قد تشعر بألم عام في كافة أعضاء الجسم ينتشر بشكل سريع، ومع هذا الألم قد لا يمكنك معرفة ما هو السبب، ووفقا للأطباء فإن هذه الأعراض تعرف بالاضطراب العرَضي الجسدي وهي تظهر عبارة عن التركيز الشديد على الأعراض الجسدية مثل الألم أو التعب الذي يسبب أذًى عاطفيا كبيرا ومشاكل وظيفية في الأعضاء، وقد يكون أو لا يكون لدى الشخص الذي يعاني من تلك الأعراض الجسدية أي حالة طبية مشخَّصة أخرى مرتبطة بهذه الأعراض، لكن رد فعلك على الأعراض غير طبيعي.
موضوعات مقترحة
اضطراب الأعراض الجسدية
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إنه مع زيادة الشعور بوجود اضطراب الأعراض الجسدية هنا يدخل المريض في التفكير في أنه مصاب بأمراض خطيرة وغالبا ما يفكر المصاب بأنه تعرض إلى إصابته بأسوأ الأعراض، ولذلك ستستمر في البحث عن تفسير لهذه الأعراض المؤلمة بل والحادة أيضا، التي تجعله في حالة تصل إلى العجز بسبب عدم وصوله إلى حل.
الدكتور جمال فرويز
ولكن في الحقيقة إن المريض باضطراب الأعراض الجسدية يكون السبب في هذه الأعراض، أنه يواجه ألما عاطفيا وجسديّا كبيرا، مما يتطلب تدخل العلاج النفسي مع العلاج العضوي أيضا وبذلك يمكن أن يساعد العلاج في تخفيف الأعراض، وبذلك يساعد على التغلب على المشاكل الحياتية وتحسينها.
أعراض اضطراب الأعراض الجسدية
وفي سياق متصل يقول فرويز، إن من أعراض اضطراب الأعراض الجسدية، الشعور بأحاسيس معينة، مثل ألم أو ضيق في التنفّس، وكذلك الشعور بالتعب أو الوهَن، وقد لا تكون الأعراض الجسدية ليس لها علاقة بأي سبب طبي يمكن التعرف عليه، أو لها علاقة بحالة طبية مثل السرطان أو أمراض القلب، ولكنها ذات أهمية أكبر مما هو متوقَّع عادة.
ويتنوع اضطراب الأعراض الجسدية بحسب شدتها سواء عرضا واحدا، أو أعراضا متعددة، أو أعراضا متباينة خفيفة أو متوسطة أو شديدة، ولكن العامل المشترك في أماكن ظهور الأعراض الجسدية هو ظهور الألم وهو يعتبر العرض الأكثر شيوعا، ولكن مهما كانت الأعراض بسيطة أم شديدة، هنا ينتاب المريض الفكر والمشاعر أو السلوكيات المتعلّقة بتلك الأعراض والتفكير فيها بشكل مفرط، مما يسبب مشاكل كبيرة، تجعل من يعاني بتلك الأمراض يصعب عليه العمل وممارسة أعماله وحياته اليومية.
ويكمل، أنه يمكن أن يمتد التفكير في هذه الأعراض حتى تشتمل هذه الأفكار والمشاعر والسلوكيات على وجود قلق مستمر بشأن المرض المحتمل مع النظر إلى المشاعر الجسدية العادية كعلامة على المرض الجسدي الشديد، مع ظهور الخوف من خطورة الأعراض، حتى إن لم يكن هناك دليل على ذلك، مع الاعتقاد بأن الشعور الجسدي مهدد للحياة أو يضرها.
ومن الأعراض الجسدية أيضا الشعور بأن التقييم الطبي أو العلاج لم يكن مناسبا، مع الخوف من النشاط الجسدي قد يسبب تلفا بالجسم، مع الفحص المتكرر للجسد بحثًا عن أية أشياء غريبة مما يجعل الشخص الذي يعاني زيارات متكررة للعناية الصحية التي لا تهدي من مخاوفك وتزيدها سوء، أيضا من الأعراض أنها لا تستجيب للعلاج الطبي أو حساس بشكل غير عادي للتأثيرات الجانبية للعلاج، مما يسبب الشعور بالوهن بشكل أكثر شدة مما هو متوقع عادة من أي حالة طبية، والأخطر من ذلك هي طريقة تفسير هذه الأعراض والتفاعل معها وكيفية تأثيرها على حياتك اليومية.
أعراض اضطراب الأعراض الجسدية
ومن جانبه يقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن كثرة الأعراض البدنية قد تعود لعدة أسباب ومنها الحالة النفسية التي تصيب الشخص، حيث إن الأعراض البدنية يمكن ربطها بالمشاكل الطبية، لذلك من المهم تقييمها بواسطة مقدم الرعاية الأساسي الخاص بالمريض خاصة في حالة إذا لم تكن متأكدا من المسبب الأساسي للشعور بهذه الأعراض، خاصة إذا كان مقدم الرعاية الأساسي الخاص بالمريض يعتقد أنك قد تكون مصابا باضطراب الأعراض الجسمانية، هنا يتم إحالة المريض إلى الطبيب النفسي أو إلى متخصص في الصحة العقلية.
الدكتور وليد هندي
حيث إنه عندما تُعتبر الأعراض البدنية جزءا من اضطراب الأعراض الجسدية، قد يكون من الصعب القبول بأن المرض الذي يهدد الحياة قد تم القضاء عليه باعتباره سببا لمرض آخر، مما يجعل الأعراض تثير قلقا شديدا جدا بالنسبة إلى الشخص، ولا تكون الطمأنينة مفيدة دائما، لذلك أن هذا الشخص الذي يعاني من الأعراض الجسدية يحتاج إلى تشجيعه على التفكير في إمكانية العلاج النفسي والعقلي وذلك لتعلم طرق التعامل مع ردود الفعل الناجمة عن الأعراض أو أي عجز قد تتسبب فيه.
أسباب الإصابة باضطراب الأعراض الجسدية
وفي سياق متصل يقول الدكتور وليد هندي إنه لا يوجد سبب محدد وواضح لاضطراب الأعراض الجسدية، ولكن قد يوجد الكثير من العوامل تلعب دورا في ذلك، مثل وجود عوامل جينية وبيولوجية، مثل زيادة الحساسية للألم، أيضا وجود التأثير العائلي، وقد يكون ذلك جينيا أو بيئيا، أو كلاهما.
أيضا هناك من أسباب ظهور وانتشار الأعراض الجسدية المستمرة في الجسم، ما يعود إلى أن الشخص المصاب بها يحمل سمة شخصية سلبية، وهو ما قد يؤثر على كيفية معرفته للمرض وإدراكه له وعلى أعراضه البدنية، ويزداد الأمر سوءا عند نقص الوعي بمعالجة العواطف أو صعوبة معالجة العواطف، وهو ما يسبب أن تكون الأعراض البدنية محل التركيز بدلاً من المسائل العاطفية.
خطر اضطراب الأعراض الجسدية
ويقول الدكتور وليد الهندي، تتضمن عوامل الخطر لاضطراب الأعراض الجسدية، الشعور بالقلق أو الاكتئاب، والمعاناة من حالة طبية أو التعافي من واحدة، ومن المخاطر أيضا التعرض لخطر الإصابة بحالة طبية، مثل وجود تاريخ عائلي قوي للإصابة بالأمراض، مع وجود المعاناة من أحداث حياة مجهدة أو صدمة أو عنف، مع الحصول على مستوى أدنى من التعليم والحالة الاجتماعية والاقتصادية وهذا بسبب تعرضه لمزيد من الأعراض الجسدية.
ومن مخاطر اضطراب الأعراض الجسدية وجود المزيد من المضاعفات ومنها ضعف الجسد وتراجع الصحة، مع وجود صعوبة في تأدية الأعمال اليومية المعتادة، بما فيها الأنشطة الجسدية والعلاقات الاجتماعية والتسبب في وجود مشاكل في العمل أو بطالة.
ويكمل، أن من المضاعفات أيضا وجود اضطرابات عقلية أخرى، مثل القلق، والاكتئاب، واضطرابات الشخصية، مع زيادة احتمالية الإقبال على الانتحار بسبب الاكتئاب، مع ظهور مشاكل مالية بسبب كثرة التردد على الأطباء.
طرق الوقاية من الإصابة باضطراب الأعراض الجسدية
ويضيف الدكتور وليد هندي، أنه لا يعرف إلا القليل عن كيفية منع اضطراب الأعراض الجسدية، لذلك على المريض اتباع عدد من التوصيات، خاصة إذا كان الشخص يعاني من مشاكل تتعلق بالقلق أو الاكتئاب، فعليك طلب الدعم من المختصين في أقرب وقت ممكن.
ومن التوصيات أيضا، ممارسة أساليب الإجهاد والاسترخاء كما يجب أن يكون الشخص على معرفة متى يكون متوترا وكيف يؤثر هذا على الجسم، وفي حالة إذا كان الشخص يعتقد أن لديه اضطراب أعراض جسدية، فعليه بالحصول على العلاج مبكرا للمساعدة في الحد من تدهور الأعراض ومن أن تصبح عائقا لحياته، مع ضرورة الالتزام بخطة العلاج للمساعدة في منع حدوث انتكاسات أو سوء الأعراض.