشائش، واختيار وسائل المكافحة المختلفة، من مكافحة زراعية وميكانيكية وحيوية وكيماوية، للتخلص من الحشائش وتقليل انتشارها ومنع منافستها للمحاصيل المصاحبة لها.

تختلف جوهرياً

وأكد مدير المعمل المركزى لبحوث الحشائش، أن سلوك مبيدات الحشائش فى الأراضى الرملية تختلف جوهرياً عنها فى الأراضى الثقيلة لعدة أسباب منها على سبيل المثال:

 - القدرة الادمصاصية للأراضى الرملية منخفضة بسبب انخفاض محتواها من المادة العضوية وأيضاً انخفاض نسبة الطين بها, ومن ثم انخفاض قدرتها على ادمصاص جزئيات مبيدات الحشائش على حبيبات هذه التربة، مما يؤدى لزيادة الكمية المفقودة من مبيد الحشائش عن طريق غسيلها من التربة مع مياه الرى، وبذلك ممكن أن تصل بتركيزات عالية إلى منطقة بذور أو جذور نباتات المحصول، والتى قد تكون حساسة لهذا المبيد "تلغى صفة الاختيارية لهذا المبيد"، وعندئذ ممكن أن تسبب عدم إنبات بذور المحصول وقت الزراعة, أو قد تسبب سمية نباتية للبادرات النامية، ويمكن التغلب على هذه المشكلة بتقليل الجرعة الموصى بها من مبيد الحشائش، وكذلك اختيار المبيدات قليلة الذوبان فى الماء، وكذلك اختيار المبيدات الأقل سمية لهذا المحصول "ذات مدى أمان واسع".

 -  ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض نسبة الرطوبة فى المناطق الصحراوية سوف يؤدى لزيادة الفقد من مبيدات الحشائش عن طريق التطاير خصوصا تلك المبيدات ذات الضغط البخارى المرتفع, ومن ثم يجب الحذر عند استخدام تلك الأنواع, وإذا كان لابد من استخدامها، فيجب على الأقل تطوير طرق تطبيقها، بحيث نقلل الفقد إلى الحد الأدنى، فمثلاً عند تطبيق مبيد عالى التطاير فيجب تقليبه فى التربة فوراً بمجرد رشة، بالإضافة إلى رى الحقل المعامل بأسرع وقت.

-  ارتفاع شدة الضوء فى المناطق الصحراوية سوف يؤدى إلى زيادة فقد المبيد عن طريق التحطم الضوئى، مما يستلزم سرعة الرى بعد المعاملة بمبيد الحشائش مباشرة أو سرعة تقليبه داخل التربة بعد التطبيق مباشرة باستخدام الدسك مع مراعاة أن يكون الخلط فى الطبقة السطحية من التربة "3 - 5 سم".

 -   نشاط الأحياء الدقيقة فى التربة الرملية سوف يكون قليلاً بالمقارنة بأراضى الوادى الخصبة الغنية بالمواد العضوية, وبالتالى صعوبة تحطيم مبيدات الحشائش بالتربة بواسطة تلك الأحياء الدقيقة، وبذلك تظل لفترة طويلة بالتربة، كما هى بدون تحطم وبذلك ممكن أن يكون لها أثر باقٍ طويل وضار للمحاصيل اللاحقة، لذلك لابد من النظر بعين الاعتبار للمبيد الذى تختاره تحت هذه الظروف، وكذلك المحصول الذى سيزرع بعد ذلك، وكذلك فترة بقاء المحصول الحالى فى التربة المعاملة.

-  المحاصيل التى تنمو فى الظروف القاسية "ارتفاع درجة الحرارة, ونقص الرطوبة والمواد الغذائية" فهى دائماً تنمو تحت ضغط وبذلك تصبح أكثر حساسية لكثير من مبيدات الحشائش, ولذلك يجب الحذر الشديد فى اختيار المبيد المناسب، وكذلك استخدامه بالجرعة المناسبة.

-  طريقة الرى فى مناطق الاستصلاح الجديدة تختلف عنها فى الوادى, حيث يستبدل الرى السطحى بالرى بالرش سواء باستخدام البيفوت أو السيدرول, أو الرى بالتنقيط مما يتيح إضافة مبيد الحشائش مع مياه الرى, وبناء عليه يمكن اختيار مبيدات حشائش ذات خواص طبيعية وكيماوية معينة تتمشى مع الطريقة الجديدة للتطبيق.

وشدد مدير المعمل المركزى لبحوث الحشائش، على أن طرق تطبيق مبيدات الحشائش فى المناطق الصحراوية لابد وأن تتغير أيضاً لتتمشى مع الظروف الجديدة, ولقد أمكن فعلاً استخدام آلات رش تستهلك أقل كمية ماء للفدان " 20 لتر ماء للفدان" وفى نفس الوقت تعطى أفضل توزيع متجانس لمحلول الرش، وكذلك تخفيض الجرعة المستخدمة بنسبة 50 % ويتمثل ذلك فى استخدام باشبورى الحجم الصغير جداً VLV , أو استخدام الميكرون هربى (MICRON HERBI) أو استخدام وحدات الميكروماكس (MICROMAX) وبذلك يمكن تقليل حجم الماء اللازم لعملية الرش. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: