Close ad

"فقه الأولويات" في الانتخابات الرئاسية

6-12-2023 | 14:04

هناك فارق كبير بين مصطلح "فقه الأولويات" ومصطلح "فقه الفوضى"، فالأول يهدف إلى ترتيب الاختيارات، وطرق التعامل مع الأحداث بصورة علمية صحيحة مبنية على قناعات ورؤى، سواء للفرد أو للدولة نفسها.

أما المصطلح الثاني فهو يسعى إلى نشر الفوضى، وخلق حالة من عدم اليقين لدى المواطن من خلال نشر آراء وشائعات لا تخدم سوى مصالح أصحاب ذلك المبدأ أنفسهم وسعيهم لوضع "الفوضى" بديلا عن النظام، وتقديم الضرر على المنفعة، وبالتالي فإن المواطن – إذا لم يدرك طبيعة وأهداف تلك الجماعات – سوف يجد نفسه في صراع ما بين الحق والباطل، وقد يقع فريسة لتلك الشائعات. 

ولذلك فإننا عندما نتحدث عن الانتخابات الرئاسية، التي سوف تجري أيام الأحد والإثنين والثلاثاء المقبلين، لابد لنا من وضع الكثير من الحقائق أمام الناخب حتى تكون لديه القدرة على الاختيار الصحيح، واستخدام مصطلح "فقه الأولويات" بصورة تخدم مصلحته ومصالح الدولة في نفس الوقت، خاصة أن هناك عددًا غير قليل من القنوات والوسائل الإعلامية – المدعومة من دول وجماعات وكيانات مشبوهة - تسعى إلى التقليل من أهمية العملية الانتخابية، بل وتصويرها على أنها غير ذات جدوى في محاولة يائسة وبائسة أيضًا للنيل من أمن واستقرار مصر في وقت يشعر فيه المواطن بأن الالتفاف حول القيادة السياسية الحالية، وإعادة اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسي أصبح مطلبًا شعبيا لا غنى عنه خلال المرحلة المقبلة.

والمؤكد أن فقه الأولويات لاختيار الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية يشير وبوضوح إلى مجموعة من العوامل الأساسية التي تؤثر في حياة المواطن وفي نفس الوقت تحافظ على الأمن القومي المصري في ظل المعطيات الصعبة التي تحيط بنا، وفي مقدمتها الوضع المتردي في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي غير المبرر على القطاع، والأزمة السودانية والموقف المعقد في ليبيا، وبالتالي فإن الناخب يضع في صدر أولوياته استمرار الحفاظ على حالة الأمن القومي المصري، خاصة أنها الشغل الشاغل للرئيس السيسي، والذي نجح وباقتدار خلال السنوات الماضية في الحفاظ على مقدرات الوطن ووضع البلاد على الطريق الصحيح رغم التحديات الإقليمية والدولية المحيطة بنا. 

وأعتقد أن ما شهدته القطاعات المختلفة من عمليات تنمية وتطوير حقيقية في مجالات البنية الأساسية؛ سواء الطرق أو الأنفاق أو التنمية الزراعية والتي تشمل ما حدث في توشكى، وأيضًا مشروع زراعة مليون ونصف المليون فدان، بالإضافة إلى المدن الجديدة في معظم المحافظات، والتي تزينها جميعًا العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تمثل نموذجًا رائعًا يحتذى به في العديد من الدول، وكذلك ما شهده القطاع التعليمي من إنشاء عشرات الجامعات الجديدة وتطوير وتحديث الجامعات القائمة بالفعل، وكذلك الطفرة غير المسبوقة في مشروع تطوير العشوائيات، والتعامل معها بكل حكمة ومصداقية يشعر بها المواطن البسيط، وإقامة مدن جديدة لاستيعاب الأهالي مثل حي الأسمرات ومساكن زينهم وغيرها.

ولم يكن مشروع تكافل وكرامة - والذي يعد من المشاريع الرائعة – التي تكشف عن الجوانب الإنسانية والاهتمام الكبير من قبل القيادة السياسية بدعم محدودي الدخل بعيدًا عن أولويات الناخب فهو أيضًا وإلى جانب العديد من الإنجازات الحقيقة علي أرض الواقع سوف يأتي في مقدمة أولويات الناخب البسيط الذي يدرك تمامًا، بل ويشعر بما تقوم به القيادة السياسية لدعمه في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والظروف الإقليمية والتي يدركها الجميع ويدرك مدى تأثيرها على الاقتصاد المصري بوصف مصر دولة لها ثقلها ودورها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ويقينًا فإن الانتخابات المقبلة ومشاركة المواطنين بها في كافة المحافظات سوف تكون رسالة قوية للجميع في الداخل والخارج بأن مصر تسير في الاتجاه الصحيح، وأن القيادة السياسية الحالية تسعى وبكل جدية لاستكمال مسيرة البناء والتنمية ومواجهة التحديات والتغلب على الصعاب والانتصار دائمًا لمصلحة المواطن البسيط، بل والانحياز لمحدودي الدخل، وسوف يؤكد الناخبون أن فقه الأولويات لديهم سوف ينتصر على فقه الفوضى.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة