ملحمة وطنية يسطرها المصريون في أول أيام الانتخابات الرئاسية 2024، فشهدت اللجان الانتخابية منذ الساعة الأولى لبدء التصويت إقبال كثيف للمواطنين للإدلاء بأصواتهم، في مشهد حضاري يعكس وعيا وطنيا بأهمية هذا الحدث المهم.
موضوعات مقترحة
وانطلقت عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية 2024، اليوم الأحد، وفقا للجدول الزمني لإجراءات الانتخابات الرئاسية، ويبدأ التصويت من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، وحددت يوم 13 ديسمبر لانتهاء عملية الفرز وإرسال المحاضر للجان العامة.
ويدلى خلالها 67 مليون ناخب بأصواتهم داخل نحو 11 ألفا و631 لجنة بداخل 9367 مركزا انتخابيًا ما بين مدارس ومراكز شباب ووحدات صحية للاختيار بين 4 مرشحين وهم كل من عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي، وعبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي.
وأكدت الهيئة الوطنية للانتخابات أن جميع المواطنين الذين تجاوزا سن الـ18 عاما ويتمتعون بجميع الحقوق المدنية والسياسية، وأسماؤهم مدرجة في قاعدة بيانات الناخبين، لديهم الآن حق التصويت، ويتم استثناء ضباط القوات المسلحة والشرطة من أداء هذه الواجبات خلال فترة خدمتهم وفقا لقانون الانتخابات.
مشاركة فعالة وحاشدة في الانتخابات الرئاسية
وشهدت الساعات الأولى لليوم الأول من الانتخابات الرئاسية للمصريين بالداخل، مشاركة فعالة وحاشدة من جانب كل فئات المجتمع، في مشهد وطني عظيم، ومع هدف واحد هو رفع راية مصر عالية ودعم استقرارها واستكمال مسيرة تنميتها.
ويؤكد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اليوم يشهد استحقاقا مهما سياسيا ودستوريا وهي الانتخابات الرئاسية 2024، والشعب المصري يصطف أمام اللجان منذ الـ9 صبحا لانتخاب رئيس مصر القادم في مشهد وطني عظيم.
المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2024#
تلاحم الشعب المصري
وتأتي الانتخابات الرئاسية في توقيت مهم، وفي ظل تحديات وقضايا تواجه الوطن وتواجه رئيس مصر القادم، وتحتاج لتكاتف الشعب مع الرئيس لمواجهة هذه التحديات، بحسب أستاذ العلوم السياسية، قائلا إن تصويت المصريين بالخارج كان يعكس مؤشرات جيدة للمشاركة، ومن المتوقع أن يعكس تصويت المصريين في الداخل نفس الفكرة التي تعبر عن وعي الشعب المصري وتلاحمه والقدرة على مواجهة التحديات.
ويوضح أن عنصر الزمن والتوقيت هام بأي حدث سياسي، وبالنسبة لهذا الاستحقاق الدستوري فهناك العديد من التحديات التي تواجه مصر سواء كان مصدرها الإقليم أو تحديات دولية، متوقعا أن يكون هناك درجة جيدة من المشاركة، خاصة لوجود تحديات اقتصادية وتنموية تواجه الرئيس القادم، وأهمها تنفيذ إستراتيجية التنمية المستدامة 2030.
مصر تشهد عرسا ديمقراطيا
وعلى الرغم من أن الانتخابات الرئاسية شأن داخلي، إلا أنها تحظى باهتمام كبير من العالم بأكمله، ويؤكد الدكتور إكرام بدر الدين، أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية تعكس الوعي المصري، والمشاركة قيمة مرتبطة بالديمقراطية.
المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2024#
وتعرف الدول والمجتمعات المتقدمة من خلال الصناعة والإنتاج لديها، ومشاركة المواطن في صنع القرار الخاص بالدولة، بحسب الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، الذي يؤكد أن ما يحدث الآن هو عرس انتخابي وعبارة عن مشاركة مجتمعية من كافة طوائف الشعب وخاصة الشباب، والعالم والمجتمع الدولي يتابع ما يحدث ومهتم اهتماما كبيرا بانتخابات مصر 2024.
انتخابات الوحدة الوطنية
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية، أن أحد مراكز الفكر بالولايات المتحدة الأمريكية صرح بأن نسبة الشباب المشاركين في العملية الانتخابية سيكون أكثر من 85%، وأكثر عنوان لائق لهذه الانتخابات الرئاسية هو انتخابات الوحدة الوطنية.
والمشاركة السياسية من كافة الطوائف والوحدات الوطنية بجمهورية مصر العربية نابعة من اختيار كائن لهذه الدولة يتعامل مع الصدمات الخارجية والتحديات الداخلية والتنمية المستدامة، وأن يكون قادرا على التفاوض وإدارة الصراعات والأزمات وحل التحديات الداخلية، بحسب الدكتور سعيد الزغبي.
المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2024#
الشعب المصري يواصل بناء الجمهورية الجديدة
ويؤكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، أن اليوم نعيش عرسا ديمقراطيا وطنيا، وذلك لمواصلة بناء الجمهورية الجديدة، والانتخابات الرئاسية هي مظهر شرعي من مظاهر الشورى في التشريع الإسلامي، والذين يدلون بأصواتهم يطبقون مبدأ الشورى في التشريع الإسلامي.
ووجه أستاذ الفقه المقارن، رسالة لمن يمتنع عن الانتخابات الرئاسية قائلا: “الله قال في كتابه الكريم، (والذين هم بشهاداتهم قائمون) (وأقيموا الشهادة لله)، والتكليف الفقهي في المشاركة بالعملية الانتخابية بمثابة أداء للشهادة، والممتنع عن الانتخابات الرئاسية كاتم للشهادة، مستشهدا بقول الله تعالى: " ولا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ومن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُه".
ويؤكد "كريمة"، أنه لابد على كل مصري شريف أن يذهب ويشارك في الانتخابات الرئاسية ويدلي بصوته، لأن العملية الانتخابية شورى وأداء للشهادة وفريضة شرعية ووطنية.