بعد واقعة أحد البرامج التليفزيونية.. نشر الأخبار الكاذبة جريمة يُعاقب عليها القانون

6-12-2023 | 21:30
بعد واقعة أحد البرامج التليفزيونية نشر الأخبار الكاذبة جريمة يُعاقب عليها القانونترويج الشائعات
إيمان فكري

يسعى الكثيرون إلى ترويج الشائعات لنشر الفوضى في المجتمع، والتي تؤدي إلى تكدير السلم العام، ففي أحد اللقاءات التليفزيونية منذ أيام قليلة، ترددت أكاذيب حول آلية خروج المواطنين المصريين من غزة، زاعمة أن سفارة مصر لدى رام الله تنسق مع الاحتلال الإسرائيلي في هذه العملية الخاصة بسفر مواطنينا من القطاع؛ حيث ادعت أن مصر تحصل على إذن إسرائيل للسماح بعودة المصريين.

موضوعات مقترحة

وردت وزارة الخارجية المصرية على الأكاذيب التي تم ترويجها، مؤكدة أن السلطات المصرية فقط هي التي تتولى إجراءات عودة المصريين من قطاع غزة إلى أرض الوطن، وأن مكتب التمثيل المصري لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، والقطاع القنصلي بوزارة الخارجية، يتلقيان أسماء والوثائق الخاصة بالمواطنين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن.

وأكدت "الخارجية"، أنه يتم إعداد كشوف تفصيلية بها لموافاة السلطات المصرية المعنية بها تمهيدا لتسليمها للقائمين على معبر رفح الحدودي من الجانبين المصري والفلسطيني لتسهيل عملية عبورهم من غزة إلى مصر، ونفى السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، كل ما يتردد إعلاميًا خلاف ذلك، داعيًا إلى توخي الحذر والدقة الشديدة عند تداول أي معلومات غير صحيحة منسوبة لأي جهة أو أفراد لا يتمتعون بصفة رسمية.

وتعد الشائعة جريمة من الجرائم التي تهدد أمن العالم؛ حيث تتخذ العديد من الدول إجراءات حاسمة للتصدي لها وتجفيف ينابيعها، وتعرف الشائعة بأنها من أشاع الخبر أي أذاعه ونشره، بينما تُعرف في اللغة على أنها الانتشار والتكاثر، ومن ناحية الاصطلاح هي، "النبأ الهادف الذي يكون مصدره مجهولا، وهي سريعة الانتشار ذات طابع استفزازي أو هادئ حسب طبيعة ذلك النبأ وهي زيادة على ذلك تتسم بالغموض.

عقوبة ترويج الشائعات

وتصدى قانون العقوبات المصري، لجريمة ترويج الشائعات والأكاذيب، بشكل كبير من خلال توقيع عقوبات صارمة على المتهمين في هذه الجريمة؛ حيث يؤكد الخبير القانوني، محمد حامد، أن تداول الأخبار الكاذبة والشائعات، تعد من الجرائم التي تهدد المجتمع والأمن القومي.

ووفقا للقانون، فإن المادة 77 والمادة 77 د، من قانون العقوبات المصري، يتضمن باب عن الجرائم المضرة بأمن الدولة من الداخل كما يشمل أيضا بيان كامل عن الشائعات وعن ترويج الشائعات وعن الأضرار التي تصيب المجتمع من هذه الشائعات ويوقع عقوبات على مرتكبها، وبعض النصوص الواردة بقانون العقوبات المصري.

وتنص المادة 77 من قانون العقوبات المصري على: "يعاقب بالإعدام كل من ارتكب عمدا فعلا يؤدي إلى المساس باستقلال البلاد أو وحدتها أو سلامة أراضيها، والمادة 77 د، تنص على "يعاقب بالسجن إذا ارتكبت الجريمة في زمن سلم".

وكل من سعى لدى دولة أجنبية أو أحد ممن يعملون لمصلحتها أو تخابر معها أو معه وكان من شأن ذلك الإضرار بمركز البلاد، فإذا وقعت الجريمة بقصد الإضرار بمركز البلاد بقصد الإضرار بمصلحة قومية لها كانت العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة في زمن السلم والأشغال الشاقة المؤبدة في حالات أخرى.

الشائعات هدفها بث الإحباط في المجتمع

"الشائعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق، ويصدقها من يتسم بالغباء"، مقولة نفسية استشهد بها الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية في بداية حديثه، مؤكدًا أن الشائعات تكون عبارة عن أخبار زائفة تنتشر في المجتمع وتكون عديمة المصدر لبث الإحباط في النفوس، فالحرب النفسية من أخطر الحروب، وخطورتها أنه يتم تداولها حتى تصل إلى مرتبة الحقيقة فيعتقد الجميع أنها حقيقة دون الرجوع لمصدرها.

ويوضح استشاري الصحة النفسية، أن الحرب النفسية المتبعة من خلال ترويج الشائعات، تؤثر على نمط العلاقات الاجتماعية بين الناس، وتتسبب في بطء الإنتاج والشعور باليأس، ويكون المواطنون في حالة متدنية، ودوافعها توتر الأجواء وزعزعة الاستقرار وفقدان الثقة في القيادة السياسية، وبث روح الانهزامية وإشعاع الضبابية وفقدان الثقة في المستقبل.

الشائعات تهدم الدول

كما أنها تدعو الشعب للشغب والعصيان المدني وإتلاف المقتنيات العامة، والشائعات قادرة على القضاء على مجتمعات بأكملها، ويكون لها أهداف سياسية، وأسباب انتشارها بشكل كبير هو انعدام المعلومات الصحيحة وندرة الأخبار الحقيقية في وقتنا هذا، فالشائعات ممكن أن تصل لأكثر من 60 ألف شخص في اليوم الواحد، ولكن الخبر الحقيقي لا يصل مقارنة بالشائعة.

ويشير استشاري الصحة النفسية، إلى أن الشائعات لها تصنيفات، فهناك شائعات زاحفة وهي التي يتم ترويجها ببطء حتى يصدقها المواطنون، وهناك شائعات يتم ترويجها بعنف، وهي التي تنطلق كانطلاق النار في الهشيم، وغالبًا ما تتعلق بمشاعر المواطنين كالدين على سبيل المثال.

مروج الشائعات شخصية "سيكوباتية"

وعن شخصية مروجي الشائعات، يؤكد أن مروجي الشائعات يتسمون بالذكاء والقدرة على التعبير وامتلاك لغة الجسد وتهتجات الصوت، فيستطيع أن يأخذ جزءًا من حقيقة ويغيرها وينشرها بدافع كسب ثقة الناس بادعاء المعرفة، وهو شخصية سيكوباتية وإنسان غير أخلاقي منعدم الضمير ولا يشعر بالوفاء والولاء لأي فرد أو وطنه فهو متبلد المشاعر ويستطيع خداع الناس بسهولة دون الشعور بالذنب لأنه شخصية انبساطية لديه جوع للإثارة دائمًا.

أما متلقي الشائعة، يتسم ببعض السمات النفسية الأخرى، فبحسب الدكتور وليد هندي، يتسم متلقي الشائعة الذي يصدق الخبر الكاذب، بأنه شخص لديه ضعف في الثقة في النفس، ومصاب بمتلازمة القلق وسلبي، ومساير للآخرين، واعتمادي، وشخص فضولي، والشائعات تجعله يشعر باللذة والمتعة، ومواجهة هذا يكون من خلال تطبيق القانون، وتكون هناك توعية مجتمعية ونشر الحقيقة بشكل موسع عن طريق الإعلام، حتى يكون الشعب واثقًا في القيادة السياسية.

كلمات البحث
الأكثر قراءة