في ظاهرها تبدو كلمة "شارك" في غاية البساطة والسهولة عند نطقها وتداولها، لكن إن أخضعتها للفحص الدقيق تحت المجهر سوف تكتشف ما تحمله في ثناياها من معانٍ عميقة ودالة مصاحبة لكل حرف من حروفها الأربعة، ولو تأملناها مليًا وبوعي، ما تركناها ولا تقاعسنا عن تحقيقها وتطبيقها تطبيقًا حرفيًا وعمليًا، ففي طياتها خيرات أكثر من إحصائها في أسطر عابرة.
ففي "الشين" تكمن شراكة واسعة النطاق في بناء الوطن وتعميره وإصلاح أحواله، والوقوف في مواجهة ما يعترض طريقه من تحديات وعقبات تفرضها التطورات والتقلبات المفاجئة على المستويين الإقليمي والدولي، وما يرافقها من تهديدات جسيمة وخطيرة للأمن القومى تستوجب تكاتفنا ووحدة صفنا، لإجهاض ما يحاك من مكائد تستهدفه.
وفي "الألف" اختيار مَن شئت من المتنافسين في الانتخابات الرئاسية الجارية حاليًا، وفقًا لقناعاتك ورؤيتك للأصلح الجدير بتحمله مسئولية شغل هذا المنصب الرفيع، والتعاطي بحكمة واتزان مع ضغوط واستحقاقات الحاضر ومفاجآت المستقبل وما يتبعها من مخاطر تستلزم الاستعداد المبكر لها، للتخفيف من حدة تأثيراتها السلبية.
وفي "الراء" رغبة في إنجاز الأفضل على يد من يقع عليه اختيارنا لقيادة سفينة الوطن الواقع وسط منطقة مضطربة وحبلي بالأزمات والمصائب طوال الوقت، والإحساس بالاطمئنان أن مقاليد الأمور بين أياد أمينة قادرة على إدارة شئوننا الداخلية والخارجية بتعقل وبعيدًا عن العنتريات والقرارات المتسرعة والطائشة التي تسبب كوارث وفواجع سيتعين على الأجيال القادمة معاناة الأمرين للتخلص من نتائجها وآثارها الحادة.
وفي "الكاف" كف أذي مَن يتربصون بمصر وشعبها، ويحرضون على التقاعس عن المشاركة وأداء الواجب الانتخابي، بحجة أن صوتك لن يجدي وبدون أثر فاعل، وأن المقاطعة هي الحل، حتى يحققوا أغراضهم الخبيثة في تشتت المصريين والتلاعب بوعيهم، وترويج الأباطيل والأكاذيب والمعلومات المغلوطة البعيدة كل البعد عن الدقة والصحة بهدف التشويش وإرباك الرأي العام.
فكن إيجابيًا وشارك بقوة وإخلاص ولا تنصت ولا تشغل بالك بدعاة التشكيك والابتعاد عن اللجان الانتخابية، فهؤلاء لا يضمرون في نفوسهم سوى السوء والشر المستطير.