البغي الإسرائيلي.. وفلسطين الصامدة

5-12-2023 | 16:11
الأهرام المسائي نقلاً عن
  • استشهدت أسرة غزاوية كاملة في منطقة الشجاعية قرابة خمسة أم وأب وثلاثة من الأولاد، جراء قصف إسرائيلي مركز علي منزلهم، لم يجدوا من يكفنهم أو يدفنهم، تطوع البعض لذلك وتطوع سائق عربة كارو يجرها حصان لدفنه، تحرك السائق الشهم بعربته، قابل في مسيرته بعض الشباب طلب منهم صلاة الجنازة على الأسرة.
  • وقفت العربة الكارو التي تحمل الجثث على جانب الطريق ووقف المارة يصلون على الأسرة، وودعوهم الوداع الأخير، أصبح للحمار والحصان قيمة كبيرة في غزة، ولولا شهامة هذا الحصان وصاحبه لبقي هؤلاء الشهداء في الشارع دون دفن، هذا الحصان يذكرنا بكلب أهل الكهف الذي اكتسب مكانته من رفقة الصالحين.
  • هذا الفيديو جاب الدنيا كلها بعد أن صورته الفلسطينية هلا شحاتة التي لم تستطع النزوح من الشجاعية بعد القصف؛ لأن والدتها مسنة ولا تقوى على السير الطويل وابنتها صغيرة تحتاج للحمل، وهي لا تستطيع الفرار بالإثنين، صورت هذا الفيديو الحزين وهي تقول: أريد من العالم كله أن يرى هذا المشهد الحزين، نعم يا سيدتي رآه الجميع، ولكن لم يتحرك أحد لنصرة هؤلاء من المذابح.
  • هذا جزء من مأساة شعب تنكل به إسرائيل منذ 70 عامًا، مذبحة تلو أخرى، تهجير يعقبه تهجير، تتعقب إسرائيل الشعب الفلسطيني في المنافي، وتؤلب عليه الآخرين، عشرات المذابح والتهجيرات والحصار الخانق المستمر.
  • لك أن تتصور جيشًا يتعمد قصف المستشفيات، ويمنع الكهرباء عن حضانات الأطفال المبتسرين ويقتل منهم العشرات بدم بارد، يدمر المخابز عمدًا حتى يجوع الفلسطيني، يدمر صهاريح المياه واحدًا تلو الآخر فتغمر المياه الأرض دون أن تروي الفلسطينيين، فمن لم يمت بقذائف الطائرات أذله الجوع وقتله العطش أو أهلكه البرد.
  • يخرج الفلسطيني من بيته المدمر هاربًا من جحيم الصواريخ الأمريكية الصنع لا يلوي على شيء، وتاركًا كل شيء، دون أن يحمل شيئًا، ضاع بيته، سيارته، أثاث منزله، أمواله، ذلك إن لم يفقد أولاده بعضهم أو جميعهم.
  • يقف رجل كبير السن على أشلاء أسرته وهو يصيح في أولاده وكلهم مسجى في كفنه قائلًا بحرقة: بلغوا الرسول، قولوا له يا رسول الله: المسلمين خذلونا، يا رسول الله، أمسك بجثة ابنه ياسين مناديًا له: يا ياسين قل للرسول "صلي الله عليه وسلم" الأمة خذلتنا في غزة وتتفرج علينا، قطعوا أشلاءنا وهم يتفرجون علينا.
  • وآخر ودع أسرته بألم وحرقة بعد أن دكت الطائرات منزله وهو يقول: عمارتنا فيها 200 فرد وصل للمستشفى 8 فقط، أين الباقي، كلهم تحت الركام، أنا أنادي عليهم قال: من على قيد الحياة يقول اسمه، يظل يهتف في كل مكان في الأنقاض"مين عايش" فلا يرد عليه أحد!! ثم قال: هنيئًا لأمريكا وأوروبا باستقوائكم علي النساء والأطفال.
  • الشعب الفلسطيني لن يهزم ولن يكنسر، أنا خرجت من تحت الركام، وسأبيت الليلة في بيتي المهدم ولن أرحل، هل تسمعني يا بايدن.
  • حصلت الطفلة الفلسطينية سارة التي صورتها وكالات الأنباء وقد تمسكت بكتبها، بعد أن هدمت إسرائيل منزلها عام 2003 على الماجستير في العام الماضي في اللغات، وتعمل مُحاضرة في جامعة كندية مرموقة، الشعب الفلسطيني أكبر من أن يُقهر، وأعظم من أن يُهزم.
  • أما صور أحمد أبوالروس وهو يقبل طفلته الجميلة ريم، التي استشهدت مع شقيقها طارق، أخذ الأب ينظف وجه ابنته ريم ويحضنها ويشمها، فوجد حلق ابنته فأخذه ليظل ذكرى معه إلى الأبد، كان أحدهما قد ضاع، كان يحدثها وكأنها حية ويناديها "روح الروح".
  • صدق أهل غزة مع ربهم ومع وطنهم وقضيتهم، فوصل صدقهم إلى قلوب الشعوب الحرة، فهذه ممرضة أمريكية عملت فترة في غزة، وتم إجلاؤها من غزة قبل تدهور أوضاعها، فسألها المذيع الأمريكي: هل ستعودين إلى غزة؟ قالت: نعم بالتأكيد، فقلبي هناك، فمن عملت معهم هناك من أروع الأشخاص الذين التقيت بهم في حياتي، فقدنا أحد ممرضينا بعد أسبوع من القتال بتفجير إسرائيل لسيارة الإسعاف، تواصلت معهم عبر الرسائل، سألتهم هل ستغادرون المستشفى فقالوا: "هذا مجتمعنا وهؤلاء أهلنا وأصدقاؤنا، فإذا قتلنا الإسرائيليون فسنموت ونحن نحاول إنقاذ المرضى والمصابين".
  • قالت الممرضة الأمريكية: لو أنني أملك ذرة من مشاعرهم لمت وأنا راضية وسعيدة.
  • 30 ألف طن ديناميت ألقاها الطيران الإسرائيلي على سكان غزة، لم تهزم الفلسطيني الغزاوي أو تكسر إرادته، جلس طفل وأخته ووجهه يقطر دمًا، قصفت إسرائيل دارهم، قال لمن حوله أبي مات، قالوا له: لا تقل مات، هو استشهد مع أمك، هم عند الله، صمت الطفل.
  • هؤلاء الأطفال سيكونون أصلب عودًا وأكثر عزيمة للثأر من إسرائيل واسترداد القدس.
  • كان نصيب كل غزاوي مدني من متفجيرات إسرائيل 2 كجم ديناميت، إسرائيل التي تريد قيادة الشرق الأوسط.
  • إسرائيل فُضحت في العالم عبر الشاشات التي لا تكذب، سقط القناع الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي .
  • الحضارة الغربية كلها على المحك، تؤيد الظلم، وتدعم المثليين، وتكيل بمائة مكيال، يقتل أمام أعينها 15 ألف مدني بينهم أكثر من 5 آلاف طفل ولم تقبل بوقف إطلاق النار إلا من أجل الإفراج عن الرهائن.
  • الحضارة الغربية قاربت علي الأفول والانحسار، هي حضارة الخداع والكذب.
  • سلام على شهداء غزة، والعافية لجرحاها، وتحية للأحرار في كل مكان.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة