تآلفت مسامعنا على عبارة “صناعة الوعي”، بينما يأتي مصطلح “زراعة الوعي” جديدًا ولم يتم تداوله بشكل كبير حتى تردد في ندوة ناجحة لمبادرة “معًا لحماية الأسرة المصرية” التي تتواصل جهودها وتنتشر في ربوع مصر ومحافظاتها المختلفة لنشر الوعي في مجالات مجتمعية عديدة من بينها تحسين الحياة الأسرية وتعزيز العلاقات الأسرية، وتعزيز الوعي والتغيير الإيجابي في المجتمع بشأن قضايا الأسرة وتوفير بيئة أفضل للأسر وأفرادها، وبالتالي خلق مجتمع قوي ومتماسك.
تلك المبادئ بعض من الأهداف التي تعمل عليها المبادرة التي أسسها منذ خمس سنوات تقريبًا الدكتورة إنجي فايد كبير الباحثين بوزارة الآثار والدكتور حسام لطفي والدكتور عبدالله النجار، واستطاعت على مدى السنوات الماضية أن تحقق جزءًا كبيرًا من أهدافها فى تغيير القوانين التي تأتي في صالح الأسرة المصرية.
وأعود لعبارة “زراعة الوعي” التي أطلقها الفنان الكبير سامح الصريطي في إحدى ندوات مبادرة “معًا لحماية الأسرة” فهي تؤسس لمعنى أكثر شمولية للوعي الذي نحتاجه في مجتمعاتنا منذ النشأة وفي الصغر وهو ما يستلزم زراعته من جانب كل مؤسسات الدولة ودور العبادة والبيت قبل كل ذلك، لأنه عندما يتم زراعته في النشء سيكون له أبلغ الأثر فى تقدم المجتمع ومواجهته للمخاطر التى تحاك له، وهو ما طالب به في الندوة الفنان الكبير سامح الصريطي واتفقت معه في الرأي الدكتورة إنجي فايد مؤسسة المبادرة، مؤكدة أن الحديث عن الوعي ليس حديثًا معاصرًا، وإنما هو موضوع وجد منذ بدء الخليقة، فهناك مدرسة لصناعة الوعي تاريخيًا وإسلاميًا، وهي أساس وجود الرسل، وإذا التزم الإنسان بالفطرة ولم ينحرف لما وجد الوعي.
منوهة عما يعرف بـ “صدمة المعرفة” والتي تعد إحدى لبنات صناعة الوعي وإدراك التحديات والمخاطر التي يقبل عليها الفرد أو المجتمع واستيعابه لها هو صناعة للوعي الحقيقي وأساس للنجاح للتغلب على أى أزمة".
وخلال الندوة الناجحة التي أدارها بمهارة الإعلامي حمدي متولي تنبه الحاضرون لدعوة الدكتور حسام لطفي أستاذ القانون المدني المشارك في تأسيس المبادرة لما تقوم به “معًا لحماية الأسرة” وتسعى إليه منذ تأسيسها لنشر ثقافة الوعي بين المجتمع والحفاظ على حقوق كل أفراد الأسرة وهو ما أشار إليه د.عبد الله مبروك النجار عضو مجمعي البحوث الإسلامية والفقه الإسلامي المشارك في تأسيس المبادرة والذي شرح معنى الكد والسعاية، وكيف أنها قائمة على اقتسام الحقوق المالية لتقوم على مبدأ العدالة، وهو ما يجب أن يتم التوعية به من أجل مستقبل الأسرة وحماية كل أفرادها.
جهد كبير وعمل متواصل تقوم به مبادرة "معًا لحماية الأسرة المصرية" لتعزيز الوعي والتغيير الإيجابي في المجتمع بشأن قضايا الأسرة وتوفير بيئة أفضل للأسر وأفرادها، وخلق مجتمع قوي ومتماسك.