عطفًا على المقال السابق؛ فقد جاءني رد من أحد المتخصصين في قطاع البنوك؛ يوضح فيه سبب استدعاء العملاء كل فترة قد تكون 3 سنوات تقريبًا؛ لعمل تحديث للبيانات؛ وصعوبة أن يتم ذلك عن طريق التواصل عبر الهاتف المحمول؛ لأنه لابد من التأكد من تواجد صاحب البيانات على قيد الحياة؛ ولا سبيل لذلك إلا بتواجده أمام موظف خدمة العملاء؛ وهنا قد يكون مبرر المتخصص منطقيًا، ولكن أطرح السؤال التالي؛ لماذا لا يوجد تعاون كامل بين شبكة المعلومات القوية التي تمتلكها الدولة، وعليها جميع بيانات المواطنين بالتفصيل التام؛ بل إنه يتم تحديثها على مدار الثانية أولًا بأول.
كيفية تنفيذ ذلك يكون من خلال البنك المركزي؛ حيث يرسل البنك طلبًا للبنك المركزي؛ يطلب فيه التأكيد على أن السادة أصحاب الحسابات التالي أسماؤهم على قيد الحياة؛ وبدوره يرسل البنك المركزي ذلك الطلب للجهة المختصة في الحكومة؛ فيأتي الرد بالإفادة.
وفي حال التأكد من تواجد أصحاب الحساب؛ يمكن إرسال رسالة لهم عبر هاتفهم المحمول والمسجل لدى البنك بإرسال صورة حديثة للبطاقة الشخصية؛ مع أي بيانات أخرى يحتاجها البنك؛ ومع وجود آليات قوية تتبعها الحكومة لتوثيق كل البيانات الخاصة بالمواطنين؛ فإن الأمر لن يستغرق جهدًا خاصة مع التقنيات الحديثة التي تسهل تلك الأمور.
حدوث ذلك على سبيل المثال؛ سيوفر جهدًا لا يمكن تخيله؛ على كلا الطرفين البنك والعميل؛ لأن هناك ملايين العملاء؛ تحتاج البنوك لتحديث بيانات عدد كبير جدًا منهم كل يوم؛ وتنفيذ الفكرة السابق طرحها سيؤتي بآثار جيدة للغاية على العملاء؛ وبالتالي يخف الزحام بشكل لافت، فهل من مجيب؟
أما اليوم فأستكمل النقاط السلبية في قطاع البنوك؛ متمنيًا تلافيها؛ والأمر جل ما يحتاجه بعض من التدبير؛ فمع تعامل الناس تقريبًا من خلال كروت الائتمان؛ سواء مع ماكينات الصراف الآلي؛ أو من خلال التعاملات الحكومية؛ أضحى من الضروري التيسير على الناس.
فنظرة لطوابير المواطنين أمام ماكينات الصراف الآلي؛ كفيلة بالتيقن أن عددها قليل جدًا جدًا بالمقارنة بأعداد المتعاملين عليها؛ وبات الناس يتساءلون لماذا لا تتضاعف أعداد ماكينات الصراف الآلي؟ وهو سؤال منطقي؛ عدم تحقيقه غير مفهوم وكذلك غير مقبول.
أعداد الماكينات الحالية تحتاج لتتضاعف عدة مرات؛ حتى تستوعب الأعداد الهائلة من المواطنين؛ هل يمكن أن يقف مواطن أمام ماكينة الصراف الآلي لمدة قد تتجاوز الساعة ليقبض راتبه؛ يحدث ذلك منذ فترات طويلة؛ دون أخذ الضوابط التي تخفف على المواطن جهده ووقته.
الأمر الثاني؛ سؤال أراه في محله؛ هل أعداد فروع البنوك تكفي أعداد العملاء؛ الإجابة بكل تأكيد لا؛ فلو مررت على أي فرع في أى وقت ستجد زحامًا كبيرًا؛ ولو فكرت أن تسحب مالًا من حسابك على سبيل المثال؛ وهو إجراء سلس؛ قد يستغرق الإجراء ساعتين؛ لأن عدد العملاء كبير للغاية؛ فما البديل؟
أولا: تشغيل كل منافذ الخدمة، ثانيًا: زيادة عدد الفروع؛ ونحن نملك العمالة التي تبحث عن فرص عمل؛ وذلك يجعلني أحلم باليوم الذي يستغرق أى إجراء داخل البنك عدة دقائق من لحظة دخول العميل البنك حتى خروجه.
وأخيرًا؛ ما زالت البنوك حتى اليوم تتعامل مع عملائها بنظام البريد الورقي؛ وتضيف على حسابه رسوم ذلك البريد؛ دون معرفة السبب؛ وذلك رغم ما اتخذناه في اتباع كل وسائل التقدم التكنولوجي؛ ولكن عند تلك الوسيلة ما زلنا متأخرين؛ وكأن التطوير لا يبغي أن يصل لها!!
الغرض إلقاء الضوء على تلك النقاط السلبية لتتحول إلى نقاط إيجابية لاسيما أننا نستطيع عمل ذلك؛ دون مشقة؛ حتى يتحول التعامل مع البنوك إلى متعة ونحن نستطيع.
،،، والله من وراء القصد
[email protected]