نجحت مصر، فى الوصول إلى نهاية العملية الانتخابية، وفى توفير الأجواء المناسبة، فى سباق يفرض نفسه في ظروف استثنائية، تحققت في السباق الذي يبدأ اليوم في كل محافظات مصر، كل مظاهر العملية الانتخابية حاضرة، توجهات متباينة، ويمثلون المعارضة، و إشراف قضائي كامل، وحوار وطني (مهم)، بين مؤيدين ومعارضين.
جاءت الانتخابات فى ظل خطر داهم على الأمن والوطن، لتشتعل نيران الحرب فى غزة، فى ظل اهتمام بالغ بالقضية المركزية في حياة المصريين، على مدار عقود طويلة، وهي القضية الفلسطينية.
لكن الاستحقاق الانتخابي المهم، لم يغب، وهذا بمثابة القدرة المصرية على استيعاب المتغيرات، واستمرار العمل والحياة، والاستحقاق الانتخابي فرض نفسه فى توقيت استثنائي، وظروف مشابهة، وعلى الرغم من أنه يوجد إجماع وطني، على أن الرئيس المرشح، عبدالفتاح السيسي، هو المؤهل، فهناك حالة من الرضا العام عن الأداء، وعن القرارات التي يتخذها، لكن الانتقال من مواجهة أزمة اقتصادية، خلفتها كورونا، فالحرب الروسية - الأوكرانية، وارتفاع الأسعار عالميا، هى أزمة اقتصادية فى معظم دول العالم، فإن سرعة الانتقال إلى مواجهة خطر الحرب، على الحدود الشرقية، وتصفية القضية الفلسطينية، عزز مواقع الاستقرار السياسى، لكن الانتخابات لها ظروفها الخاصة، وهناك أعداد كبيرة تشيد وترى الإنجازات المصرية على كل صعيد.
الناخب المصرى، يشعر بالارتياح وهو يذهب إلى صناديق الاقتراع، ويراهن على استمراره فى المرحلة المقبلة، مع القيادة التي قادته لضمان المستقبل بالانتقال والنمو في مساحة مصر المعمورة، والمؤهلة لاستقبال المصريين من 7%،إلى 14%، من مساحة مصر.
وهو يرى أن رئيسه، على مدار 10 سنوات مضت، أرسى مدرسة جديدة للحكم فى مصر، بعيدة عن كل الجمهوريات السابقة، ووضع منهجا لنفسه، فالرئيس على قناعة تامة بمنهجه، ويصمم على مواصلته خلال فترة (الرئاسة المقبلة) فقد استطاع أن يضع البنية الأساسية القادرة على احتواء الجمهورية الجديدة، التى تقوم على التنمية، ونقل الدولة إلى مربع حضاري واعد.
اكتسب الرئيس المرشح كامل شعبيته التى بدأ بها حكم مصر، برغم ما توالى عليها منذ بداية العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين، فمهارة النظام السياسى والأولويات التي وضعت أمامه فى جذب الشباب والمرأة للعمل السياسى، فتح آفاقًا جديدة لمصر فى عملية الإصلاح السياسي، ويبدو أن هناك إجماعًا وطنيًا يلتف حول القيادة السياسية المتمثلة فى الرئيس السيسى، برغم أن التنمية فى مصر تجرى فى ظرف إقليمي (غير موات)، اكتمل بحرب غزة، والإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين، وأحداث عالمية غير مواتية، على كل صعيد، أزمات وبائية وحروب فى أوروبا، وصراع بين الشرق والغرب.
نجحت المعركة الانتخابية الحالية، فى استعادة الطبيعة المصرية الرافضة للفوضى، فهي ترتاح إلى صيغة وسط تحافظ على قدر كبير من تماسك الدولة، وأمنها واستقرارها، وكان الحوار الوطني أداة لتحقيق هذا الهدف، وأكدته المعركة الانتخابية الهادئة، والسياسات والأمن السياسي، الذي يتمناه الرئيس السيسى للمصريين.
مصر تمكنت من العبور الآمن من كل مشاكل الإقليم، والتحديات التنموية التى مرت بها المرحلة المقبلة هى اتساع الأفق المصرى، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وأصبحت مؤهلة له على كل صعيد.
وتدخل الاستحقاق الرئاسي، والمرحلة المقبلة، وهي تضع مصر بثبات أمام جمهورية جديدة، سيكون للأجيال المقبلة، دور أكبر فى قيادتها، وشعور بمكانتهم الإقليمية والعالمية، وساعتها سيقدرون كل ما فعلته سنوات ما بعد 2013، من إنقاذ للوطن وتخليصه من الإرهاب والتطرف، ووضعت أقدام الدولة بثبات نحو حل كل المشاكل التي تراكمت على مدار قرن كامل من صراعات وحروب لم تتوقف.