مع قدوم فصل الشتاء وانتشار حالات البرد، تنتشر العدوى الفيروسية، والأمر لا يرتبط بأدوار البرد فقط لكن العدوى الفيروسية يمكنها أن تنتقل عن طريق طرق أخرى، ويجب أن نعرف أنه يوجد اختلاف بين الفيروسات والبكتيريا، ووفقًا للأطباء فإن الفيروسات تتكاثر من تلقاء نفسها ولذلك عندما تصل الفيروسات إلى الجسم، فإنَّها تستولي على خلايا محددة وتستخدم موارد تلك الخلايا لعمل المزيد من زيادة نسخ الفيروس وبالتالي تؤدي إلى إلحاق الضرر بخلايا الجسم والقضاء عليها ولكن، يمكن لبعض الفيروسات البقاء داخل الخلايا لفترة طويلة دون القضاء عليها.
موضوعات مقترحة
الإصابة بالفيروسات
بداية، يقول الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة، إن هناك الآلاف من أنواع الفيروسات المختلفة والتي تُصيب البشر بالعدوى، بينما تُصيب فيروسات أخرى الحيوانات فقط هناك عدد قليل فقط من الفيروسات التي يمكن أن تصيب البشر والحيوانات معا.
الدكتور أمجد الحداد
"وتعتبر العدوى الفيروسية هي حالة مرضية تنجم عن فيروسات تدخل إلى الجسم عن طريق تنفس الهواء أو لمس شيء توجد فيروسات على سطحه، أو التعرض للدغات الحشرات مثل البعوض أو القراد، وهذه الفيروسات تصيب نوعًا واحدًا فقط من الخلايا عادةً مثل التي تسبب الزكام لخلايا في الأنف، والفم، والحلق فقط، ولكن عندما ينتقل فيروس إلى الجسم، فسوف تهاجم كريات الدم البيضاء.
ويكمل، أنه توجد العديد من الفيروسات التي تسبب العدوى والمرض لفترة وجيزة بعد انتقالها ثم تختفي، ولا تختفي بعض الفيروسات، وهي يمكن أن تسبب المرض بعد فترة طويلة من الإصابة بها، كما يجب أن ينتبه الجميع أنه لا يمكن للمضادات الحيوية، التي تعالج العدوى البكتيرية، أن تعالج العدوى الفيروسية.
خطر الإصابة بالفيروسات
وفي سياق متصل، يشير الدكتور أمجد الحداد، إلى أن خطورة الفيروسات تكمن في أنها تُغير طريقة عمل الخلايا، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وتحدث هذه الحالة خاصة مع فيروسات التهاب الكبد B و C وهي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الكبد، وكذلك الإصابة بسرطان عنق الرحم.
"ويتنبأ الأطباء للأطباء بإصابات حالات عدوى فيروسية شائعة معينة بناء على الأعراض ولكن مع إجراء بعض الفحوصات مثل الاختبارات الدموية والزرع المخبري، وتتم معالجة حالات العدوى الفيروسية بشكلٍ رئيسي من خلال استخدام أدويةً لمعالجة الأَعرَاض والمساعدة على الشعور بالتحسن مثل أن يعاني الشخص من انسداد في الأنف هنا ينصح بتناول أدويةً مضادة للاحتقان، أما بالنسبة لبعض الفيروسات، يتم وصف مضادات فيروسية؛ حيث يقتصر استعمال المضادات الفيروسية على عدد قليل من الفيروسات، مثل فيروسات التهاب الكبد وفيروسات الهربس والإنفلونز؛ حيث إن المضادات الحيوية هي الأدوية التي تقتل البكتيريا ولا يمكن للمضادات الحيوية أن تقتل الفيروسات.
طرق الوِقاية من العدوى الفيروسية
ويضيف الدكتور أشرف عقبة أستاذ المناعة بجامعة عين شمسن، أن من أفضل طرق الوقاية هي الاعتناء بالصحة جيدا، من خلال غسل اليدين بالصابون والماء عدة مرات، مع ضرورة الحصول على اللقاحات الموصى بها لمساعدة الجهاز المناعي كيفية محاربة حالات عدوى معينة.
الدكتور أشرف عقبة
" وعادة ما يحصل الشخص على اللقاحات قبل أن يتعرض لعدوىى، ولكن بالنسبة إلى بعض الفيروسات، يمكن الحصول على الحقنة بعد التعرض لها؛ حيث تحتوي هذه اللقاحات على أجسام مضادة تساعد على مكافحة الفيروس.
ويكمل، أنه يمكن أن تسبب العدوى الفيروسية إلى طيف من الأعراض، بداية من غياب الأعراض أو وجود أعراض غير واضحة وصولًا إلى حالة المرض الشديد، وقد يلتقط المرضى العدوى بالفيروسات عن طریق بلعها أو استنشاقھا، أو من خلال التعرّض للدغات الحشرات، ولكن حالاتُ العدوى الفيروسية الأكثر شيوعًا تحدث عن طريق الأنف والحلق والجزء العلوي من المسالك التنفسية، أو على أجهزة أخرى للجهاز العصبي والهضمي والتناسلي.
لذلك يجب الحذر من أي عدوى، لأن بعض الفيروسات لا تقتل بعض الخلايا التي تصيبها بالعدوى، بل تغير من وظائفها الخلوية، وتفقد الخليةُ المصابة بالعدوى السيطرةَ على الانقسام الخلوي الطبيعي في بعض الأحيان، وتصبح بعد ذلك سرطانية، كما يمكن لبعض الفيروسات، مثل فيروس التهاب الكبد B أو التهاب الكبد C، أن تسبب عدوى مزمنة قد تستمر لسنوات وعقود؛ حيث يكون خفيفا جداعند كثيرٍ من الأشخاص، وقد لا يسبب ضررًا كبيرًا في الكبد؛ إلا أنه يؤدي عندَ بعض الأشخاص إلى تشمع الكبد في نهاية المطاف وفشل كبدي، وسرطان الكبد في بعض الأحيان؛ حيث إن العدوى الفيروسية تجبر الخلايا المصابة على إنتاج المزيد من الفيروسات.
أنواع حالات العدوى
ويضيف عقبة، أن من أنواع حالات العدوى التنفسية حالات عدوى الأنف والحلق والمسالك الهوائية العليا والرئتين، كما تعد حالات عدوى السبيل التنفسي العلوي أكثرَ حالات العدوى التنفسية شيوعًا؛ حيث تنطوي على التهاب الحلق والتهاب الجيوب والزكام، كما تنطوي حالات العدوى التنفسية الفيروسية الأخرى على الإنفلونزا والالتهاب الرئوي وفيروسات كورونا، وحالات العدوى المنتشرة لدى الأطفال الصغار، تسبب الفيروساتُ الإصابة بالخانوق وهو التهاب في المسالك الهوائية العلوية والسفلية.
"ومن أعراض العدوى التنفسية ظهور أعراض شديدة عند كبار السن، خاصة الأشخاص المصابين باضطراب في الرئة أو القلب، كما تصيب فيروسات أخرى أجزاء أخرى من الجسم بالعدوى، مثل التهاب المعدة والأمعاء، والكبد والجهاز العصبي والجلد المشيمة والجنين.
الجسم يدافع عن نفسه
يقول الدكتور أشرف عقبة، إنه يوجد في الجسم عددٌ من وسائل الوقاية من الفيروسات مثل الجلد، وهو يمنع مرور الفيروسات بسهولة، كما توجد الدفاعات المناعية للجسم، التي تهاجم الفيروس، خاصة عندما يدخل الفيروس الجسم، هنا يتم تحفيز دفاعات الجسم المناعية، وتبدأ هذه الدفاعاتُ بتحفيز كريات الدم البيضاء مثل الخلايا اللِّمفاوية التي تتعلم مهاجمة وتخريب الفيروس أو الخلايا التي أُصيبت بالعدوى.
وفي حالة نجاة الجسم من هجوم الفيروس، فإن بعضَ خلايا الدم البيضاء تكون قادرةً على القيام برد فعل سريعة وفعّالة بشكلٍ أكبر للعدوى اللاحقة بالفيروس نفسه وهي تعرف بالمناعة كما يمكن الحصول على المناعة من خلال استعمال اللقاح.
محاربة اللقاحات للفيروسات
ويضيف الدكتور أشرف عقبة، أن الحصول على اللقاحات يساعد على تحفيز آليات الدفاع الطبيعي في الجسم ومن المهم أن تعطي اللقاحات قبل التعرض للفيروس للوقاية من العدوى، وتشتمل اللقاحات الفيروسية الشائعة الاستعمال كوفيد -والتهاب الكبد، وكذلك لقاح الإنفلونزا لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وشلل الأطفال الحمى الصفراء ولقاح الجدري.
معالجة أعراض الفيروسات
ويؤكد الدكتور أشرف عقبة، أنه لا توجد معالجات نوعية للكثير من الفيروسات ولكن يمكن للكثير من الأشياء أن تساعدَ على تخفيف بعض الأعراض مثل تناول الكثير من السوائل، التي تعطى عن طريق الوريد في بعض الأحيان، والحصول على دواء مضاد للإسهال في بعض الأحيان، أو مضادّات الالتهاب، مع اتباع نظام غذائي سائل، وفي بعض الأحيان استعمال دواء مضاد للقيء، واستخدام كريمات مهدئة أو مرطبة، واستخدام مضادات احتقان الأنف في بعض الأحيان، وتناول أقراص المص لتخدير الحلق.
"وقد لا يحتاج جميع الأشخاص الذين تحدث لديهم العدوى بالفيروسات إلى معالجة، وإذا كانت الأعراض خفيفة، فقد يكون من الأفضل الانتظار حتى تزولَ من تلقاء نفسها، وقد تكون بعض المعالجات غير مناسبة للرضع والأطفال الصغار.