رسائل المصريين في الانتخابات الرئاسية 2024

13-12-2023 | 15:48

شهدت مصر - على مدار ثلاثة أيام؛ من العاشر حتى الثاني عشر من ديسمبر الحالي - حدثًا غير مسبوق في تاريخها الحديث، عندما نظمت واحدًا من أفضل السباقات الانتخابية لاختيار رئيس الجمهورية، وقالت للعالم: إن مصر أقوى من الظروف مهما تكن قسوتها، وأكبر ممن يريدون لها الخراب، وقبل كل ذلك فهي عصية على الصغار الذين يريدون – وهمًا - تفتيتها وتقسيمها، كما حدث لجيرانها الذين كانوا في يوم ما آمنين، مستقرين، ينعمون بالهدوء والحياة الكريمة.

لم يكن الخروج الكبير والعظيم للمصريين في أيام الانتخابات الرئاسية الثلاثة، لمجرد انتخاب الرئيس فقط، فالجميع يعلم ما قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسي للبلاد بعد فترات الضياع، وما حققه من إنجازات، وما يحدق بالوطن حاليًا من خطر على الحدود، وما تواجهه "أم الدنيا" من أحداث عظام؛ منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وما يتعرض له الأشقاء في فلسطين من حرب إبادة يشنها - حتى الآن - جيش الاحتلال الإسرائيلي بلا رحمة أو هوادة.

كل هذه الظروف والأحوال، تجعل المسافة بعيدة، بين الرئيس السيسي وكل الذين كان لهم شرف خوض سباق الانتخابات الرئاسية، لما تتطلبه مثل هذه المواقف من قائد له مواصفات خاصة، يستطيع أن يخرج بالبلاد إلى بر الأمان، وكل هذا سبق أن نجح فيه الرئيس السيسي باقتدار، ونال احترام العالم قبل المصريين.

انتفاضة المصريين في هذا التوقيت الصعب، ليست فقط لانتخاب رئيس للبلاد، ولا توجيه رسالة بتعزيز مناخ العمل السياسي الذي نعيشه، ولكنها أيضًا كلمة حاسمة وفاصلة، وتأكيد على أن المصريين تجدهم في الوقت المناسب، يخرجون دون سابق ترتيب أو تجهيز، من أجل إعلان كلمة النهاية بأنهم خلف الدولة وقائدها وزعيمها، طلبًا للأمن والأمان والاستقرار، وتخطي الظروف الصعبة، والحفاظ على الأمن القومي، وإيمانًا بأن العمل مستمر وغير مسبوق في كل ركن من أركان الوطن، وثماره قادمة لا محالة.

وللذين يتعجبون من خروج المصريين في أيام الانتخابات بهذه الأعداد الكبيرة، التي لم تشهدها انتخابات رئاسية من قبل، ألم يراجعوا أنفسهم ليروا كيف خرج المصريون بالملايين في "بروفة" لهذه الأيام، عندما قال الرئيس السيسي في بداية محاولة تمرير تهجير الأشقاء الفلسطينيين إلى سيناء: "مصر فيها 105 ملايين، والرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض، وإذا استدعى الأمر أطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، فسترون ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة ودعم الموقف المصري".

رفض المصريون كل الشائعات، ودعوات مقاطعة الانتخابات، التي روج لها أعداء البلد في الخارج، وخرجوا لاختيار الرئيس الذي يدركون بوعيهم الكبير، أنه يعمل لصالح الوطن من اللحظة الأولى، ولم يدخر جهدًا في سبيل تحقيق نهضة حديثة تؤسس لجمهورية جديدة، تكون لها مكانتها بين الأمم، وتلحق بقطار التنمية والتقدم.

إن الشعب الذي يخرج في هذه الظروف، ورغم أزمة اقتصادية عالمية، ويحرص على ممارسة حقه الديمقراطي في انتخاب رئيس البلاد، بل يخرج في أجواء احتفالية، كأنه يعظم المناسبة، لهو شعب واعٍ، لا يستطيع أن يميل به أحد، أو ينحرف به في طريق معاكسة، وهذه أيضًا هي رسالته للقائد وربان السفينة، الذي يتحمل الصعاب في صمت، ولا يكف عن العمل من أجل حياة كريمة للمصريين... وتحيا مصر بقائدها وجيشها العظيم.

كلمات البحث
الأكثر قراءة