موضوعات مقترحة
- "السيسى" أعاد الحياة لمشروع توشكى بعد توقف 17 عاماً
- استصلاح وزراعة 400 ألف فدان بتوشكى انجاز حقيقى
- "توشكى" مشروع الخير لمصر توفر 50 ألف فرصة عمل حقيقية فضلا عن ملايين الأطنان من المحاصيل الإستيراتيجية
- القوات المسلحة تنجح فى خلال 4 سنوات من إنشاء أكبر مزرعة للتمور فى العالم وإنشاء أكبر محاجربيطرية ومجازر فى جنوب مصر
تعد توشكى أحد أهم المشروعات القومية العملاقة فى القطاع الزراعى، والذى يهدف لزيادة الرقعة الزراعية لتحقيق طفرة فى الانتاج الزراعى، بتوفير العديد من المنتجات الزراعية المختلفة عالية الجودة لمواجهة الفجوة الغذائية، وتدعيم الأمن الغذائى، وزيادة الصادرات الزراعية، وتوفير الآلاف من فرص العمل، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة للخروج من الوادى الضيق، وقد تمت اعادة الحياة لهذا المشروع من جديد بناءاً على تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى قائد مسيرة البناء والتنمية على أرض مصر، والذى وجه بتحديد المشاكل التى تعوق المشروع والعمل على حلها والتغلب عليها لاستكماله، لينطلق مشروع توشكى فى اطار نهضة تنموية شاملة ويأخذ مصر فى طريقه للنجاح ويصبح منطقة جذب للاستثمار الزراعى والتصنيعى.
لقد حققت الشركة الوطنية لاستصلاح الأراضى التابعة للقوات المسلحة إنجازاً فاق المتوقع باستصلاح واستزراع 320 ألف فدان من المساحة المستهدفة بالمشروع على فرع ( 4 ) الذى توقف به العمل سابقاً وذلك فى غضون 4 سنوات فقط، لتصل المساحة المزوعة فى توشكى حالياً لحوالى 400 ألف فدان، ليس ذلك فحسب بل تحول الهدف إلى الوصول لاستصلاح واستزراع 700 ألف فدان.
ويروى لنا شاهد على العصر قصة كفاح مشروع توشكى مع الصعوبات التى واجهته، وكيف كانت الانطلاقه، والواقع الفعلى للمشروع، وماتم به من انجازات.. فى حديثه لـ "الأهرام الزراعى" وهو الدكتور على اسماعيل أستاذ الأراضى والمياه بمعهد بحوث الأراضى والمياه بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، والمشرف على مشروع توشكى ورئيس محطة بحوث توشكى (الأسبق) ورئيس هيئة التعمير والمشروعات الزراعية (الأسبق).
حدثنا عن بداية مشروع توشكى وأسباب تعثره ؟
يعتبر مشروع توشكى من أكبر المشروعات القومية الزراعية فى مصر، وكان يهدف إلى زراعة 540 ألف فدان على بحيرة ناصر (أكبر بحيرة فى العالم) على 4 فروع، بحيث يضم فرع (1) نحو 120 ألف فدان، وفرع (2) نحو 120 ألف فدان أيضاً، وفرع (3) نحو 100 ألف فدان، وفرع (4) نحو 220 ألف فدان، مضيفاً وقد بدأ المشروع مع بداية دخول المياه لمفيض توشكى عام 1997 وكان يهدف إلى استصلاح هذه المساحة فى جنوب الوادى على حدود مصر الجنوبية من خلال الشركات الاستثمارية الكبرى، وشملت شركات مصرية وخليجية على فروع ( 1 ) ، ( 2 ) ، ( 3 ) إلا أن فرع ( 4 ) توقف العمل به لوجود صخور وجرانيت فى مسار الفرع، واستمرت الشركات فى الاستصلاح على فرعى (1) ، (2) لمساحة 80 ألف فدان، مشيراً وهى نسبة لاتذكر بالنسبة للحجم الاجمالى للمشروع والذى كان مخطط الانتهاء من استصلاح وزراعة كامل مساحته فى عام 2010، وللأسف لم يغطى المشروع المستهدف منه مما أدى إلى رد فعل سيىء لدى المصريين واعتباره مشروع فاشل.
ومتى بدأت نقطة تحول المشروع للسير فى المسار الايجابى لتحقيق أهدافه؟
عندما أعاد الرئيس السيسى الحياه لهذا المشروع فى عام 2014 بعد توقفه، بأن وجه باستصلاح واستزراع الأراضى التى لم تستصلح فى توشكى لسد احتياجات مصر من المحاصيل الاستراتيجية من القمح والذرة، وبالفعل تم سحب الأراضى التى لم يتم زراعتها من الشركات التى لم تلتزم بالخطة وتحقيق المستهدف من المشروع، كما أصدرت القيادة السياسية توجيهاتها لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة بالعمل فى المشروع وتم إسناد الأراضى له، وقد قام باستصلاح باقى المساحة المستهدفة، كما قام بإنشاء أكبر مزرعة للتمور فى العالم من الأصناف الممتازة من النخيل، حيث تم زراعة 1.5 مليون نخلة، وجارى الوصول إلى زراعة 2.5 مليون نخلة لانتاج أجود أنواع التمور.
وكشف أن توشكى حتى عام 2014 كانت اجمالى المساحة المزروعة فيها 80 ألف فدان فقط، مشيراً أما الآن ونحن فى عام 2023 ومع بداية الموسم الزراعى الشتوى نجد هناك أكثر من 400 ألف فدان مزروعة فى توشكى من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والشركات التابعة للدولة (شركة جنوب الوادى وشركة الراجحى السعودية وشركة الظاهرة الامارتية) وهى من قامت باستصلاح وزراعة 80 ألف فدان وظلت هذه المساحة ثابتة لنحو 17 عام تقريباً، إلى أن قامت القوات المسلحة متمثلة فى (الشركة الوطنية) التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية باستصلاح 320 ألف فدان من المساحة المستهدفة بالمشروع فى غضون 4 سنوات فقط وتقوم حالياً بزراعتها.
وكيف جاءت بداية الانطلاق لإحياء هذا المشروع العملاق من جديد؟
عندما تم وضع المشروع ضمن خطة البرنامج الرئاسى لزراعة 4.5 مليون فدان، حيث أولى الرئيس السيسى اهتماماً كبيراً بالمشروع ليولد من جديد، وقد جاء المشروع فى إطار خطة الدولة لتوسيع رقعة المساحة المعمورة من 5% إلى 25% من مساحة مصر بكل ما يترتب عليه من آثار ديموجرافية واقتصادية واجتماعية، وتم تحديد عام 2017 كموعد للانتهاء من المشروع، وقد كان الهدف الأول من تدشين هذا المشروع هو استصلاح واستزراع 540 ألف فدان حول منخفضات توشكى، وذلك من خلال تخصيص هذه الأراضى لمستثمرين وشركات تابعة للدولة، إلا أن الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة هى التى تولت بعد ذلك إدارة الأراضى بتوشكى، لاستصلاح وزراعة آلاف الأفدنة، وتحول الهدف إلى الوصول لاستصلاح واستزراع 700 ألف فدان بعد إضافة فرع (4) ومناطق حول منخفضات توشكي، وقد قامت وزارة الرى بإنشاء البنية القومية للمشروع على مساحة 350 ألف فدان.
ماهو الواقع الفعلى لمشروع توشكى الآن؟
لقد حققت الشركة الوطنية إنجازاً فاق المتوقع باستصلاح واستزراع فرع 4 الذى توقف به العمل سابقاً، بتفجير 9 كيلو متر من الجرانيت فى مسار الفرع، وحالياً نتحدث عن استصلاح أكثر من 400 ألف فدان تمت زراعتها فى توشكى، وهذا يعنى انجاز نحو 85% من المستهدف من اجمالى حجم المشروع، ومن المنتظر الوصول الى انجاز 150% من مساحة المشروع، بعد استهداف الوصول لاستصلاح واستزراع 700 ألف فدان بعد إضافة فرع (4) ومناطق حول منخفضات توشكى.
ولفت إلى أن المساحة المستهدفة تنتج حوالى مليون طن من القمح لسد جزء من الفجوة الغذائية من المحاصيل الاستراتيجية، واستكمال سد الفجوة من الذرة والمحاصيل الزيتية كفول الصويا ودوار الشمس، كما تم إنشاء أكبر محاجر ومجازر فى جنوب مصر لإنتاج اللحوم السودانية، حيث كان المستهدف أن يخصص جنوب الوادى لاستيراد اللحوم من السودان وأن يكون الحجر فى هذه المنطقة كأكبر محاجر فى افريقيا، فضلاً عن إنشاء أكبر مزرعة للتمور فى العالم من أجود الأصناف الممتازة.
كما تم إنشاء البنية التحتية بالكامل من ترع وكهرباء وطرق وخدمات، بالإضافة إلى إقامة مشروع إسكان توشكى بمدينة توشكى الجديدة، حتى وصل عدد العاملين فى المشروع لما يقرب من 50 ألف من العمالة المباشرة.
كيف ترى مشروع توشكى الآن؟
مستقبل مصر للاستثمار الزراعى فى الخير والنماء، حيث يعتبر مشروع توشكى من أهم المشروعات الزراعية فى جنوب مصر، خاصة بعد إضافة مساحات زراعية جديدة فى الفترات الماضية لزيادة الرقعة الزراعية لتصبح أراضى زراعية جاهزة للاستغلال الأمثل، كما أنه يحقق طموحات الشباب فى توفير فرص عمل حقيقية لهم، خاصة أنه تم تنفيذه بغرض استصلاح واستزراع وخلق مجتمعات عمرانية جديدة، كذلك نرى أن الحياة تغيرت عما كانت من قبل فعندما نذهب لتوشكى حالياً سنرى سيارات النقل على طول الطريق من أبوسمبل حتى توشكى تقوم بنقل كميات هائلة من المنتجات الزراعية.
ماهى الخطة المستقبلية لمشروع توشكى؟
تستهدف الدولة الوصول بمساحات المحاصيل الاستراتيجية من القمح والذرة ِإلى 400 ألف فدان، كما تهدف فى نهاية خطة الاستصلاح الوصول بالمساحة إلى 700 ألف فدان بزيادة 160 ألف فدان عن المشروع الأول (540 ألف فدان)، وتصل المساحة المستصلحة الحالية إلى ما يقرب من نصف مليون فدان بعد أن كانت 80 ألف فدان قبل عام 2014 ، وذلك من خلال جهود القوات المسلحة ممثلة فى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بعد استكمال أعمال البنية التحتية والطرق والكهرباء وأماكن الاعاشة للعمالة .
ماهى المعوقات التى واجهت هذا المشروع وكيف تم التغلب عليها؟
كانت المعوقات الأساسية فى أن البنية التحتية للمشروع لم تكن مكتملة مثل الطرق الداخلية والفروع، كما كان هناك 9 كيلومتر من الجرانيت فى فرع 4 الذى تبلغ مساحته 220 ألف فدان مما أدى لتوقفه بالكامل، موضحاً رغم أن المشروع كان قائماً بالفعل منذ عهد الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك إلا أن البنية الأساسية له كانت غير مكتملة، والترعة التى ماهى إلا فروع وقد كان هناك فرعى 1 ، 2 اللتان كانت تعمل عليهما الشركات طوال 17 سنة، ولكن الفروع الأساسية التى هى بمثابة الشرايين التى تمتد منها محطات الرفع الداخلية لم تكن موجودة، حتى جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى وأصدر توجيهاته باعادة احياء مشروع توشكى والتصدى للتحديات التى تواجه تحقيق المستهدف منه، فتم تفجير هذه المساحة وتم انشاء فرع 4 (1) ، 4 (2) وتم استكمال البنية الأساسية بالكامل، حيث تم انشاء خطوط الكهرباء، حتى تم توصيل الكهرباء لمشروع توشكى بالكامل، وكذلك الطرق، ومحطات الرفع الداخلية، ، كما قام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتوفير المعدات الزراعية والميكنة اللآزمة للمشروع، وتم انشاء مناطق لاقامة العاملين بتوشكى، كما تم انشاء مدينة توشكى السكنية متكاملة الخدمات، مما ساعد فى استقرار حوالى 50 ألف عامل بأسرهم فى توشكى من أبناء الصعيد والوجه البحرى.
هل هناك انجازات جديدة تخدم مشروع توشكى؟
بالفعل هناك خبر هام وهو أنه سيتم مد القطارات من أسوان لجنوب الوادى لخدمة سكان توشكى، حيث أن هذا الخط سوف يساهم أيضاً فى تيسير عمليات النقل اللوجيستية، مما يساعد على استكمال المشروع لدوره فى التنمية، هذا إلى جانب وجود صوامع لتخزين القمح والحبوب، وأكبر محطة مجزر آلى بجنوب مصر فى شركة جنوب الوادى، فضلاً عن مشروعات أخرى هامة حيث سيتم اقامة مشروع انتاج أخشاب، كما سيتم اقامة مصنع لتعبئة وتغليف التمور من خلال مشروعات الخدمة الوطنية.
هل سيكون هناك توسعات فى مشروع توشكى مستقبلاً؟
كما ذكرت أن المشروع الأصلى كان يستهدف استصلاح واستزراع 540 ألف فدان، والمخطط له كان على فرع 1 مساحة 120 ألف فدان، وفرع 2 مساحة 120 ألف فدان، وفرع 3 مساحة 100 ألف فدان، وفرع 4 مساحة 220 ألف فدان هذا هو اجمالى المساحة المستهدفة فى مشروع توشكى.
والمشروع ستمتد مساحته إلى 700 ألف فدان، وبذلك يكون المشروع ازدادت مساحته من 540 ألف فدان إلى 700 ألف فدان، وعندما تقوم الدولة بزراعة 700 ألف فدان تكون قد ضاعفت مساحة المشروع تقريباً لأن كل الأراضى التى كانت تعانى من مشاكل تم حلها.
حدثنا عن أهم مايميز مشروع توشكى ؟
من المميزات النسبية لمشروع توشكى أنه لن يعانى من مشكلة فى المياه، وذلك لأن محطات الرفع به مقيمة على منسوب 154 متر، وبالتالى يستطيع المشروع الحصول على المياه حتى منسوب 155 متر من بحيرة ناصر، هذا إلى جانب الأراضى البكر الخالية من أى مبيدات أو كيماويات والتى تنتج أجود أنواع المحاصيل والخضر والفاكهة الآمنة، مضيفاً ومن ضمن مميزات توشكى أيضاً الانتاج المبكر للمحاصيل عن أى مكان آخر فى مصر بحوالى شهر، ونظراً لكبر حجم المساحات فإنه يتم فيه استخدام أحدث تكنولوجيا فى الزراعة، وأحدث طرق الرى حيث يُستخدم نظام الرى المحورى ذلك النظام الذى يحافظ على المياه ويوفر كفاءة استخدام حوالى 80%، كما يتم فيه استخدام بيانات الأرصاد.