مع قدوم فصل الشتاء تحدث تغيرات في جلد الإنسان ومنها جفاف الجلد الذي يمثل مشكلة كبيرة للجميع، حيث يتسبب جفاف الجلد في مظهر وملمس خشنين للجلد أو إثارة الحكة به أو تقشره، ويختلف مكان تكون هذه البقع الجافة من شخص لآخر، وهي حالة شائعة يتعرض لها الجميع على اختلاف الأعمار.
موضوعات مقترحة
ومن الطبيعي أن المرأة تهتم كثيرًا بنضارة بشرتها بشكل دائم، حيث تعد مشكلة جفاف الجلد في الشتاء من المشاكل التي تقلق المرأة، نظرًا لأن الجلد يتعرض للجفاف نتيجة تعرضه لأسباب عديدة من ضمنها تغيرات الفصول إلى فصل الشتاء تحديدًا، والمبرر لذلك تعرض البشرة للهواء الجاف في فصل الشتاء بشكل كبير مما يزيد من جفافها، ومن ناحية أخرى يتعرض الجلد للماء بكميات كبيرة في الشتاء نظرًا لتعرضه للمطر؛ مما يسبب جفاف الجلد في الشتاء بالإضافة إلى خشونة ملمسه.
جفاف الجلد في الشتاء
يقول الدكتور ماهر محمود استشاري الأمراض الجلدية، تظهر الإصابة بالجلد الجاف لأسباب عديدة، ومنها الطقس البارد أو الجاف والضرر الناتج عن التعرض لأشعة الشمس والصابون شديد القلوية وكثرة الاستحمام، ولكن من الممكن مواجهة هذا الأمر كل شخص بمفرده لتحسين حالة الجلد الجاف، بما في ذلك استخدام المرطبات وممارسة سبل الحماية من أشعة الشمس على مدار العام.
وغالبًا ما يكون جفاف الجلد حالة مؤقتة أو موسمية سواء في فصل الشتاء أو فصل الصيف لأن الأمر ليس متعلقًا فقط بجفاف الجلد في فصل الشتاء، ولكن الكثير من الممكن أن تتعرض له في فصل الشتاء فقط، ولكن قد يتطلب علاجه فترة طويلة، وتختلف علامات جفاف الجلد وأعراضه حسب عمر الشخص وحالته الصحية ودرجة لون بشرته والبيئة التي يعيش فيها ومدى تعرضه لأشعة الشمس.
"ويبدأ جفاف الجلد بظهور بعض الأعراض من خلال الشعور بإحساس بشد الجلد ووجود ملمس ومظهر خشن للبشرة، مع وجود حكة في الجلد، وتقشير بسيط أو شديد في الجلد، مما يسبب ظهور الجلد بلون مائل إلى الرمادي لدى أصحاب البشرة البنية أو السمراء الجافة".
ويكمل أن من مظاهر جفاف الجلد وجود تقشير خفيف أو شديد، بخاصة في جلد الساق ما يسبب تشققها وظهور خطوط رقيقة أو شقوق، ما يجعل لون الجلد يتفاوت بين مائل للحمرة في البشرة البيضاء مائل للرمادي في البشرة البنية والسمرا، وفي بعض الأحيان تظهر شقوق عميقة ما يجعلها عرضة للنزف.
كيف تتصرف في حالة عدم شفاء الجلد من الجفاف
ويضيف الدكتور ماهر محمود: تستجيب غالبية حالات البشرة الجافة جيدًا لتغييرات في نمط الحياة والعلاجات المنزلية، ولكن قد يتطلب الأمر زيارة طبيب الرعاية الأولية أو طبيب متخصص في الأمراض الجلدية في حالة استمرار الأعراض بعد تجربة خطوات الرعاية الذاتية الفردية في المنزل، أو في حالة وجود ألم أو التهاب في الجلد ، خاصة أن جفاف الجلد أو سماكته بوصفه يعتبر أثرًا جانبيًا لعلاج السرطان.
"كما يجب استشارة الطبيب في حالة الشعور بعدم الراحة إلى درجة الأرق أو عدم القدرة على التركيز في أنشطتك اليومية المعتادة مع وجود قروح مفتوحة أو إصابات من الحك وتقشر الجلد في مناطق كبيرة".
أسباب جفاف الجلد
تقول الدكتورة لبيبة الجنيدي استشاري التجميل والأمراض الجلدية، إن من أسباب جفاف الجلد أنه يحدث نتيجة فقدان الطبقة الخارجية من الجلد إما بسبب الحرارة التي تحدث بسبب أجهزة تدفئة المكان والمدافئ جميعها على خفض الرطوبة، ومن أسباب جفاف الجلد أيضًا عوامل البيئة مثل الحياة في ظروف باردة أو عاصفة بالرياح أو بيئة منخفضة الرطوبة.
" كما أن من أسباب جفاف الجلد كثرة الاستحمام أو التقشير، حيث يتسبب الاغتسال أو الاستحمام بمياه ساخنة لمدة طويلة أو تقشير الجلد بمعدل أكبر من اللازم في جفافه، وقد يؤدي الاستحمام أكثر من مرة في اليوم إلى إزالة الزيوت الطبيعية من الجلد.
كما أن أنواع الصابون والمنظفات شديدة القلوية تتسبب في جفاف الجلد، حيث إن العديد من أنوع الصابون والمنظِّفات والشامبو المشهورة تتسبب في سحب الرطوبة من الجلد؛ حيث إن مكوناتها تتضمن مواد لإزالة دهون الجلد، ومن هنا نقول إن الأشخاص المصابين بأمراض جلدية، مثل الإكزيما أو الصدفية هم أكثر عرضة للإصابة بجفاف الجلد.
"أيضًا من الأسباب وجود العلاجات الطبية، حيث يعاني بعض الأشخاص من جفاف الجلد وسماكته بعد تلقي علاج السرطان أو غسيل الكلى أو تناول أدوية معينة، وفي حالة التقدم في السن حيث يصبح الجلد رقيقًا ويفرز كمية أقل من الدهون التي يحتاجها الجلد للاحتفاظ بالمياه".
ما عوامل الخطر التي تحدث بسبب جفاف الجلد
تشير الدكتورة لبيبة الجنيدي، إلى أن هناك عوامل خطر كثيرة تسبب خطرًا أكبر في التسبب في جفاف الجلد وهي، تجاوز الشخص 40 عامًا، وذلك لانخفاض قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة مع تقدم العمر، كذلك الحياة في ظروف باردة أو عاصفة بالرياح أو بيئة منخفضة الرطوبة أو في حالة العمل في وظيفة تتطلب أن تغمر يديك في المياه، مثل التمريض أو تصفيف الشعر، أو العمل في مجال الأسمنت أو الطين أو التراب والسباحة في حمامات تحتوي على الكلور، أو في حالة الإصابة بأمراض أو حالات معينة مثل قصور الدرقية أو داء السكري أو سوء التغذية.
مضاعفات تحدث بسبب جفاف الجلد
وتتابع الدكتورة لبيبة الجنيدي، عرض المضاعفات التي تحدث بسبب جفاف الجلد، رغم أنه غير ضار عادة، لكن عندما يترك الجلد جافا بدون اعتناء، فهنا يؤدي جفاف الجلد إلى الإصابة بالإكزيما، ما يؤدي إلى تنشيط المرض، وحدوث الطفح الجلدي والتشققات، وفي حالات العدوى قد تتشقق البشرة الجافة، مما يسمح للبكتيريا باختراق الجلد مسببة العدوى.
"وتزداد هذه المضاعفات عندما تكون وسائل حماية البشرة ضعيفة للغاية تصل إلى وجود تشقُّقات أو شروخ عميقة، تنفتح وتنزف مما يتيح الفرصة لإصابة هذه الجروح بالبكتيريا".
طرق للوقاية من أضرار جفاف الجلد
وتضيف الدكتورة لبيبة الجنيدي، أنه توجد عدة طرق للحفاظ على رطوبة الجلد، ومنها ترطيب الجلد؛ حيث يساعد المرطب على الاحتفاظ بالماء وبقائه رطبا للحفاظ على حاجز حماية البشرة سليمًا، حيث يستخدم المرطب على مدار اليوم، بخاصة على اليدين وقبل الخروج من المنزل، وتحديدًا في الأيام الملبدة بالغيوم.
"مع خفض وقت ومدة التعرض للماء؛ سواء كان الاغتسال أو الاستحمام، مع ضرورة استخدام الماء الدافئ وليس الساخن، مع تجفيف الجسم جيدا مع الحرص على عدم الاستحمام أكثر من مرة في اليوم ويفضل أثناء الاستحمام استخدام منظف لطيف على البشرة أو نوع من الصابون يخلو من المواد المسببة للحساسية، وبعد تجفيف الجسم من الماء يتم وضع كريم مرطب بينما لا يزال الجلد رطبًا.
وتكمل: يفضل تغطية أكبر قدر ممكن من الجلد في الطقس البارد أو العاصف، بخاصة في حالة الأحوال الجوية القاسية التي قد تسبب جفاف الجلد ، لذلك يفضل ارتداء وشاح وقبعة وقفازين عاديين أو قفازين سميكين لحماية الجلد عند الخروج، وفي حالة ممارسة رياضة السباحة يفضل أن يتم شطف الجسم وترطيبه بعد السباحة، بخاصة إذا كانت السباحة تتم في حمامات سباحة ترتفع بها نسبة الكلور، مع ضرورة الشرب عندما تشعر بالعطش للحفاظ على رطوبة كل أنسجة الجسم، ومن بينها الجلد.
الدكتور ماهر محمود
الدكتورة لبيبة الجنيدي