أيام قليلة وتنطلق الانتخابات الرئاسية 2024، والتي يتنافس خلالها 4 مرشحين على رأسهم وأبرزهم الرئيس عبدالفتاح السيسي رمز النجمة، وتعد المشاركة الإيجابية في الانتخابات واجبًا وطنيًا ومكتسبًا دستوريًا يجب على الجميع الوفاء بوطنهم بالنزول إلى مقار اللجان الانتخابية والمشاركة، واختيار أحد المرشحين من وجهة نظرهم، دون إجبار أو توجيه؛ بل بكل شفافية، وهذه هي الأصول الديمقراطية التي تتيح لكل مواطن التعبير عن آرائه الانتخابية دون تقييد، ويمكن إدراك التنوع في المرشحين الأربعة.
بالنسبة لي كطبيب وكمسئول حكومي أكاديمي سابق، عبرت عن اختياري من بين المرشحين حتى وقبيل أن تغلق الهيئة الوطنية للانتخابات باب تقديم الأوراق، وكتبت مقالة عامة عن مرشحي وأسباب اختياره، كان عنوانها: "لماذا الرئيس السيسي مرة ومرات أخرى؟"، واستعرضت وجهة نظري من خلال أحداث عامة ومواقف وطنية مرت بها مصرنا الحبيبة خلال السنوات التسع الأخيرة، كادت أن تذهب مع مهب الريح، إلا أن الله وفق قيادتنا السياسية إلى الخير.
خلال الأيام القليلة الماضية شاركت في أكثر من لقاء عن التثقيف السياسي والدعوة للمشاركة الإيجابية عبر جلسات ولقاءات ومؤتمرات شعبية، وأخرى جماهيرية أو حزبية، فضلا عن تبادل أطراف الحديث مع مواطنين في تجمعات عادية بشأن مرشح انتخابات الرئاسة والتصويت على المرشحين، وكانت غالبية لقاءاتي مع معنيين بالقطاع الصحي الطبي والعاملين به من مختلف الطبقات، وتصدر سؤال: "ماذا قدم الرئيس السيسي للقطاع الصحي؟".
الإجابة عن هذا السؤال تطول شرحها، وكانت تحتاج إلى جلسات ونقاشات أكثر، واتضح لي أنه يجب أن ننتقل من مرحلة التثقيف السياسي إلى التثقيف العام للمواطنين بما يجري ويحاك ضدهم من أمور لا يعلمون عنها شيئًا، ليس فقط على المستوى المحلي وحسب، وأيضًا تحتاج إلى ما هو أكثر من التثقيف العام بضرورة مشاركة المسئولين المواطنين بجلسات توضيحية عما يقدمونه تحقيقًا للنظرية الإنجليزية "You Must Be visibile"، أي يجب أن يكون عملك ظاهرًا أمام الجمهور، ليس للتفاخر، وإنما للتشجيع والتأكيد على احترام الجمهور بإبراز ما تم إنجازه.
أعود مجددًا إلى الإجابة عن السؤال ماذا قدم الرئيس السيسي للقطاع الصحي الطبي ونحن على أبواب التصويت بانتخابات الرئاسة بذكر ملخصات لأبرز موضوعات تهم القطاع الصحي الطبي، وهي الموازنة المخصصة للصحة والتي ارتفعت مخصصاتها، وأزمة كوفيد 19، التي أظهرت مدى قوة الدولة المصرية وقدرتها على إدارة واحدة من أقوى الأزمات التي هددت دولًا ذات اقتصاديات كبرى، ومرت منها بسلام مطمئن، وقدمت خلال ذلك أرواحًا، ومبادرة "حياة كريمة" المشروع الأعظم خلال 100 عام مضت على المصريين، و"حملة 100 مليون صحة" لعلاج المصريين، وأيضًا مشروع "التأمين الصحي الشامل" العملاق، الذي تحدثت في مقالة منفصلة هنا عن أهميته، ليس فقط على مستوى رفع جودة العلاج، وإنما تحسين الأوضاع الاقتصادية للأطقم الطبية بالكامل، وتوفير موارد لاستدامة الخدمة، فضلا عن عشرات الموضوعات الأخرى التي قد لا تقل أهمية بشأن تقديم خدمات وتسهيل للعاملين في القطاع الصحي.
القطاع الصحي خلال الفترة الماضية تلقى دعمًا يتخطى 91 مليار جنيه لعشرات المشروعات فقط من أجل ولخدمة المصريين، وإذا أتيحت لنا صفحات وصفحات لن تكفي للحديث عن مشروعات أصابها التطوير، وهذا كله يحسب للقيادة السياسية الحالية، وعلى رأسها سيادة الرئيس السيسي والمرشح في انتخابات الرئاسة 2024.
انزل شارك وخليك إيجابي، وعبر عن صوتك الانتخابي، فمصر تستحق منك أكثر من ذلك.
* العميد السابق لكلية طب الأسنان قصر العيني