تنين "2024" أمام خيارين إما السلام أو الدمار

17-12-2023 | 15:33

لن أتوقف عن المقاربة بين المخاطر الوجودية التي تتعرض لها منطقتا الشرق الأوسط وشمال شرق آسيا، وما يتبعهما من تهديد فعلي للأمن والسلم الدوليين، ومجرد مطالعة سريعة للتحليلات والتنبؤات المقبضة بالساحتين، تكفيان للمقاربة.

في شرق آسيا، وتحديدًا، في الصين وشبه الجزيرة الكورية واليابان وفيتنام وكمبوديا وتايلاند، تتهيأ هذه الدول، وغيرها، لاستقبال سنة جديدة، تعرف باسم عام التنين 2024، المتهور والحالم ورمز النار، وفقًا لعلم الفلك والتقويم القمري. 

لأن كل فرد - شاء حظه العسر أن يحيا في منطقتنا - بات خبيرًا بما ينتظره من خطر صهيوني- وجودي، فلن أغوص في سرد شواهد تلخصها "محرقة غزة" المشينة، وأركز على شرق آسيا؛ حيث باتت - هي الأخرى- مهددة بكل صنوف الدمار الشامل.

في اليابان، لخص تقرير نشره يوم الثلاثاء الماضي أحد المواقع الإخبارية، "نيبون دوت كوم"، تنبؤاته حول العام القمري الجديد، بطرح سؤال، تاركًا للقارئ الفطن الإجابة عليه: "2024 عام التنين.. هل يجلب الخير والحظ أم ينفث نيرانه علينا؟".

في كوريا الجنوبية، أكد 48.9% من المواطنين أن عام التنين 2024 سوف يكون أسوأ من العام الحالي، فيما أجابت نسبة 5.6% - فقط - بأن السنة القمرية الجديدة سوف تكون أفضل، وفقًا لاستطلاع رأي ألف مواطن تزيد أعمارهم على 19 عامًا.

مواطنو كوريا الجنوبية- الذين شملهم الاستطلاع- كانوا يعلقون على مشاهد السيناريو المرعب الذي تتجه نحوه العلاقات بين الكوريتين، في ضوء التصعيد الأخير، وبما يمكن وصفه بـ "حرب إطلاق أقمار التجسس، وبأن الحرب الشاملة باتت مسألة وقت"!

في عاصمة الشطر الكوري الشمالي، بيونج يانج، كتب معلق عسكري في مقال نشرته وكالة الأنباء المركزية الرسمية، بقوله نصًا: "لقد أصبح الصدام الفعلي واندلاع الحرب في شبه الجزيرة الكورية، مسألة وقت، وليس مجرد احتمال".

صحيفة "رودونج شينمون" اليومية الكورية الشمالية نوهت - في تقرير نشرته يوم الخميس الماضي - إلى تحقيق نقطة تحول بالقوة العسكرية في عام 2023، بإطلاق قمر اصطناعي للتجسس العسكري، وبناء غواصة للهجوم النووي الإستراتيجي.

في تعبيرات وأوصاف هجومية لاذعة ضد الشطر الكوري الجنوبي، أضاف المعلق العسكري، نصًا: "بسبب التحركات المتهورة والحمقاء التي قامت بها المجموعة الدمية لإبطال اتفاقية عام 2018 العسكرية، فإنه تم خلق مواجهة عسكرية شديدة، وأن أي عمل عدائي سيؤدي إلى تدمير بائس، وانهيار تام لجيش كوريا الجنوبية". 

رد سول جاء سريعًا وعنيفًا على لسان وزير دفاع كوريا الجنوبية، شين  وون-سيك، قائلًا: "كوريا الشمالية ليس أمامها سوى خيارين: السلام أو الدمار"، مؤكدًا أن عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية التي اعتمدت على حسن نية بيونج يانج كانت زائفة تمامًا، ولن يكون من المبالغة وصفها بأنها عملية احتيال مخططة جيدًا.

أيضًا، وفي ضوء تحذير الوزير شين  وون - سيك من أنه "إذا قامت كوريا الشمالية بتصرفات متهورة تضر بالسلام فلن ينتظرها سوى جحيم الدمار"، قررت سول إنفاق نحو 350 تريليون وون (266 مليار دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة، للحفاظ على القدرات الدفاعية، بما في ذلك الردع العسكري ثلاثي المحاور.

تأمين قدرات الردع الكورية الجنوبية في ظل النظام العسكري ثلاثي المحاور يتألف من خطة عمليات تهدف إلى إعاقة القيادة الكورية الشمالية في حالة نشوب حرب، ومنصة ضربات وقائية "سلسلة التدمير"، ونظام الدفاع الجوي والصاروخي.

كذلك، تشمل خطط الردع الكورية الجنوبية الحصول على 5 أقمار اصطناعية للاستطلاع العسكري بحلول 2025، وإطلاق عشرات من الأقمار صغيرة الحجم بحلول عام 2030، مما سيمكن سول من مراقبة كوريا الشمالية كل 30 دقيقة.

الأمر الأخطر- الذي أثار ثائرة بيونج يانج وجعلها تعبر صراحة عن خشيتها مما وصفته بـ "تدابير عدائية تقود لعمل عسكري خطير للغاية لغزو الشمال"- يتركز في التنسيق الأمني الثلاثي، المتنامي بين جيوش سول وطوكيو وواشنطن، لإطلاق نظام تبادل فوري لبيانات الإنذار الصاروخي، بحلول نهاية العام الحالي، 2023.

الأسبوع المقبل أواصل القراءة في طالع "تنين عام 2024: إما السلام أو الدمار".

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة